*مراقبون وسياسيون يتحدثون لـ”الثورة” عن الوحدة في عيدها الـ27:
*توحيد الجبهة الداخلية اللبنة الأولى للحفاظ على النسيج الوحدوي
استطلاع / اسماء حيدر البزاز
يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى السابعة والعشرين من تحقيق الوحدة اليمنية ، في ظل العديد من المنعطفات التاريخية والتحديات الجسيمة التي تشهدها الوحدة في الآونة الأخيرة من تدشين إجراءات فعلية للانفصال وتقسيم المقسم تنفيذا للأطماع الخارجية. . مراقبون وباحثون وسياسيون يتحدثون عن خطورة وحجم التحديات التي تتعرض لها الوحدة اليمنية والنسيج المجتمعي والدور الوطني المطلوب للحفاظ على الجبهة الداخلية..
خطورة التفريط:
القاضي عبدالوهاب الصياد أوضح: أن الوحدة راسخة رسوخ الجبال الشامخات فهي فريضة شرعية وضرورة وطنية فهي مكسب ليس لشعبنا اليمني فقط بل مكسب للأمة العربية والإسلامية…الوحدة هي الأصل وما سواها من مطالب فرع باطل فيجب على شعبنا اليمني المحافظة على وحدته وعدم التفريط بها وقد نصت المادة رقم (1)من دستور الجهورية اليمنية على أن ( الجمهورية اليمنية دولة عربية اسلامية مستقلة ذات سيادة وهي وحدة لاتتجزأ ولايجوز التنازل عن أي جزء منها ) كما نصت المادة 125 من قانون العقوبات على انه ( يعاقب بالإعدام كل من ارتكب فعلا بقصد المساس باستقلال الجمهورية أو وحدتها أو سلامة أراضيها.
سلاح عظيم:
اما وكيل وزارة الزراعة الدكتور محمد الحميري فيقول : ان الوحدة اليمنية التي أراد الله لها أن تتحقق في شهر الخير والبركة مايو المجيد عام 1990 هي لعمري وحدة ستبقى بإذن الله قوية راسخة تزداد كل يوم صلابة ومناعة على مر الزمن، وهذا ليس من باب التفاؤل أو الأمل فحسب بل هو من ثقة وإيمان راسخين بأن وحدة اليمن لم تأت لتلبية نزوة أو لمجرد تحقيق نزق أو تطلع سياسي لدى من كانوا على رأس البلاد بل لقد جاءت وحدة اليمن تتويجا لنضالات وتضحيات تكثفت على مدى الثلاثة العقود التي سبقت إعلان الوحدة من قبل أنقى واطهر وأعظم وأطيب شعب على وجه الأرض هو شعب اليمن العزيز على الله ورسوله الكريم الذي امتدحه بأنه بلد الحكمة والإيمان، ذلك لأنه شعب متوكل على الله في أغلب أبنائه وفي كل أمور حياته بما يجعل كيده يرقى ليكون بعضا من كيد الله وإرادته جزءا من إرادة الله إلى القدر الذي يجعلنا نقول وبمنتهى الثقة أن كل المؤامرات والتحديات التي تعرضت لها الوحدة اليمنية منذ عام 90 وحتى الآن والى أن تبلغ الوحدة اليمنية مداها وتتجاوز عمر الأربعين عاما لن تتجاوز في أسوأ حالاتها أن تكون مجرد مقويات إضافية يريد الله بها أن تزداد وحدة اليمن حصانة وقوة ورسوخا بقدر لا يسمح بعدها بحدوث أي انتكاسة أو تراجع للوراء أو هزيمة لهذا اليمن من قبل أي عدو خارجي أو عميل داخلي.
