يجب أن نكون يدا◌ٍ واحدة لصد فيروس شلل الأطفال ومنعه من الدخول إلى اليمن


لقاء/ زكي الذبحاني –
ما فتئت بلدان العالم تناضل من خلال التحصين حتى نجح الكثير منها في منع فيروس شلل الأطفال من أن ينال من عافية الأجيال..
وليس هناك ما يضاهي الوقاية من داء شلل الأطفال إذا ما قيس بعلاجه المكلف جداٍ والشاق في الوقت ذاته والذي لا يجدي نفعاٍ في تجنيب الطفل الإعاقة الحركية متى غرس المرض مثالبه وأقعس الطفل المصاب عن مرونة الحركة أو قوضها تماماٍ.
في ثنايا لقائنا مع الدكتورة/ غادة شوقي الهبوب – مدير برنامج التحصين الموسع بوزارة الصحة العامة والسكان تأطرت تفاصيل كثيرة عن مشكلة داء شلل الأطفال الفيروسي جسدت ما فيه من خطورةُ لا تبارح اليمن حتى مع خلوه منه لاسيما مع تخلف بعض الأطفال عن استكمال جرعات التطعيم الروتيني بالمرافق الصحية في بعض المحافظات ليصبح أطفالها دون سن الخامسة مستهدفين حالياٍ من (2-4 يونيو الجاري) في حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال منعاٍ لعودة فيروس الشلل إلى اليمن مجدداٍ.
فإلى ما دار في هذا اللقاء الشيق:
الصومال.. وفيروس الشلل
* اكتشاف حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في الصومال وبعدها في كينيا ..آلا يشكل تهديداٍ خطيراٍ ينذر بإمكانية انتقال عدوى الفيروس إلى البلاد عبر اللاجئين الصوماليين¿
* إن مجرد ظهور حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال في الإقليم يمثل خطراٍ كبيراٍ فما بالكم بظهور حالة إصابة مؤكدة في الصومال وحالتين للاجئين صوماليين في كينيا.
وكما يعلم الجميع فإن اليمن تستقبل عدداٍ كبيراٍ من اللاجئين الصوماليين فمن المؤكد أن يشكل تهديداٍ خطيراٍ جداٍ وخصوصاٍ أن التغطية بالتطعيم الروتيني بالمرافق الصحية في بلادنا دون الهدف المطلوب حيث بلغت عام 2012م(82%) مما يعنى أن هناك(18%)من الأطفال غير مطعمين بينما يكمن الخوف في أن يلقى فيروس الشلل ثغرة بين الأطفال غير المطعمين للدخول مجدداٍ إلى بلادنا الحبيبة.
حملة احترازية
* ما الداعي لإقامة حملة تحصين احترازية ضد شلل الأطفال في محافظات معينة في حين أن كثيراٍ من المحافظات غير مستهدفة في الحملة¿
* كنا نأمل في تنفيذ حملة تحصين وطنية ضد شلل الأطفال شاملة لجميع محافظات الجمهورية لكن شحة اللقاحات وشحة الموارد المالية اللازمة لتنفيذ حملة وطنية جعلت وزارة الصحة تضطر لتنفيذ الحملة في المحافظات ذات الخطورة والتي تم اختيارها بناءٍ على توصيات منظمة الصحة العالمية ولجنة الإشهاد الوطنية للخلو من فيروس شلل الأطفال والتي تراقب عن كثب تطورات الأوضاع ومنها ظهور المرض في الصومال وكينيا وما يفرضه من جدية التعاطي البناء والعمل الحثيث للتصدي لأي احتمالات تمهد لعودة فيروس شلل الأطفال إلى اليمن من جديد.
وها هي حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال يتواصل تنفيذها من(2-4 يونيو الجاري) في أمانة العاصمة ومحافظات(عدن الحديدة أبين لحج مأرب حجة عمران المهرة) مستهدفة جميع الأطفال دون خمس سنوات من منزلُ إلى منزل وكذلك من خلال المرافق الصحية والمواقع المؤقتة والمستحدثة والفرق المتنقلة.
علماٍ بأن محافظة(صعدة) مستهدفة بحملة التحصين فقط عبر مرافق التطعيم ومواقعه المؤقتة ومن خلال الفرق المتنقلة بين القرى.
