الإعلام مربط الصمود وبريد الشعب لمراكز القرار
*إعلاميون: التصدي للأبواق التي تدعو للتفرقة وشق الصف وإثارة الفوضى والتخريب واجب وطني
*مراقبون: تعزيز الصمود الشعبي والانتصار لقضايا الوطن أبرز اولويات الإعلام المرحلي نقل المظلومية اليمنية للعالم وحجم انتهاكات العدوان بحق المدنيين
استطلاع / أسماء حيدر البزاز
الدور الذي يلعبه الاعلام اليوم في تعزيز الصمود الشعبي والانتصار لقضايا الوطن والمواطن اليمني وفقا للثوابت الوطنية والمصلحة الوطنية العليا ، هام وحساس جدا في ظل انتشار الأبواق الاعلامية التي تسعى إلى شق الجبهة الداخلية وتوسيع دوائر الخلاف والقضاء على روح الانتماء الوطني وتعزيز ثقافة التعصبات المناطقية والطائفية والسياسية بشكل يخدم أجندات العدوان ، ويهين الرسالة الهادفة للسلطة الرابعة في البلاد. .
إعلاميون ومراقبون يتحدثون عن الدور الذي يجب أن يقوم به الاعلام في هذه المرحلة العصية ويساهم في وحدة الصف والصمود الداخلي وبريد للمواطنين إلى مراكز السلطة والقرار. .
حيث يقول الاعلامي محمد الورد: الحقيقة ان الاعلام الوطني عبر وسائله المختلفة يقوم بجهود جبارة لمواجهة الآلة الإعلامية الضخمة للعدوان والتي يعتمد عليها بشكل رئيسي في عدوانه من خلال الكذب والتضليل الذي يرافق عملياته العسكرية منذ اليوم الأول للعدوان وذلك ما يُضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلام الوطني الذي مثل بأدائه واحدة من اهم ركائز صمود هذا الشعب العظيم عبر فضح زيف ادعاءات العدوان عن الانتصارات الوهمية التي يحققها وكذلك من خلال تقارير الإعلام الحربي التي تعكس الصورة الحقيقية عن الانتصارات التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات .
ويرى الورد ضرورة التركيز على الوضع الميداني بشكل أكبر والتواصل مع جبهات القتال المختلفة عبر برامج وتقارير مصورة لربط المواطن العادي مع هذه الجبهات بشكل يومي للمساهمة في دعم التعبئة العامة في المجتمع حتى تحقيق الانتصار بإذن الله .
الانحياز
الاعلامية عهد العزيزي ترى ان هناك طرقا كثيرة يمكن للاعلام ان ينتصر لقضايا الشعب من خلالها وبالذات في الاوضاع التي نعيشها حاليا واهم نقطة هي ان يكون الاعلام منحازاً لقضايا الشعب وتسليط الضوء عليها دون التعصب لطرف على حساب قضايا الشعب بمعنى اوضح الحياد الموضوع في كل القضايا والاهم هو كما قلت الحياد الموضوعي في كل القضايا وتسليط الضوء على القضايا بطريقة انسانية بحتة . واحترام الانسان وحقوقه مهما كانت توجهاته وتكريس ذلك من خلال الاعلام . بالاضافة إلى طرح المواضيع بموضوعية وانحياز لمعاناة الشعب ومشاكله والابتعاد عن المماحكات السياسية التي قد تؤثر على مضمون القضية .
عدة زوايا
الاعلامي عبدالله علاو – رئيس مؤسسة الشرق الأوسط يقول: إنه ومن خلال التغطيات الميدانية لأوجه واشكال الصمود في الجبهات والمواجهات مع العدو داخليا وخارجيا ومن خلال حشد المقاتلين والمجاهدين للجبهات ومن خلال الوقفات الاحتجاجية واستمرار التظاهرات الرافضة للعدوان والمنددة بالجرائم التى يرتكبها وابراز الاعلام للصمود الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتبرع للجبهات وللمتضررين وابرازه لمساوئ العدو وارتباط هذه الحرب وهذا العدوان بمشروع الشرق الاوسط الجديد مشروع التقسيم والتجزئة للامة العربية لصالح اسرائيل والصهيونية وابرازه للدور الامريكي والصهيوني والبريطاني في قيادة هذه الحرب وتمويلها بالسلاح والخطط والخبراء ودور الامارات والسعودية كمخالب لهذا العدو التاريخي و ابراز الدور الاقتصادي في هذه الحرب والصراع بغرض السيطرة على النفط والغاز والمنافذ البحرية التي تمتلكها اليمن وبذلك يكون الاعلام الوطني قد نجح في رسالته الوطنية بتعزيز الصمود ووحدة البيت الداخلي للشعب اليمني.
توحيد الرؤية
الاعلامية وداد البدوي – رئيسة مركز الاعلام الثقافي CMC تحدثت عن دور الاعلام المطلوب في هذه المرحلة قائلة:
على الإعلام أن يناقش بصدق قضايا المواطن ويرفعها لصناع القرار كما يجب عليه ان تتنوع رسالته ويستهدف الجميع من أجل توحيد الرؤية وخلق وجهة نظر تساند المواطن. وتناصر قضيته ، لكن السؤال هل سنجد هذا الإعلام وهل ستلعب وسائل الإعلام دورها المهني الذي ينطلق وفقاً للثوابت الوطنية ويحافظ على الحياد وشرف المهنة .
مبدأ التعايش
الاعلامي عبدالقوي العدوفي يؤكد من جانبه أن الاعلام هو الوسيلة المثلى للحفاظ على الثوابت الوطنية ونشر قيم العفو والتسامح وذلك من منطلق الروح الوطنية الواحدة عبر القنوات الرسمية والاهلية ومنابر المساجد والدعوة الى نبذ كل اشكال التطرف الديني والسياسي والمساهمة الفاعلة نحو تعزيز مبدأ التعايش والتوعية بخطورة التعصب الطائفي والمناطقي وان ديننا الاسلامي يدعو الجميع الى المحبة والمؤاخاة وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، والاعلام هو رسالة الدولة وحكمائها وعلمائها ولذا يجب أن يكون الخطاب للشعب قائما على مفهوم الوسطية والاعتدال وبأن الناس سواسية تحت مظلة القانون والوطن للجميع.
داعيا إلى ان تكون هناك انتفاضة اعلامية تتبناها الدولة او أي مؤسسة إعلامية هدفها التصدي لكل الابواق التي تدعو للتفرقة وشق الصف واثارة الفوضى والتخريب في البلاد .
شرائح المجتمع
الاعلامية ياسمين الفقية أوضحت ان تعزيز الصمود يكمن باهتمام الاعلام بقضايا الشعب والقرب منها اكثر .
واضافت انه و من خلال نقل الصورة الحقيقية للواقع الذي يعيشه الشعب بكل شفافية سواء كانت بالكلمة او الصورة فالشعب اليمني يعيش اقصى معاناته وقضاياه في هذه المرحلة كبيرة وجسيمة اذن لا بد من تسليط الضوء من خلال اعلام حقيقي ينقل ولايزيف يداوي ولا يجرح يسعى لخدمة المواطن بكافة شرائحه وتياراته ايآ كانت وبكل مصداقيه فأذا لم يكن الاعلام المرئي والمسموع ناقلاً حقيقياً لما يعانيه الشعب من خلال البرامج التي تحاكي الواقع فلا فائدة في بالون مليء بالهواء.. وإذا لم يكن الاعلام المقروء ايضا يخدم الشعب وينتصر لقضاياه من خلال الكلمة التي تدق ناقوس الواقع والخطر فلا فائدة في ان نتعب انفسنا لنشخبط على ورق فرسالة الاعلام سامية عظيمة متى ما استخدمناها لخدمة الشعوب والانتصار لقضاياهم بكل مصداقية ومراعاة للضمير الانساني .
صوت الشعب
الاعلامية منى الحجري تقول : الإعلام صوت الشعب ، حين تخنقهُ الكلمات ، وحين تضيقُ به الأزمات فهو الناقل لمعاناة الناس وحاجتهم وامنياتهم ورغبتهم في العيش بوطن يزخرُ بالأمان والسلام، فللإعلام دوره الرئيس والمهم للإنتصار لقضايا الشعب والوطن بالحديث الجاد والفاعل ، وبالإلمام الكامل بقضاياه والبحث عن حلول وبدائل تخفف وطأة ما يشعر به الشعب تجاه قضيةٍ ما ،
وقالت الحجري: فالإعلام اليوم يجب ألا يقتصر دوره على نقل الخبر فقط ولكنه يتوجب عليه أن يسعى للإصلاح من خلال عرض القضايا بشكل تفصيلي وموضوعي مع تقديم احصائيات واستبيانات تشارك المجتمع في هذه القضية أو تلك ، الإعلام اليوم نافذة مفتوحة لجميع ما يسقطهُ الزمن والتغيرات البيئية والإقتصادية والسياسية والإجتماعية على المجتمع الصغير والكبير على حدٍ سواء ،
على الإعلام أن ينتصر لقضايا الشعب بإظهار الحقيقة الكاملة أمام المجتمع المحلي والدولي ، عليه أن ينتصر للشعب بالوقوف إلى جانب قضيته بصدق وايمان كاملين لأنه بحاجة لمن يقف بجانب قضيته والإنتصار لها ، عليه أن ينتصر له بتقديم كل ما يمتلكه من امكانيات وصلاحيات يستطيع من خلالهما ابراز القضية والإنتصار لها…
قوة القضية
وهنا يتحدث مراقبون حول كيفية مساهمة الاعلام في تعزير الصمود ووحدة الصف وانجاح رسالته الاعلامية حيث أوضح الاكاديمي الدكتور محمد الحميري ان الإعلام هو أهم وسيلة من وسائل دعم الصمود بل ويقف على رأس وسائل تعزيز وتقوية درجات التصدي والتحدي والصمود في مختلف مقومات ومسميات وجبهات وحالات المواجهة في أية قضية عادية كانت أم غير عادية. ذلك لأن الإعلام يقوم على الكلمة التي ترسل للناس، والناس لا يؤثر عليهم شيء أكثر مما تؤثر عليهم الكلمة بأي اتجاه سواء كان حقا أم باطلا. فالحق والباطل أكثر ما يتجسدان للناس من خلال الإعلام والقائمين عليه، فإن كان القائمون عليه أصحاب حق ومصداقية فإنهم يوصلون للناس رسالة الحق ويجسدونها بالشكل الذي يمثل احترافيتهم في القيام بهذا الدور، والعكس صحيح ايضا فقد تكون احترافية أصحاب الباطل أكثر فيتحولون إلى شياطين ضلال وإضلال للناس، يستطيعون أن يحرقون مسيرة الخير ومساراته وخياراته الصحيحة لبعض الوقت. لكن يبقى الفرق في هذه الحالة دائما منصبا على مستوى الوعي ونوعية الخلفية الثقافية للمتلقين لتلك الرسالة الإعلامية .
وأضاف الحميري: ومن هنا فإن أهم وسيلة يتمكن بها الإعلام من تعزيز صمود الناس في بلادنا هي تلك التي قد توفرت له وهي عدالة وقوة القضية التي سيعمل الإعلام على تحفيزها أو تأكيدها وتقويتها عند المجتمع. والوسيلة الأخرى هي الاحتراف والعمل بصدق وبشفافية والتواجد والوقوف مع كافة قضايا المجتمع الرئيسية والحضور الدائم فيها في الوقت والزمان المناسبين.
أكاذيب وتضليل
من جانبه أوضح خالد الشايف – مدير عام مطار صنعاء الدولي ان الإعلام يعتبر من أهم الوسائل في مواجهة العدوان وتعزيز الصمود الوطني فهو يمثل مرحلة الدعوة إلى التحشيد ورفع الجاهزية القتالية والاستعداد لمواجهة العدوان بكل الوسائل وكذلك استمالة الأطراف المحايدة أو التي لم تحسم موقفها واقناعها بالمشاركة في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان. كما أن الإعلام تقع على عاتقه مسؤولية نقل الأحداث اليومية عن سير المعارك والانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال المختلفة ونقل مشاهد حية عن تلك الانتصارات والخسائر الفادحة التي يتلقاها العدو لها دور كبير في تعزيز الجبهات الداخلية ورفع المعنويات لدى المقاتلين وجماهير الشعب اليمني والصمود في مواجهة العدوان.