دلائل تاريخية:
وقال الحميري: ان كل الهزات التي استهدفت اليمن وأرادت النيل من وحدة اليمن منذ الأشهر الأولى لعمر الوحدة اليمنية لم تبوء بالفشل وحسب، بل أنها قد شكلت عامل دعم نفسي إضافي زادت من خلاله قناعة أبناء اليمن العقلاء أن لا شيء بعد الله قد ساعدهم على تجاوز تلك التحديات والمعوقات وآثارها السلبية أكثر من أن اليمن قد تمكن من مواجهتها وهو موحد في مواقف القاعدة الشعبية عند اغلب أبنائه المؤمنين وفي فعل وتوجهات الإرادة القيادية الحكيمة الحاكمة له، وانه مهما أفرزت الظروف والسنين ونوايا السوء من خونة أو ضعاف نفوس أو ضعاف ذمة وضمير فإن إرادة الخير أكبر ومشروع الوحدة أسمى وأعظم وعلى تحقيق النصر أجدر وأقدر رأينا ذلك بعد مرور أقل من 3 أشهر على الوحدة حينما أعاد نظام آل سعود نحو مليون مغترب إلى اليمن على خلفية موقف اليمن من غزو العراق… ثم ما تلى ذلك من إرهاصات ما قبل حرب صيف 94 وما بعدها حينما استطاعت اليمن بعين كل الأتقياء والأنقياء أن تواجه مشاريع أعداء الأمة ومترفيها ومرضاها واكابر مجرميها الذين دفعوا يومها بكل ثقلهم وراء مشروع الانفصال وإعادة عجلة وحدة اليمن إلى الوراء فلم تفلح كل جهودهم وباءت بالفشل جميعها ثم جاءت الحروب الستة في صعدة لتضيف برغم كل ما أحدثته من جروح وآلام في جسد اليمن بناء جديدا ومعزوفة حب جديد لليمن برهن من خلاله أبناء اليمن عموما وأبناء صعدة خصوصا بأنهم أكثر تعلقا بوحدة اليمن وترابه، وبالتالي فانه يمكننا القول انه لولا أن كل تلك المحطات كانت قد مرت على اليمن لما استطاع أن يتجاوز الأحداث العصيبة التي مر بها اليمن منذ بداية هذا العقد والتي اكسبت اليمن واليمنيين خبرة ودراية في القدرة على تحمل أقوى الآلام ومواجهة التحديات الخارجية والداخلية بمرونة وحكمة لا يتوقعها احد ولا يتحملها أحد، وهكذا فقد كانت كل تلك المراحل عبارة عن جرعات تحصينية للجسد اليمني تجعل من هذا الجسد الذي يبدو عليه الهزال في بعض الأحيان يصبح أقوى وأكثر صلابة واقتدارا مما يتوقعه جميع أهل العدوان والباطل وما هذا الصمود الأسطوري لليمن خلال أكثر من عامين ونيف على أبشع وأشنع تحالف عدواني مر به اليمن وكيف استطاع اليمن ان يواجهه وهو ما زال شامخاً كالطود بكل إباء وإصرار على تحقيق النصر الذي يعد أقل ما يمكن لهذا الشعب أن يعبر به ومن خلاله للعالم أجمع عن مدى تلاحمه واكتمال نسيج وحدته ومواطن قوته وعن مدى صلابة عزيمته وإرادته وتمسكه بعهده وبأصالة أخلاق رجاله وبقدسية قيم دينه وعروبته المتجذرة فيه عبر الأزمان…
وأضاف الحميري إن كل عام يمر على الوحدة اليمنية يجب أن يمثل لنا كيمنيين شاهدا أكبر ومصدر ثقة أعظم بأن وحدة اليمن قد أصبحت أكثر رسوخا وأقوى بنيانا وامتن مداميكا وأشد حصانة مما كانت عليه في العام الذي قبله، وأن الوحدة اليمنية هي مشروع حق كتب له الخلود والنصر عبر الزمن.
جهل بالمخاطر
فيما تحدث الإعلامي عبدالرحمن البحري على المنعطفات التاريخية التي مرت بها الوحدة اليمنية قائلا : تمر الوحدة هذه الأيام بمحطة تاريخية هامة بالتزامن مع ما تمر به البلاد من عدوان وحصار إضافة الى أطماع دول العدوان في إيجاد موطئ قدم لها في بلادنا خصوصاً في المناطق الاستراتيجية. وما يزيد الطين بلة هو جهل بعض أبناء جلدتنا بخطورة هذه المخططات الهمجية السافرة التي لاتخطئوها.
وقال البحري : إن ما حدث ويحدث في بعض المحافظات الجنوبية من تقاسم ضمني للنفوذ والسيطرة على بعض المناطق وخروج ذلك الاختلاف الى العلن ما يؤكد ذلك. لكن الوحدة اليمنية مهما حاول اعداؤها ان يوهنوا من قوتها وبث روح الفرقة بين أبنائها الا أنها ستظل صامدة وخالدة. وسيدافع عنها كل حر شريف كما دافعوا عنها حين كاد لها الكائدون الذين هم ذاتهم من يعودون لتنفيذ أجنداتهم ولو من باب آخر.. ولكن هيهات لهم ذلك..
أبناء الجنوب:
فيما يرى الإعلامي اكرم الدميني أن المخاطر التي تهدد الوحدة اليمنية تتمثل في الاحتلال الحالي لجنوب اليمن من قبل القوات الغازية الأمريكية والسعودية، والمشاريع الإقليمية والدولية لهذه الدول والتي تهدف إلى السيطرة على الجنوب وفصله عن الشمال وتقسيمه إلى عدة أقاليم أو دويلات بما يحقق الأهداف الاقتصادية والعسكرية والسياسية لتلك المشاريع، ومن المخاطر أيضا وجود الجماعات التكفيرية والإرهابية من القاعدة وداعش وغيرها التي تتحرك في إطار تلك المشاريع وتتلقى الدعم المالي والعسكري من السعودية.
ومضى الدميني يقول : إن أحد المخاطر على الوحدة اليمنية هو استمرار فصائل وجماعات الحراك الجنوبي التي ارتهنت لدول العدوان في مساندة تلك المشاريع بوعي وبدون وعي وممارسة التضليل على الناس في الجنوب بالأهداف الاستعمارية والتقسيمية لدول العدوان إضافة إلى ما يرافق ذلك من شحن مناطقي وطائفي ومذهبي ومحاولات إثارة الفتن والأحقاد بين الشمال والجنوب.. لكننا نراهن على صحوة إخوتنا من الجنوب اليمني الشرفاء في مواجهة ومقاومة تلك المشاريع وإخراج الغزاة والمحتلين من أرض الجنوب وسيجدون كل العون والمساندة من إخوتهم في الشمال اليمني
الحلم العربي:
الكاتبة وفاء الكبسي : الوحدة اليمنية بدأت بحلم ورغبة شعبية كبيرة في توحيد الشعب اليمني شماله مع جنوبه بتوافق سياسي بدون أي إكراه أو قوة وفعلا تحقق هذا الحلم بإرادة قوية رغم المعوقات الخارجية الرافضة للوحدة..
فالوحدة اليمنية شكلت تحولا مفصليا في حياة اليمنيين وبوابة عصر جديد سادت الديمقراطية والتعددية السياسية وتنمية كبيرة في كل الجوانب..
فاليمنيون حافظوا على الوحدة اليمنية طيلت الـ27 عاما لأنهم قد جربوا التشطير وكيف كان فهم يدركون جيدا أننا لن نحقق شيئاً ولن ننجز تقدما في ظل التشطير فالاتحاد قوة ولهذا تمسكوا بها رغم كل المعوقات ومن أهمها هذا العدوان الغاشم الوحشي علينا الذي يسعى جاهدا ليس للانفصال فقط وإنما إلى تقسيم اليمن إلى أقاليم.
وأوضحت الكبسي بأن الحفاظ على الوحدة اليمنية لن يكون إلا بوعينا الكامل بأن الشمال لن يعود على ما كان عليه قبل الوحدة ولا حتى الجنوب بل سنكون إلى الأسوأ وخاصة وأن الجنوب يقبع الآن تحت ما أسميه أنا كوكتيل احتلال من كل الجنسيات..
