خارج جغرافية النظام السياسي العربي ..
عباس غالب
البلاد غير تلك التي تكتوي بنار النظام السياسي العربي الراهن والتي نُكبت أجيالها بالأفلام الهندية والمسلسلات التركية وأخيرا بشبكة التواصل الإباحية تعيش حالة هدوء واستقرار في حاضرها ومستقبل أجيالها .
والأمر بطبيعة الحال لا يقتصر فقط على تلك الدول العربية التي نكبت بتلك النكسات وإنما مكبلة كذلك بحالات الانقسام والشتات والفجور في الخصومة وأخيرا الاحتراب بسلاح الغرب .
البلاد العربية التي تتنازعها دكتاتورية الأنظمة واستبداد الطغاة واستلاب الاستعمار لمواردها يعيش مواطنوها في حالة تيه مستمر وهو على النقيض من تلك الدول غير العربية التي يعيش مواطنوها في أريحية أو لنقل ــ على اقل تقدير ــ يعيشون حياة اعتيادية ، يذهبون فيها إلى المستقبل وهم في أمان واطمئنان على حياتهم وأولادهم من بعدهم .. وهذه هي قمة السعادة التي يطمح إليها كل البشر في أنحاء المعمورة .
السعادة عندما يعرفون أنهم سيخلدون إلى نومهم دون إن تقصفهم الصواريخ كما يحدث في اليمن وسورية والعراق وليبيا وغيرها من الدول العربية التي نكبت بهذه المأساة ..السعادة عندما يرتدي الأطفال ملابسهم المدرسية ويتمنطقون حقائب كتبهم، لايخافون أن تقصف طائرات العدوان مدارسهم آو تحرق كتبهم أو يروا أشلاء زملائهم وقد تناثرت على فناء مدرستهم ..والسعادة عندما تقف الصغيرات أمام المرآة لتسريح ضفائرهن ،لايخشين أن تنهال طائرات العدوان بحممها على غرف نومهن فتبعثر ألعابهن وتحولهن إلى مجرد ذكريات .
في كل الأحوال والحالات يعيش العالم خارج جغرافية الوطن العربي في سلام داخلي واستقرار في حياتهم ومعاملاتهم ، حيث إن كل شيء يسير بانتظام ابتداء من حركة المرور وانتهاء بانسيابية انتخابات السلطات العليا والدنيا .. كل شيء يسير بانتظام وانسيابية ولا شيء يكدر صفاء النفس في هذه المجتمعات .
ومع الأسف الشديد فإن المقارنة صعبة والمقاربة بين الحالتين أكثر صعوبة ، وبخاصة عندما نسقط تلك الحالات على واقعنا العربي الذي يعيش حالة تيه مستمر والفضل في ذلك يعود لطبيعة النظام السياسي العربي الذي نكبت به الأمة طيلة العقود المنصرمة لايزال هذا النظام يتحكم برقاب العباد والبلاد، لذلك لا غرابة أن نرى أقطابه يصرون على الاستمرار في حالة التيه أكثر من ذي قبل .. ولاحول ولاقوه إلا بالله !
طلب وتحية ..
أما الطلب فموجه إلى الأخ وزير الصحة ومن معه في أن يكثفوا اتصالاتهم بالمنظمات الصحية الإنسانية للوفاء باحتياجات مرضى الأمراض المستعصية .. وأخص هنا بالذكر مرضى الكلى الذين يحتاجون باستمرار إلى الغسيل الكلوي أو الأدوية لزارعي الكلى ممن يقفون طوابير طويلة للحصول على هذه العلاجات دون جدوى .
أما التحية فموصولة للإخوة العاملين في هذا القطاع ولايبخلون بتقديم أي شيء من اجل تخفيف جانب من أعباء المرض .. وأخص هنا بالتحية الأخ فؤاد جعوان وفيصل العبري والعاملين معهما في الصيدلية المركزية بالوزارة من خلال توزيع أدوية المرضى وإن لم تتوفر فالكلمة الطيبة هي سيدة الموقف .