* ما مدى جاهزية حملة التحصين ¿ وهل ثمة صعوبات أو عراقيل تواجهها هذه الحملة¿
* تم توفير اللقاح اللازم لتنفيذ هذه الحملة وجميع الأدبيات والأدوات بما في ذلك أقلام تعليم الأصابع والسجلات والطباشير التي تعلم بها المنازل من قبل فرق التطعيم المتنقلة من منزلُ إلى منزل وكان هناك حرص على تخطيط دقيق ومفصل للحملة في جميع المحافظات المستهدفة وعلى التدريب بالمعايير المطلوبة لجميع العاملين الصحيين.
وثمة إشراف مكثف ومباشر على تنفيذ حملة التحصين الاحترازية من مختلف المستويات .. مركزياٍ وعلى مستوى المحافظات والمديريات..

مواجهة المحذور
* إذا ما ظهر فيروس شلل الأطفال في اليمن لا سمح الله .. ما الاستراتيجية المتبعة للحد من انتشاره في سائر البلاد¿
* بعد الحدوث الوبائي الذي حصد حوالي(800) إصابة بين الأطفال بفيروس شلل الأطفال بين عامي(2004-2005م) على نحوُ سبب لهم إعاقة دائمة عملت وزارة الصحة وكل الجهات ذات العلاقة وشركائها الداعمين بكل جهد للتخلص من الفيروس ومضت في تنفيذ حملات تحصين مكثفة ورفع مستوى التغطية باللقاحات الروتينية المعتادة في المرافق الصحية وصولاٍ إلى إعلان اليمن خاليا من فيروس الشلل البري عام 2009م من قبل منظمة الصحة العالمية لكننا كي نحافظ على هذا النجاح الكبير يجب أن نعمل بكل جهد لنمنع دخول هذا الفيروس من الصومال بالذات مع استمرار سيناريو اللجوء إلى اليمن حيث تم اتخاذ إجراءات احترازية في جميع منافذ البلاد وتطعيم كل لاجئ وافد مهما كان عمره.
بالإضافة إلى تطعيم جميع المخيمات وأماكن تجمع اللاجئين وأماكن استراحتهم وتطعيم أي مخالطين لهم فإذا ظهر فيروس شلل الأطفال في اليمن- لا سمح الله- فإن الاستراتيجية المتبعة تتمثل في تنفيذ حملات تحصين متتالية لرفع مناعة الأطفال والعمل على تطعيم جميع الأطفال دون سن الخامسة.
ونؤكد على أن التطعيم الروتيني في بلادنا لا يحقق التغطية الشاملة للمستهدفين من الأطفال دون العام والنصف من العمر وصولاٍ إلى نسبة (95%) فأكثر فإن الإستراتيجية المتبعة مبنية على تنفيذ حملات تحصين متتالية لرفع مناعة الأطفال والحرص على تطعيم جميع الأطفال دون سن الخامسة.
في حين إذا تعدى التطعيم الروتيني نسبة(95%) فلن نحتاج لتنفيذ حملات تحصين وستتبدد المخاوف من دخول فيروس شلل الأطفال إلى اليمن من جديد.
نظام الترصد الوبائي
* للحد من انتشار فيروس شلل الأطفال لاشك أن الأمر يتطلب نظام ترصد وبائي محكم عالي الكفاءة.. ماذا عن هذا النظام ودوره في الحد من عودة فيروس شلل الأطفال¿
* كما ذكرت بأن وزارة الصحة وجميع مكاتب الصحة بالمحافظات وشركائنا من المنظمات قمنا بعمل وتنفيذ خطة تتضمن إجراءات احترازية لمنع دخول الفيروس عن طريق تطعيم كل لاجئ يصل إلى اليمن وتطعيم كل المخيمات وأماكن تجمع اللاجئين وأماكن استراحتهم مع تطعيم كافة المخالطين لهم.
بالإضافة إلى تفعيل دور الترصد لرصد أي حالات شلل مشتبهة وفتح جلسات التطعيم بشكل يومي في كل مواقع التحصين وانتهاءٍ بحملة تحصين احترازية التي نحن بصددها في الفترة (2- 4 من يونيوالجاري) بالمحافظات المستهدفة.
* هل ثمة عملُ مشترك أو شراكة بينكم وبين برنامج الترصد الوبائي¿ وما طبيعة هذه الشراكة¿
* برنامجا الترصد الوبائي والتحصين الموسع كل يكمل الآخر حيث يعتبر نظام الترصد تقييماٍ لعمل وأداء برنامج التحصين وهما في تنسيق دائم ويتم التواصل معاٍ باستمرار لإبلاغنا عن أي حالات شلل مشتبهة ووضعها التطعيمي وكذلك لإبلاغنا عن وجود أي منطقة يوجد بها أطفال غير مطعمين أو منطقة فيها ضعف في التحصين الروتيني والتنسيق هذا ليس على المستوى المركزيº بل أيضا على مستوى المحافظات والمديريات.