نحن في الشمال نحمل هم قضية الجنوب ونحزن عليهم كيف أن الاحتلال يعيث بالجنوب وبمقدراته وبإزهاق أرواحهم رغم إننا تحت نيران العدوان وغطرسته الهمجية ولكن هذا لم ينسينا هم أهلنا في الجنوب..لهذا فالشعب واعٍ ويرفض أي محاولة لتمزيقه حتى وقد أعُلن الانفصال فالشعب لن يقبل بهذا ولن يسكت أو يستسلم فلدينا شعب يمني عظيم وواعٍ يصنع المعجزات بإرادته القوية وصموده وقوة إيمانه..
داعية الى ضرورة الحفاظ على الجبهة الداخلية والنسيج الاجتماعي ، مؤكدة بأن ذلك لن يكون إلا بالوعي فجبهة الوعي هي جبهة قوية ومضادة لكل ما عمد إليه العدوان من محاولة يائسة لهزيمة اليمنيين نفسيا بعد أن استنفذوا كل أسلحة العالم التي جربوها في اليمن وحولوا اليمن إلى حقل تجارب لمختلف الأسلحة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وأنا على ثقة أنه لم يعد بأيديهم ما يخيفون به هذا الشعب العظيم. فالحرب علينا هي ليست عسكرية واقتصادية فقط بل وفكرية وقد تصدى لها الشعب اليمني بوعيه الكبير وصموده وثباته العظيم فجبهة الوعي هي صخرة كبيرة وقوية تحطمت أمامها كل محاولات العدو البائسة.. فدول العدوان خسرت وخابت في عدوانها على اليمن وما ألحقته من أضرار بهذا الشعب وبنيته التحتية وهي جرائم ستظل لعنة تلاحقها جيلاً بعد جيل…
أكثر من فصيل:
من جانبه أوضح الباحث محمد الشميري ان شروع الانفصال بالنسبة لقوى الاستكبار العالمي في اليمن قديم وعريق وله ارتباط وثيق باحتلال اليمن والسيطرة على ثرواته، ومثل ما عمد الاستعمار البريطاني قديماً إلى تقسيم الجنوب إلى سلطنات، كذلك سعت قوى خارجية إلى تفكيك اليمن بشكل عام، والجنوب بشكل خاص، حتى الحراك الجنوبي سار نفس مسار جبهة التحرير فأصبح للحراك أكثر من فصيل وأكثر من ممثل، وبدل الحراك أصبحت هناك نسخ عديدة من الحراك، هذا التقسيم والتفكيك الذي يحصل هو ما يسعى إلى توسيعه وتغذيته العدو الخارجي، فهو يراهن على القتال بين اليمنيين وتفكيك اللحمة المجتمعية وإذكاء الخلاف المذهبي والطائفي، يراهن على بعض المرتزقة الذين يبيع لهم العدوانُ الوهمَ ليستخدمهم في تحقيق أهدافه، يراهن على تفكيك الجبهة المواجهة للعدوان، يراهن أيضاً على نجاح الحصار الاقتصادي
خدمة الانفصال:
فيما يرى المحلل السياسي زيد الغرسي: ان محاولات تقسيم اليمن وتفكيكه أصبحت واضحة للعيان وبالذات في السنوات الأخيرة وهناك عوامل يستغلها العوان لتغذيتها خدمة للانفصال ولذلك فالحفاظ على الوحدة تتطلب عدة خطوات حقيقة لردم الهوة التي أوجدها العدوان وأول حل لذلك الاعتراف بوجود أخطاء سياسية مورست ضد أبناء المحافظات الجنوبية والعمل على حل تداعياتها من خلال التطبيق الفعلي والجاد والحقيقي للنقاط العشرين التي أعلن عنها قبل مؤتمر الحوار ثم العمل على فتح قنوات تواصل مع كافة فصائل الحراك الجنوبي والعمل سويا لحل كل العراقيل والمشاكل وفي المقابل أيضا هناك مسؤوليات على أبناء المحافظات الجنوبية تتمثل في عدم ارتهان بعض القيادات للخارج ومشاريعه التدميرية وبهكذا يمكن الوصول لحلول جدية ودائما اذا ما جلس اليمنيون بدون تدخلات خارجية نجد ان الحلول سهلة وليست صعبة.