بالوحدة نقهر العدوان ..ونحقق النصر
محمد صالح حاتم
وشعبنا اليمني العظيم يحتفل بالذكرى الـ27لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية ،التي اعلنت في الـ22من مايو 1990م ،علينا أن نفخر ونعتز نحن اليمانيون بهذا المنجز العظيم ،والذي تحقق في وقت كان العالم يشهد انقسامات وانهيارات للتحالفات الدولية.
فالوحدة اليمنية تعتبر نواة للوحدة العربية والإسلامية الشاملة.
فاليمن على مر العصور كانت دولة واحدة شماله وجنوبه وشرقه وغربه ،ولم يوجد تقسيم شطري وسياسي إلا بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الاولى ،،وبدأ التقسيم والتشطير السياسي الاستعماري ،ولكن بعد ثورة سبتمبر 1962م وثورة اكتوبر 1963م ،والتي كان من اهداف الثورتين اعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وهو ما تم من خلال مراحل وخطوات المفاوضات بين الشطرين منذ عام 1972م وما تلتها من لقاءات داخلية وخارجية ،حتى تحقق الحلم وارتفع علم الوحدة اليمنية خفاقا في سماء عدن ،يوم 22مايو 1990م.
ففي هذه المرحلة كان العالم يعيش نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي وتقسيمه الى عدة دول وهنا أصبح العالم يتحكم به القطب الواحد ممثلا بأمريكا. والأوضاع في الوطن العربي كانت تشهد توترات وحشودا عسكرية ، وبداية حرب الخليج الثانية.
ولكن رغم هذه التحولات والمنعطفات كلها يعلن اليمانيون ميلاد نجم جديد في المنطقة وهو الجمهورية اليمنية ولكن لم تمر فترة طويلة حتى بدأت التآمرات على الوحدة اليمنية، من قبل الأعداء وخاصة دول الخليج وعلى رأسهم مملكة بني سعود ،والتي كانت تعارض قيام الوحدة ،وهي من تآمرت عليها في صيف 94م بدعمها للانفصال الذي اعلنه البيض والعطاس .
فما يتعرض له شعبنا اليمني اليوم من حرب ظالمة وغاشمة من قبل تحالف الشر العربي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد وبدعم ومساندة ومشاركة من قبل من قسم اليمن وشطره سابقا وهي بريطانيا وأمريكا واسرائيل ،هو مواصلة للمخطط القديم، الذي افشله شعبنا في عام 1994م فمن ضمن أهداف حملتهم النيل من الوحدة اليمنية ،وتقسيم اليمن وتشطيره الى عدة دويلات صغيرة، على أساس مذهبي وطائفي ومناطقي .
وهذا واضح للعيان من خلال مشروعهم الذي بدأوه في مؤتمر الحوار الوطني ،تحت مسمى الأقاليم ،والدولة الاتحادية ،وما نسمعه بين الفينة والأخرى من مبادرات ومطالبات ،بحق تقرير المصير وفك الارتباط ،واستعادة دولة الجنوب العربي. ،كلها مشاريع تستهدف النيل من الوحدة اليمنية .
وكلها لا تخدم إلّا أعداء اليمن فهم يعتبرون الوحدة اليمنية حجر عثرة أمام مخططهم ومشروعهم الاستعماري الجدي.
فعلى جميع أبناء شعبنا اليمني العظيم في شمال الوطن وجنوبه ،الحفاظ على الوحدة والتمسك بها ،فهي مصيرنا وقدرنا ،فلا حياة لنا بعزة وكرامة إلا بالوحدة , فبالوحدة نقهر الأعداء ونحقق النصر ونفشل عاصفتهم ونكسر كبرياءهم، وتجبرهم وغطرستهم , فالعدو لن يحقق حلمه وهدفه وهو نهب ثرواتنا ،والسيطرة على سواحلنا والتحكم بباب المندب، الّا بالقضاء على الوحدة اليمنية .
الوطن لا يحتمل صراعات مذهبية وطائفية ومناطقية ،فعلينا اخذ العبرة من العراق ولبنان والصومال والسودان ما هو حاصل عندهم من حرب وقتل ودمار، وهو ما أوجده لهم العدو تحت مسمى الحرية والديمقراطية ،والفيدرالية!
فها هي ثروات العراق تنهب واعراضهم تستباح، وسيادتهم تنتهك وهذا هو نتيجة الأقلمة .
والسودان يموت جوعاً، وهو لو تم استغلال أراضيه الزراعية لكفت الوطن العربي وأكثر، والأمراض تفتك بأبنائه، والفقر يخيم عليهم ،والصراع بين الشطرين مستمر، وهو نتيجة الانفصال .
فعلينا حل خلافاتنا السياسية ،ومطالبنا المادية والحقوقية ،في ظل الوحدة اليمنية، والتمسك بها والحفاظ عليها، ووضعها في حدقات أعيننا.
وعاش اليمن واحدا موحدا حرا أبيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء .