مراقبون سياسيون: المجلس الانتقالي الجنوبي.. حصيلة فشل عامين من العدوان

بعد السيطرة على الجغرافيا .. توزيع النفوذ أول مؤشرات الأطماع.. ( 2 – 2)

>  الأدوار المشبوهة والاتفاقات السرية سمة رئيسية للمرحلة الحالية من العدوان
> الدكتور/ الحميري:
–  لا خوف من مؤامراتهم طالما وللحق رجال يموتون دونه
> الدكتور/الحامد:
–  الصمود اليمني جعل الأمريكان يهيئون وكيلاً لهم غير السعودية فكانت الإمارات
الدكتور/ باعلوي:
– تكتيك مرحلي متفق عليه في إطار الخطة الرئيسية والمشروع الاستراتيجي للعدوان
إبراهيم الحبشي:
–  ما يجري في الجنوب مخالفة صريحة للمرجعيات الثلاث التي يتشدق بها عملاء العدوان
استطلاع /جمال الظاهري

إعلان عيدروس الزبيدي – محافظ عدن- المعين من هادي عن مجلس سياسي باسم أبناء المحافظات الجنوبية, كحامل لانفصال الجنوب, أثار الكثير من التساؤلات وأطلق الكثير من التكهنات حول ما يدور في الخفاء, وما يراد لليمن وعن حقيقة توجهات كل الأطراف الفاعلة على الساحة اليمنية محلية وأجنبية.
(الثورة)  سألت عدداً من السياسيين والأكاديميين عن مستقبل (المشاريع الصغيرة في جنوب اليمن) في حلقة ثانية من ذات الموضوع, وخرجت بالتالي:

الدكتور محمد عبدالله الحميري – وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية، اعتبر التطورات الأخيرة في المحافظات الجنوبية وإيحاءاتها تعبيراً عن فشل من قام بها, وأنها أحداث طارئة وأحد مؤشرات الفشل والهزيمة المبكرة لأصحاب تلك المشاريع الخاسرة.
وقال: وحدة اليمن راسخة رسوخ جبال شمسان وعيبان وردفان وكل جبال اليمن الراسيات في مختلف مديريات محافظات جمهوريتنا اليمنية المؤمنة الصابرة المجاهدة القوية بالله وبعدالة قضية اليمن وعمق وحدته ومؤكدات نصره الوشيك.
الارتباطات المشبوهة
وحول التطورات الأخيرة في محافظات الجنوب التي اتخذت من قبل قيادات وأطراف سياسية تحمل مسميات يمنية ونفوس متبرئة من شرف الانتماء لهذه البلدة الطيبة, ليس فقط بما أثير حولها من ارتباط بأطراف دولية وإقليمية – تسعى لتنفيذ مخططات ذوي الأطماع الخارجية في عموم اليمن بجنوبه وشماله-، ولكن لأنها عبرت عن عدم انتمائها لليمن, وفضلت أن تحشر نفسها في زاوية من الأرض (جنوبية) في تناقض لا يقبله عقل ولا يمكن أن يكون له وجود في الأرض اليمنية.
وأضاف :من هنا يمكنني القول إن هذه التطورات وإيحاءات الحدث الطارئ تعد أحد شواهد الفشل والهزيمة المبكرة لأصحاب تلك المشاريع الخاسرة، فأنت لا تخشى على ضياع حقك إلا عندما يأتيك صاحب الباطل بوثائق وادعاءات قد توهم أو تقنع الحاكم الذي تحتكم إليه إنها قد تتساوى في قوتها أو حتى في مظهرها وإن كانت مزورة مع ما لديك من وثائق ثبوتية تؤكد حقك في تلك القضية.
أما عندما يأتيك خصمك بوثائق تتحدث عن حق آخر لا علاقة له بموضوع النزاع فإنك تتنفس الصعداء وتشعر بأن لا خوف على حقك، وهذا هو حال هؤلاء الخصوم الأدعياء المدعين بجنوب لا يعرف أبناؤهم ولا حتى آباؤهم أين تقع تسميته تلك جغرافيا أو تاريخيا.
أفعال تآمرية
وتابع :مهما بلغ مكر من يستخدمونهم في هذه اللعبة القذرة فإنهم يحملون بذور الخسران والهزيمة ليس فقط لمشاريعهم الخبيثة وإنما حتى لما بين أيديهم من عوامل قوة حقيقية، كالمال والقوة العسكرية والخبرة الشيطانية الطويلة التي يغالطون بها العالم, وأنهم دعاة وأنصار حق، لأنهم بفعلهم التآمري هذا لا يستطيعون ابتداء أن يظهروا في العلن كطرف مباشر في العدوان الذي يشنونه على المدافعين أصحاب الحق.
واستطرد : الأطراف الخارجية الدولية المتآمرة على اليمن أو التي لديها مشروع استراتيجي للسيطرة على اليمن مهما بلغ حجم قوتهم فإنهم لصوص ضعفاء كما وصفهم الشاعر الزبيري -رحمه الله-:
إن اللصوص وإن كانوا جبابرة *** لهم قلوب من الأطفال تنهزم
ومضى الدكتور الحميري  يقول :سواء كانت مشاريع التجزئة والإفساد والإجرام على ارض بلادنا طارئة, – محلية غبية أو خارجية تكتيكية خبيثة – فإنها تظهر معسكر التحالف ومرتزقتهم وعملاء الداخل مرتبكين وفاشلين في كل استراتيجياتهم وتكتيكاتهم, رغم تفوقهم في القوة المادية, فهم الأضعف معنويا وقدرة على الصمود الطويل.
ولذلك فلا خوف من تكتيكاتهم ولا من مؤامراتهم طالما والحق معنا, وله رجال يموتون دونه ويضحون لأجله بالغالي والنفس والنفيس.
لا خوف على الوحدة من تآمرهم فما يزيدها ذلك إلا قوة وصلابة ورسوخاً, وهذا الجواب ينطبق على سؤالك الثاني حول المشهد أو الأثر السياسي الذي ستحدثه هذه التطورات التي كان آخرها إعلان المجلس السياسي الانتقالي للجنوب على المدى القريب بالنسبة لكل اللاعبين الفاعلين على الساحة والأرض اليمنية؟
الدكتور/ محمد الحامد – عضو اللجنة التنسيقية للجبهة الجنوبية عن حضرموت- ربط إعلان المجلس الانتقالي بجديد ما توصلت إليه الإدارة الأمريكية وبعض شركاء التحالف العدواني من قناعات تجاه أداء هادي وفشله في السيطرة وتنفيذ ما يطلب منه, وتوجهها لاستخدام أدوات أخرى لها تواجد على الأرض تعتقد أنها قد تستطيع تحقيق ما عجز عنه هادي وحكومته على مدى عامين ونيف, حيث قال:
إن الصمود اليمني في وجه العدوان جعل الأمريكان يهيئون وكيلاً جديداً غير السعودية وهي الإمارات بحجة أن الإمارات أكثر فاعلية على الأرض واستطاعت تقديم الدور الذي تلعبه علي الأرض على أنها تحارب المتطرفين والجماعات الإرهابية, وأنها المنقذ للمجتمع من القاعدة وداعش والتجمع اليمني للإصلاح التي كانت طيلة عامين من العدوان تحت إمرة الطرف السعودي غير المرحب به في أوساط المجتمع, خاصة بعد أن تجلت هذه التبعية على ارض الواقع في حضرموت.
وأضاف :بسبب ذلك تعرضت الإدارة الأمريكية للضغوط من بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي وللكثير من النقد, نتيجة للدعم الأمريكي الذي حصلت عليه السعودية وأدواتها – القاعدة وداعش والإصلاح وبعض الوهابية, وخاصة بعد سيطرة هذه الجماعات على حضرموت, حيث انكشف المستور وأصبحت العلاقة التي تجمع الأمريكان والسعودية وهذه الجماعات واضحة وموثقة, حيث قدم هؤلاء وحصلوا على الدعم والاعتراف بهم عبر وسائل الإعلام السعودية الرسمية على أنهم من يمثلون أبناء حضرموت ومن يديرونها.
استهداف الهوية
وتابع: حينما ضج المجتمع بعد أن انكشف الدور السعودي وتهيئته للقاعدة ومن خلفهم الدعم الأمريكي خرجت مسيرات كبيرة ضد هذه الأدوات التي تدير وتتحكم بحضرموت, وضد مجلس القاعدة الذي كان مشكلاً من علماء الوهابية (الإصلاحية) التي تدير حضرموت بمباركة سعودية أمريكية طيلة عامين, تم خلالهما التدمير والاستهداف للثقافة والهوية في حضرموت.