وقال الشايف: كما ان للاعلام دورا كبيرا في دحض الأخبار المغلوطة ويفضح أكاذيب وتضليل وسائل الإعلام المعادية لاسيما بعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي والتي يستغلها العدو في الحرب النفسية وبث الدعايات المضللة والمغرضة ونقل أخبار عن انتصارات وهمية لدول العدوان مثل معركة دخول صنعاء وأنهم على وشك الوصول إلى صنعاء كما يزعمون منذ مدة طويلة في الوقت الذي هم لم يحققوا اي تقدم في اي جبهة من جبهات القتال وله ايضا دور كبير في تعزيز الصمود الوطني من خلال الدعوة إلى رفد الجبهات بالرجال والمال والتوضيح للرأي العام المحلى والعربي والعالمي مدى فداحة الجرائم البشعة التي ترتكبها دول العدوان ضد المدنيين العزل وقتل الأطفال والنساء والشيوخ واستهداف المرافق الخدمية التي تمس حياة المواطن مثل المستشفيات والطرق والجسور ومصانع الحليب والغلال ومخازن الغذاء والدواء وتدمير البنية التحتية واستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا والتوضيح للرأي العام المحلي أهداف العدوان ومخططاته واساليبه وكشف تلك المخططات وافشالها وكل ذلك يساهم في الصمود الوطني ومواجهة العدوان .
الولاء
يحيى محمد الشرفي – عضو مجلس النواب يؤكد على ضرورة ان توحد كافة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على سياسة اعلامية واضحة ومحددة تكرس لمواجهة العدوان الهمجي الغاشم وتصنيف هذه السياسة في الواقع العملي وتكون واضحة للرأي العام ليسهم من جانبه في صد العدوان ومقاومته حتى الانتصار الكامل…
واوضح الشرفي ان تعزيز الصمود الشعبي يتطلب توظيف جانب كبير من مفردات وسائل الاعلام المختلفة بما فيها مواقع الاتصال والتواصل الاجتماعي لخدمة هذه القضية وافراد جانب كبير من برامجها الاعلامية لتغطية وقائع ونشاطاث الجبهات في المواقع الامامية وتغطية الاعمال التي تقوم بها وسائل الامن في كشف مخططات الاعداء وخاصة قبل وقوعها.
وقال الشرفي : الجانب الآخر يتمثل في قيام وسائل الاعلام بنشر كافة المواضيع التي تتحدث عن دعم المجهود الشعبي( الحربي ) سواءً في الدعم المادي او دعم الجبهات بالمقاتلين وخاصة الشباب الذي ينبغي ان يكون في مقدمة الصفوف على قاعدة الولاء لله والوطن والثورة والوحدة. ونشاطات اخرى ينبغي ان تقوم بها وسائل الاعلام في دعم المجهود الشعبي من خلال نشر كافة الانتصارات التي يحرزها المقاتلون في مختلف الجبهات لمواجهة العدوان الهمجي الغاشم على بلدنا الحبيب.
المصداقية والموضوعية
القانوني الدكتور احمد حميد الدين اوضح أن المصداقية والموضوعية في نقل الخبر وتبني قضايا الامة. والتصدي للعدوان بالكلمة وفضح المؤامرة. في بث سموم الفرقة والتصدي للاعلام المضاد من خلال استراتيجية اعلامية مدروسة تبعث روح الوطنية المجتمعية وحماية الدين والارض والعرض وفضح الفساد الداخلي وبث الوعي الديني والقانوني والاخلاقي وبذلك يكون الاعلام قد انتصر للوطن والمواطن ونجح في رسالته الهامة.