اللقاح وكبح خطر الفيروس
* لقاح شلل الأطفال الفموي.. أليس فيه فاعلية عالية لكبح خطر عودة فيروس الشلل مجدداٍ- لاسيما – وأن أطفال اليمن قد حصلوا على الكثير من جرعاته¿
* بالتأكيد لقاح الشلل الفموي فعال جداٍ- وما حصل عليه أطفالنا من جرعات في حملات التحصين السابقة هي لرفع مناعتهم بشكلُ مستمر حتى يتمكنوا من صد أي محاولة لدخول الفيروس وظهور الفيروس في أي دولة يمثل خطراٍ على اليمن لأن نسبة التغطية بالتطعيم الروتيني في البلد- كما ذكرت وأكررها الآن – ما زالت دون المستوى المطلوب.
التغذية..والحالة المناعية
* ما وقع سوء التغذية وتأثيرها على الحالة المناعية للأطفال دون الخامسة في ظل التهديد الذي تواجهه البلاد بعد ظهور فيروس الشلل في بعض بلدان القرن الأفريقي كالصومال وكينيا¿
* الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض لأن بناء جهازهم المناعي يحتاج إلى المواد الأساسية ليكون قوياٍ ويستطيع التصدي لأي فيروس وسوء التغذية يعني قلة المواد الأساسية لبناء الجهاز المناعي في جسم الطفل لذلك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أقل مناعة وبحاجة إلى المزيد من جرعات لقاح الشلل لذلك يجب تطعيمهم بكامل جرعات التطعيم الروتيني في المرفق الصحي والتي من بينها لقاح الشلل طالما لم يتجاوزوا بعد العام والنصف من العمر إلى جانب تحصين من هم دون سن الخامسة في كل حملة تحصين ضد شلل الأطفال وذلك كي يساعد اللقاح المتعدد الجرعات أجسادهم على رفع الحالة المناعية ضد الفيروس المسبب للشلل.
نصائح قيمة
* ما الذي تود توجيهه من نصائح إلى المواطنين وبالأخص إلى الآباء والأمهات في هذه الحملة¿
* أوجه –عبركم- لكل أمُ وأب ولكل فرد في المجتمع هذه الرسالة:
إننا نواجه عدواٍ خطيراٍ لا تقف أمامه حواجز ولا يراعي سن أي طفل وما إن يجد ثغرة لدخول اليمن يبدأ الفتك بالأطفال أو إعاقتهم حركياٍ وتهديد مستقبلهم.
يجب أن نكون يداٍ واحدة لصد هذا العدو ومنعه من دخول اليمن وكسر تهديده لمستقبل الأطفال دون سن الخامسة وها هي حملة التحصين الاحترازية ضد شلل الأطفال في الفترة (2-4 من يونيو الحالي)تنشد من يلبي نداء التحصين فلا يتوانى كل أب وأم عن تحصين أطفالهم دون سن الخامسة خلالها وليكن بمعلوم الجميع أنها ليست شاملة لجميع محافظات الجمهورية وإنما أمانة العاصمة ومحافظات(عدن أبين لحج الحديدة حجة المهرة عمران مأرب صعدة) اعتباراٍ من تاريخ(2-4 يونيو2013م) وهي من منزلُ إلى منزل في تلك المحافظات ماعدا(صعدة)فهي في المرافق الصحية والمواقع المستحدثة والمؤقتة في حين أن جميع المرافق الصحية والمواقع المؤقتة للتطعيم والفرق المتنقلة بين القرى على أتم الجاهزية في سائر المحافظات المستهدفة دون استثناء.
إن الأطفال أمانة في الأعناق ولن يسامح أي طفل يصاب بشلل يلازمه مدى الحياة والديه وقد منعا عنه تحصينُ يؤمن له الحماية والوقاية الكافية.
فلرفع مستوى مناعتهم بشكلُ أفضل يلزمهم تحصين متعدد الجرعات من لقاح شلل الأطفال من خلال التطعيم بكامل جرعات التحصين الروتيني وفي الحملات متى ما أقبلت وشرع في تنفيذها.

* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا