عن 64 عاماً جُّلها في بلاط الصحافة

الصحافي القدير أحمد الأكوع يترجل
ابراهيم الحكيم
تلقت الأسرة الصحافية اليمنية عموما ومنتسبو مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر خصوصا، ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الزميل الصحافي الأستاذ القدير احمد إسماعيل محمد الأكوع، مستشار المؤسسة بعد مرض ألم به، عن عمر ناهز 64 عاما أمضى جله في بلاط الصحافة صحافيا وكاتبا وأديبا فذا.
وقد جرى أمس الأول تشييع جثمان الفقيد احمد الأكوع بمشاركة الأهل والأصدقاء وعدد من رفقاء درب الراحل، إلى مثواه الأخير في مقبرة خزيمة بعد الصلاة عليه في جامع الهدى بحي الزراعة .. وعبر المشيعون عن بالغ الحزن لرحيل الزميل الأكوع، معددين مناقبه وخصاله الحميدة التي تميز بها من سعة العلم والثقافة ومقدراته الصحافية الفذة وأخلاقه الفاضلة وشخصيته الودودة.
والفقيد الزميل الأستاذ أحمد إسماعيل محمد الأكوع من مواليد العام 1952 في بني العوام محافظة حجة، حيث تلقى تعليمه الأساسي وبدأ دراسته الابتدائية في مكتب الدخاري، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء وأكمل تعليمه ودرس الثانوية العامة ثم التحق بجامعة صنعاء عام 1976 وحصل على إجازة في القانون (شهادة الليسانس).
بدأ الفقيد الأستاذ أحمد الأكوع مبكرا جدا العمل في مجال الإعلام، فالتحق وهو بعمر الرابعة عشر بصحيفة الثورة عام 1966 وحاز دورات تدريب إعلامية عدة محلية وخارجية أبرزها دورة تدريب في تلفزيون دولة الكويت في مجال التمثيل والإخراج السينمائي والتلفزيوني.
شارك بفاعلية في تأسيس وإنشاء المسرح الوطني في شمال الوطن قبل إعادة توحيد شطري اليمن، وبعد عرض أول مسرحية شارك فيها، زج به في سجن “الرادع”، كما يذكر في غلاف احد كتبه المطبوعة، ضمن لمحة تعريف بالمؤلف.
تدرج الزميل الراحل الأستاذ احمد الأكوع في مواقع العمل حتى شغل موقع رئيس قسم تحقيقات صحيفة الثورة في سبعينيات القرن الماضي، ثم عين مديرا لتحرير الصحيفة في العام 1981 واستمر حتى العام 1990.
وشارك خلال هذه الفترة في مؤتمرات وندوات عدة محلية وعربية خارج الوطن. وعقب إعادة توحيد شطري اليمن، عين الفقيد في العام 1991 نائبا لرئيس تحرير الصحيفة وحتى العام 1996م.
أسس الفقيد الراحل احمد الأكوع وترأس تحرير صحيفة أهلية مستقلة أسبوعية حملت اسم “الجزيرة” واتسمت موادها الصحافية بالطابع التحليلي لأبرز القضايا المحلية وقضايا المنطقة وبخاصة شبه الجزيرة العربية وعرف توجه الصحيفة إلى ما من شأنه تعزيز العلاقات والتعاون بين دول الجزيرة وأواصر القربى بين شعوبها.
استمر الزميل الراحل الفقيد أحمد الأكوع في الكتابة الصحفية، واختار الكتابة الأسبوعية في صحيفة “26 سبتمبر”، وفي عمود حمل اسم من “السبت إلى السبت” بصحيفة الثورة، اتسمت كتاباته بعمق الرؤية وحصافة الطرح في تناول أبرز القضايا والمشكلات مع الإشارة إلى الحلول المتاحة من وجهة نظره والاختتام بأبيات شعرية، وتواصل في كتابته حتى ما قبل موافاة الأجل له .
عرف عن الفقيد الأستاذ أحمد الأكوع مواقفه الوطنية الخالصة في سبيل الوطن والحق والحقيقة .. وله كتابات عدة قيمة ومنصفة في مختلف القضايا والمشكلات ومختلف المنعطفات والأزمات التي مر بها الوطن، وآخرها العدوان الغاشم والحصار الظالم المتواصلان على اليمن.
رحل الزميل الأستاذ أحمد إسماعيل الأكوع مخلفا ثمانية أولاد (سبع بنات وابن)، وإرثا صحافيا وأدبيا غزيرا ومؤلفات عدة طبع منها كتاب “الغصون الدواني في الشعر والغناء الصنعاني”، وما خلفه الفقيد من إرث فكري وإبداعي جدير بالدراسة والبحث من الأجيال الصحافية المتعاقبة، كما هو جدير بجمعه ورفد المكتبات إعلامية والعامة به.
رائد آخر من رواد الصحافة والأدب اليمنيين يترجل تاركا وراءه سفرا من العطاء الخلاق والذكرى الطيبة .. رحم الله الفقيد الزميل الأستاذ احمد إسماعيل الأكوع، وغفر له وأحسن جزاءه وألهمنا وذويه الصبر وعصم قلوبنا وقلوب جميع أفراد أسرته وأهله وأصحابه وزملائه، بالسلوى .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا