الامتحانات النصفية في المدارس.. تسير بشكل ايجابي

المعلمون والطلبة يواجهون نهج التجهيل الذي يخطط له العدوان بوعي كبير
الطلبة:نؤدي الامتحانات بشكل طبيعي.. واصوات الطائرات لا تخيفنا
المناطق التعليمية:
– وجدنا همة عالية لدى الطلبة وخاصة النازحين
– المدارس تنصح بتهيئة الأجواء للطلبة في المنازل.. والتربويون عكسوا وعيا متقدما امام توجه التجهيل

تحقيق / رجاء عاطف

لم يكتف العدوان السعودي الامريكي  بالحرب التي يشنها على بلادنا منذ عامين وليست مدرسة الفلاح بنهم آخر استهدافه للمدارس في اليمن بل كعادتهم يسعون لخلق حالة من الرعب والفزع والهلع ومعاودة هستيرية القصف وتحليق الطيران والطلاب في مدارسهم يؤدون امتحاناتهم النصفية أو النهائية وهذا ليس بجديد عليهم ، فهناك مدارس تُستهدف ومدارس دمرت وطلاب يستشهدون لكن رغم الأحداث المتوالية والدمار واستهداف العلم والتعليم والطلاب في اليمن إلا أن هذا لم يحرك مشاعر الخوف لدى الطلاب وتعطيل حصاد دراستهم بالتغيب عن الامتحانات النصفية بل استعدوا وانطلقوا من أول يوم امتحاني لأداء وتقديم امتحانات نصف العام الدراسي وتحدوا كل المشاكل التي خلفها الحصار الاقتصادي والعدوان .
طلاب المدارس استعدوا من صباح اول يوم للامتحانات بكامل النشاط  والأمل لمستقبل مزدهر بالعلم .. فإلى الحصيلة:

انطلق ماراثون الامتحانات النصفية في جميع مدارس التعليم الأساسي والثانوي في المناطق التعليمية من يوم السبت 21 يناير 2017م وتقدم لها جميع الطلاب بما فيهم النازحين متوجهين مع كل صباح امتحاني  الى مدارسهم في  نشاط وحيوية وأمل مستبشرين بكل خير ، ورغم كل الظروف فان التربويين والطلاب والطالبات أثبتوا أن الصمود هو عنوان وطنيتهم وحبهم لليمن.
توجهنا بسؤال للطالب أنفال عبدالهادي في المرحلة الأساسية بمدرسة العروبة عن شعوره وهو يؤدي امتحانات نصف العام الدراسي وطائرات العدوان تحلق وتقصف بصواريخها دون رحمة فرد مبتسماً :الشعور لا يوصف في مثل هذه الظروف خاصة وأنه لم يمض وقت على قصف إحدى المدارس في منطقة نهم ذهب ضحيته طلاب استشهدوا وهم يحملون حقائب العلم لكن رسالتي هنا مهما كانت قوة صواريخهم فلن تمنعنا من مواصلة التعليم وسننهي امتحانات نصف العام الدراسي بكل تفاؤل ونجاح.
وتوافقه الرأي الطالبة هاجر غيلان – الصف السادس بمدارس الصفوة الحديثة ، حيث أضافت: لم يزيدنا صوت طائرات الاعداء وقصفها إلا مزيدا من الصبر والثبات  والاهتمام بتحصيلنا  العلمي وها نحن نتقدم لأداء الامتحانات في ظل القصف ومهما شعرنا بالخوف فهناك رب العرش يحمينا.
إرادة تحدٍ
كما لم تختلف آراء الكثير من الطلاب  عن من سبقوهم بالحديث ، ففي ثاني يوم للامتحانات زاد العدوان همجية وشراسة ظناً منه بأنه سيوقف الطلاب ويمنعهم من دخول المدارس إلا أن مدارس أمانة العاصمة بما فيها حكومية وأهلية كانت مزدحمة بالطلاب من اجل الامتحانات وما وجدناه على أرض الواقع هو اهتمام الطلاب كل في مدرسته ولجنته بتأدية الامتحانات وبعدها يتوجهون إلى طريق منازلهم خوفا من استهدافهم فطلاب اليمن هم مستقبله الواعد ولن يرضخوا لعدوان مهما كانت الظروف.
تهيئة الأجواء المناسبة
ماذا قالت الإدارة المدرسية عن الامتحانات تقول كوكب العرومة – وكيلة مدرسة الفضيلة : رغم ما تمر به بلادنا من أوضاع وما يقوم به العدوان الغاشم ويؤثر على الطلاب  والكادر التعليمي إلا أننا وبعون الله وتوفيقه لن تخيفنا طائراتهم ولا صواريخهم وسنتعلم رغما عنهم وسنقدم ارواحنا من أجل الوطن وستسجل الاقلام جرائمهم الملطخة بدماء الابرياء في ارض الحكمة والايمان واثباتا لذلك فقد بدأت الامتحانات من تاريخ 21/1/ 2017م للمرحلة الاساسية ويليها امتحانات الاعدادية والثانوية لتنتهي الامتحانات في وقتها المحدد وتستمر اعمال الكونترول وتسليم الكشوفات للنتيجة النهائية للفصل الدراسي الأول 2016-2017م ، وكما نسعى كإدارات بالتنبيه على توفير الأجواء المناسبة للطلاب أثناء تأدية الامتحانات وسننتهي من الامتحانات في الموعد المحدد وحسب الخطة المدرسية لجميع المدارس.
حضور النازحين
الامتحانات تسير بشكل منظم وجيد هذا ما أشارت إليه فوزية الأعشم – مديرة مدرسة شملان، وقالت :لازلنا نواجه مشكلة الطلاب النازحين والذي نستقبلهم إلى اليوم ويدخلون الامتحانات رغم انهم لم يدرسوا كافة الدروس بسبب النزوح وعدم توفر مدرسين بالمناطق التي نزحوا منها و رغم التخوفات من القصف إلا أنهم كنازحين وكغيرهم من الطلاب بادروا وحضروا الامتحان بإصرار وعزيمة.
تسهيل العقبات
عبدالله الحربي – مشرف تربوي بمداس الشورى  يقول : تسير الامتحانات النصفية بشكل ايجابي في المدارس بل وصفها بأنها أفضل من الأعوام السابقة منذ بداية الحرب على بلادنا وقال : رغم كل ذلك يعتبر الفصل الأول مكتملاً وأخذ فيه الطلاب المقرر كاملاً على مدى ثلاثة أشهر تقريبا وبعد استعداد تام من قبل الطلاب لتقديم الامتحانات النصفية وذلك بتظافر جميع جهود التربويين وأولياء الأمور في تسهيل العقبات التي تواجه أبناءنا الطلاب.
نجاح رغم المعاناة
أحمد المقري – سكرتير مدرسة العروبة بالروضة ، أكد بدوره على نجاح سير الامتحانات النصفية من أول يوم وذلك للاستعداد التام من الطلاب رغم المعاناة النفسية التي تواجه الطلاب بسبب الظروف الراهنة وشحة الكتب المدرسية إلا أنهم تقدموا لأداء الامتحانات وأوجدوا البديل لتلقي المعلومة وتحقيق الهدف ،وكما لا ننسى أن عامل الحرب والخراب الذي لحق بالمدارس وعدم حصول المعلمين على رواتبهم منذ الأشهر الماضية مشكلة ومع ذلك لم يجعلهم يتوانوا لحظة عن تقديم رسالة العلم ونجاح الامتحانات والعام الدراسي كبقية الأعوام ونسعى بتظافر جهود التربويين والإداريين في المداس للتغلب على كل الإشكالات التي تعيق سير العملية التعليمية.
عام مستقر
وعن دور المناطق التعليمية في متابعة سير الامتحانات أوضح د/ محمد الشامي – مدير منطقة السبعين التعليمية الثانية  أنه تم الاستعداد لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام 2017-2016م ، في مدارس أمانة العاصمة من خلال عقد اجتماعات مع الادارات المدرسية والتوجيه والرقابة كل على حدة في وقت مبكر والوقوف على ما تم انجازه في المنهج الدراسي وأهمية استكمال الدروس حسب الخطة ، اضافة إلى انجاز المحصلات الشهرية واهمية التحري والدقة في الرصد وتصحيح الكشوفات من أي اختلال أو سقوط أي اسم تمهيدا لإجراء امتحانات نهاية الفصل الأول.
مؤكداً بالقول :رغم أن الفصل الدراسي كان قصيراً إلا انه تميز بالاستقرار وإقامة العديد من الأنشطة التعليمية والتربوية والوطنية الى ما قبل الامتحانات وقد وجدنا نشاطا واستعدادا كبيرا من قبل الطلبة في تأدية الامتحانات..
مشيرا إلى الإشكالات التي تواجه الطلبة من حيث الكتب المدرسية وتأخيرها ونقصها وأيضاً الإضراب عن العمل من قبل بعض المعلمين الناتج عن تأخير الرواتب وما ترتب عليه من تأخير في المنهج في بعض المدارس بالإضافة  الى تأثير قصف العدوان السعو امريكي لمناطق قريبة من المدارس بل وقصفهم مؤخرا مدرسة الفلاح بمديرية نهم وكل ذلك له تأثيراته النفسية والعلمية.. وختم الشامي : نحن بدورنا كمنطقة تعليمية يأتي في تسهيل الصعوبات لتسيير عملية الامتحانات والنزول الميداني للمدارس لتلمس الهموم والمشاكل وتذليلها وحشد الطاقات التربوية للإشراف والمتابعة وتقييم عملية سير الامتحانات ومعالجة اوضاع الملتحقين بالمدارس الأهلية والنازحين في كل المدارس.

قد يعجبك ايضا