دور القبيلة في هذه المرحلة أهم من دور الحزب؟

بقلم/ أحمد الأكوع
أحد المحللين كتب تحت هذا العنوان عن القبيلة والمفاضلة بينها وبين الحزب في هذا الوقت الذي كانت قد كثرت الكتابات ضد القبيلة أو القبائل أو العشائرية كما يطلقون عليها ذلك في شمال الجزيرة العربية والذين يكتبون ويهتمون اهتماماً زائداً بهذا الموضوع.. كما ان هناك كتاب غربيون نقلوا معلومات عربية وأهمها اليمن ونادراً ما تمكن بعضهم من المعرفة لبعض القبائل العربية غير اليمنية.
وما يهمنا هنا هو الحديث عن القبائل اليمنية، حيث ارتفعت هذه القبائل في هذه الظروف إلى المستوى الراقي لما قدمته وتقدمه من تضحيات إلى جانب الجيش واللجان الشعبية، لذلك فقد أثبتت القبيلة اليمنية وطنيتها وحبها لليمن والتصدي لهذه الهجمة الوقحة التي تقتل الأطفال والنساء، فالقبيلة هي حلقة ذات نظام من السلسلة الاجتماعية البشرية تجمعها أرض ويجمعها نسب وتسود فيها أعراف وتحكمها في داخلها وفي علاقاتها مع الآخرين تقاليد وأعراق إسلامية واجتماعية وقبلية والإسلام آداباً وسلوكاً وتشريعاً وتعاملاً هو السائد في المجتمع اليمني كله وهو الذي يهذب العلاقات في القبيلة بينها وبين الآخرين.. لذلك نرى أن كثير من الأحزاب العربية فقدت صلتها بالمجتمع وجميع أعضائها لا يفكرون إلا بصالح حزبهم ومنافع الحزب فقط وكذلك تفوق الحزب وسلامه الحزب والشعارات كبيرة والأهداف المكتوبة عظيمة ولكن الحقيقة القائمة المشاهدة في أن الحزب الفلاني لا يرى ولا يرضى للبلاد مصلحة أيا كانت تؤدي إلى خسارة الحزب أي مصلحة أو موقع من مواقعه أو تؤدي إلى تراجعه خطوات إلى الوراء في سلم الوصول إلى الحكم ويستعمل الحزب أعضاء الحزب جميع الأساليب والوسائل إخفاء خططهم وحقيقة أهدافهم والحزب في الحقيقة يكتب أهدافاً عامة ولكنه يخفي أهدافه الحقيقة وقد يفضح عن شيء منها في نشراته السرية ولأنهم حتى في تلك النشرات السرية القيادة العليا للحزب تضلل الأعضاء وتخفي عنهم حقيقة الأمور خاصة الأمور المالية فإن الذي يدفع الناس إلى القبيلة هو:
1 – احتياجهم إلى الأمن على نفسه وماله
2 – ضعف الحكومات وعجزها عن حماية الحقوق والإنصاف لكل ذي حق بحقه
3 – عندما تسود الفوضى في البلاد لأي سبب من الأسباب
4 – عندما توجد مصالح لا يستطيع الرجل الوحيد يحصل عليها إلا بمساعدة من قوة أو جاه أومال.
ويرتفع شأن القبيلة كلما زاد عدد أفرادها أو قوى بأسها ولذلك تجد أنه لا توجد قبيلة تخطط للاستيلاء على الحكم لا بالقوة ولا بغير القوة وهناك إجراءات شديدة بالنسبة لترشيح الشخص إلى شيخ للقبيلة ولا يوجد شيخ يأخذ المشيخة بالوراثة إلا أن يكون أهلا لذلك وإلا فالمشيخة بالانتخاب والانتخاب يكون بالموافقة العلنية التي لا يخاف فيها أحد أحد وكل أفراد القبيلة أحرار وشجعان .. وفي المرحلة الحالية التي يتعرض فيها الوطن إلى أعتى عدوان ظالم فإن دور القبيلة هو الأكثر تحرك خاصة وأن القبيلة هي من يرفد الجبهات بالمقاتلين الأشاوس وفي المقابل بعجز الحزب من تقديم المقاتلين كونه يرتكز على أسس سياسية وليس أسس قتالية وعسكرية كما أن دور القبيلة في تكوين المنظومة الوطنية للوقت الراهن يعد أكبر من دور الحزب وخاصة أن القبائل هي من تستطيع أن تحدد مقدار الخطر على وجودها ووجود أفرادها وهذا ما يخول القبيلة بأن تشكل العصبة المتوحدة للأخذ بالثأر من العدوان على أي فرد منها وبحسب الأعراف القبيلة أو العشائرية، وهذا ما جعل قياداتنا بالدعوة إلى توقيع الوثيقة المليونية لوثيقة الشرف والأعراف القبلية بكل مبادئها والتي حصلت على مباركة وتوقيع أغلب القبائل اليمنية.

قد يعجبك ايضا