وقد تنوعت وسائل وأساليب الاستهداف والتي نورد من أشكاله وممارساته بحق حضرموت وأبنائها ما كان من تدمير للأضرحة والمعالم التاريخية وحتى الأثرية, كل ذلك كان برضا سعودي مدعوم بفتاوى من مشائخ الوهابية.
وبعد انكشاف العلاقة المشبوهة بين هذه الأطراف للمجتمع وما نتج عنها من ضجيج للمجتمع الذي تبينت له أهدافهم، خرجت المسيرات, وكان من نتائجها أن برز الدور الإماراتي الذي قدم نفسه للأمريكي على انه المنقذ والمحرر والشريك الأنسب للقيام بلعب الدور الرئيسي في المناطق التي تم إخضاعها لسيطرة التحالف.
تكتيك يخدم الخطة الرئيسية
الدكتور فضل مطهر باعلوي – جامعة صنعاء, علق حول الإعلان عن المجلس الانتقالي الجنوبي.. واختصر الأمر وأوجزه في فقرتين بالقول :
إنه تكتيك مرحلي متفق عليه في إطار الخطة الرئيسية والمشروع الاستراتيجي الذي أوكلت مهمة تنفيذه للتحالف العربي بقيادة السعودية، وقدوم الرئيس الأمريكي ترامب إلى السعودية بمثابة المباركة لتمزيق اليمن.
تضارب مصالح
المحلل السياسي – إبراهيم حسين الحبشي, شرح الأمر وفق المعطيات والفرضيات والاحتمالات الواردة وبنى عليها استنتاجه الذي أوصله إلى حالتين لكل منهما خصوصيتها ومعطياتها التي بنى عليها النتيجة الفرضية التي خلص إليها, وقال:
كل الأحداث ابتداء من بيان حضرموت ومرورا بصراع عدن وانتهاء بمؤتمر عدن الداعي لتشكيل مجلس انتقالي للجنوب إنما هي انعكاس لنظرية تضارب المصالح الإماراتية والسعودية, لكن يجب علينا كسياسيين التعمق والتمعن في الأحداث لا أن نقف على رؤية الوهلة الأولى كنظرية تضارب المصالح وكأنها هي المسبب الوحيد.
وعندما ندقق في ما يجري في المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف يتبدى لنا أن هناك إشكالية كبيرة تواجه التحالف نتيجة تضارب الأهداف بين شركاء العدوان.
–  وفيما يخص الإعلان عن تشكيل المجلس انتقالي للجنوب  يمكن إيراد احتمالين لهذه التداعيات.
لعبة مصالح إماراتية
الاحتمال الأول مبني على صحة نظرية تضارب المصالح, كسبب رئيسي لكل ما يحصل في الجنوب, وأن هناك لعبة يديرها بإتقان أحد الأطرف, الامارات تحديداً- كونها صاحبة أكبر المصالح في الجنوب, ولن تكون هناك مبالغة إن قلنا أن اقتصادها مرهون باستقرار الجنوب تحديدا.
ويرى أن ما يعزز هذه الفرضية مساعيها منذ سنوات للحصول على عقد استئجار وتطوير واستثمار وإدارة ميناء عدن, وبعد أن حصلت على ذلك لم تحدث أي تحسين ولم تنفذ ما التزمت به, ومؤخراً وقبل أن تستقر الأوضاع وتضع الحرب أوزارها ذهبت إلى استئجار جزيرة سقطرى عبر اتفاقية طويلة الأجل مع رئيس شرعيته محل نزاع بين الداخل الوطني والخارج الذي يعمل على فرضه كرئيس للشعب اليمني بالقوة.
ويضيف :ايضا استئجار جزيرة سقطرى والبدء في الاستثمار والاستغلال لمواردها في ظل العدوان كرت آخر تبني عليه كتعويض في حال لم يكتب لها النجاح في السيطرة على ميناء عدن وفشل هدفها في إدامة وتوسيع دائرة الصراع.
ولذلك عمدت إلى خلق هذا الصرع, ومن أجل تصفية حساباتها مع الاخوان وعلي محسن, المدعوم من هادي والسعودية, ولكي تخرجهما من المشهد السياسي عملت على تقليص نفوذهما وإفشالهما وحملتهما النتائج التي يعاني منها المجتمع المحلي في الجنوب وقد حققت نسبة كبيرة من النجاح في هذا الأمر.
هادي والإمارات
وفي ذات الأمر قال الحبشي : لا استبعد أن يكون الاستهداف مقتصراً على علي محسن والإخوان , هذا في حالة وجود اتفاق سري بين الإمارات وهادي, وبالتأكيد فإن هذه الشكوك لن تظل مبهمة ومعلقة لفترة طويلة, وستظهر الحقيقة وتعكس نفسها على علاقة علي محسن والإخوان مع عبدربه عبر انشقاقات داخلية وفي حكومة هادي.
ويقول متابعا :الصيغة التي خرج بها البيان الصادر بتاريخ 11 / 5 / 2018م لعبدربه ومستشاريه, كرد وتحديد موقف مما أعلنه محافظ عدن (الزبيدي) وتحديدا, ما ورد في البند الأول والذي رحب فيه بكافة الفعاليات السلمية السياسية في مختلف محافظات الجمهورية وحق أبناء شعبنا في تشكيل أنفسهم في منظمات وكيانات وأحزاب في إطار الشرعية, والبناء لليمن الاتحادي الجديد, مؤشر قوي على ما ذهبنا إليه بخصوص الانشقاقات.
ردة فعل (محسن)
–  وما يعزز ما سردناه ما صدر عن علي محسن الذي لم يستطع أن يخفي شعوره وجماعة الإصلاح بالخطر, ولذا وفي اليوم الثاني مباشرة وبتاريخ 12 / 5 / 2018م رفع محسن مذكرة إلى هادي يطالب فيها بتوضيح موقفه إزاء إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي, وحمله في نفس الوقت المسؤولية الكاملة إزاء المساس بالوحدة, وفي نفس الوقت أرسل نسخة منها للملك سلمان, وأخرى لولي ولي العهد السعودي, مذكراً للجميع ومحذراً من العواقب التي قد تترتب على هذه الخطوة وعلى التساهل بشأنها, الأمر الذي سيعكس نفسه على ما أحرزه التحالف من انتصارات حسب زعمه, هذه الصيغة حملت نبرة تهديد وإشارات بأن هناك مؤامرة متفق عليها بين هادي والإمارات.
خطورة انكشاف الشرعية
–  وفي السياق ذاته يواصل إبراهيم الحبشي حديثه بالقول: من المهم هنا أن نعرج على الاحتمالات والعواقب التي قد ينتجها هذا الإعلان الذي كشف عن توجهات لفصل الجنوب, وكما هو معلن ويروج له من قبل الكثير من القيادات اليمنية الجنوبية, نذكر منها بعض الأحداث والأمور التي ستفرض نفسها وبقوة على ارض الواقع وعلى النحو التالي:
–  بهذا الإعلان سيكشف زيف شرعية هادي وحكومته, وسيقف العالم وبالأخص التحالف أمام مشكلة كبيرة تتمثل في بطلان شرعية وقانونية شن العدوان وأن مسوغ التحالف من أجل نصرة الشعب اليمني وإعادة الشرعية لم يكن سوى ذريعة لتبرير العدوان على بلد وشعب عضو في الأمم المتحدة.
–  سيقفل ملف التفاوض وستصنف الأطراف اليمنية المشاركة في العدوان على أنها مضللة ومنتهكة لحقوق شعبها وخائنة لوطنها ولا تمثل غير نفسها ومصالحها, وبالتالي فمن حكومة الداخل المطالبة بتسليمهم حسب الاتفاقيات الدولية المنظمة لتبادل المجرمين.
– سيفرض هذا الإعلان على جميع المنظمات والهيئات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن إجبار التحالف السعودي على إيقاف عملياته العسكرية في اليمن وتصنيف كل عملياتها العسكرية على أنها عدوان, وأن ما ترتكبه من جرائم سيدخل تحت مسمى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
–  هذا إن لم يصب التحالف تلقائيا بالشلل التام, حين يرى كل أوهامه وأحلامه وقد انهارت وبددت وأن التكاليف والخسائر التي مني بها وما سيتحملها وقد تحولت إلى هباء بلعتها أكذوبة أوصلتهم إلى نهاية مخزية.
–  فشل المشروع الذي سعود لتحقيقه في اليمن وانهيار التحالف سيؤدي إلى تغيير في الخارطة السياسية لدول مجلس التعاون الخليجي, وستظهر على إثره تحالفات وقوى أخرى.
–  بينما ستخسر السعودية كل مصالحها في المنطقة وستتحمل تبعات كل ما حصل وستشاركها  الإمارات في تحمل جزء من ذلك, بينما ستكون السعودية هي المعني الأول بمطالبات الشعب اليمني أمام المحاكم والمحافل والهيئات الدولية في ما يخص التعويضات, وستدخل دول التحالف الضالعة في العدوان بصورة مباشرة في قائمة الدول التي ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وستكون لذلك عواقب معنوية أيضاً حيث ستخسر هذه الدول مكانتها واحترامها من قبل المجتمع الدولي.
– بهذا الإعلان إن تم سيصبح قرار مجلس الأمن رقم (2216 ) في حكم العدم باطلا كونه بني على دلائل ووقائع مزورة, وعليه ستخرج اليمن من تحت البند السابع وستسقط كل القرارات والعقوبات التي صدرت عن الأمم المتحدة.
اتفاقات سرية
–  المحلل الاستراتيجي – الحبشي- وضع فرضية أخرى بنيت على نظرية المؤامرة تقول:
– قد تكون هناك مؤامرة سعودية إماراتية ولا وجود لصراع بينهما ونابعة هذه المؤامرة من وصول هذين البلدين إلى قناعة تامة مفادها أن الاخوان وحتى هادي وحكومته لم يعودوا مرحباً بهم بشكل نهائي خاصة في مجتمعاتهم بالجنوب وأن حجة الشرعية التي لطالما تحججتا بها طيلة هذه الفترة من أجل الوصول لمصالحهما لم تعد مجدية ولن تصلان من خلالها لتحقيق مصالحهما.
– ولذا أقول هناك اتفاق سري بينهما يهدف إلى العمل بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وبما يحقق مصلحتيهما في المحافظات الجنوبية والجنوبية الشرقية.
ويضيف: وما اشتراكهما في إثارة الأحداث في الجنوب والدفع بها لتصل الى ما  وصلت إليه إلا جزء من خطوات هذه اللعبة وهذا الاتفاق والدليل عدم تصدع العلاقة السياسية بين البلدين بالقدر المنطقي الذي تفرضه تلك الصراعات التي ظهرت على الميدان اليمني.
– ويرى أنها عملية تنصل بطريقة غير مباشرة من المبادرة الخليجية في البحث عن وسيله غير عبدربه وحكومته وعملوا على الدفع ببعض أعضاء هذه الحكومة للالتفاف على بعض بنود المرجعيات الثلاث سواء المبادرة الخليجية أو مخرجات الحوار أو البنود السياسية للقرار رقم (2216) المتعلقة بالحفاظ على شكل الدولة الموحدة وعدم الإنفراد لأي طرف في تقرير مصير الدولة وتهربا من تعهد مجلس الأمن عن استعداده لاتخاذ مزيد من الخطوات في حال عدم تطبيق بنود القرارين 2216 و2201 (الصادرين في عام 2015م) بشأن اليمن, بهدف فرض مشروع الأقلمة للوصول إلى مصالحها وهم لا يهمهم فيما لو حصل الانفصال أو تمت الأقلمة أو حتى استمرت دائرة الصراع وتوسعة كونهم سيكونون في الثلاث الحالات مستفيدين.
كما أن مفاعيل هذا الاحتمال تتوقف على إعلان مارب كإقليم سبأ وأيضاً إقليم عدن.
فرض الأقلمة
وختم الحبشي ببعض التوقعات حيث قال: محاولات اقتحام ميناء الحديدة محاولة لفرض الأقلمة ولذا يسعى التحالف لخلق بيئة إعلاميه مناسبة للإعلان عن إقليم تهامة استكمالاً لإعلان حضرموت وعدن, وقريبا مارب, وبهذا يكونون قد وضعوا لبنة الستة الأقاليم بطرق غير مباشرة, كل هذا كان محصلة للنتيجة التي وصلوا إليها والتي تقول باستحالة دخول صنعاء.
وأهمية تجزئة اليمن بأي صورة ومن ضمنها الأقاليم يهمهم كثيراً من أجل الوصول إلى مصالحهم, وهذا كل ما يهمهم في اليمن, ولا يعنيهم أو يهمهم انفصال أو استمرار وتوسع دائرة الصراع لأن حساباتهم ومكاسبهم مبنية على ضعف وتمزق اليمن.
وكلمة أخيرة أنصح وانبه إليها من يمثلنا من قادة الحوار مفادها :لا تنتظروا فرصة إعلان الانفصال كي تطعنوا في مشروعية وقانونية العدوان وعليكم البدء بالتحرك على ضوء الأحداث الأخيرة كونها مخالفة لما جاء في المرجعيات الثلاث.

قد يعجبك ايضا