“الثورة” ترافق حملة “مبادرة تمكين” الشبابية في حمراء علب:
■ استهداف العدوان للأجهزة الرسمية قلص دورها فتراكمت المخلفات وتفشت الأوبئة
منسق الحملة:
– فكرة الحملة استدعاها الواقع الصعب وإحساس الشباب بالمسؤولية
مسؤول الصحة المدرسية بالأمانة:
تراجع الاهتمام بالوضع البيئي وتراكم المخلفات في الأحياء سبب الأوبئة
الدكتورة سمر سلام:
يجب أن يتحول النشاط البيئي إلى سلوك وممارسة على مدار العام
عاقل حي البطاح:
حَينُّا غارق بين النفايات المتكدسة والمجاري تسيل في كل أرجائه
تغطية/ أحمد السعيدي
الهدف نبيل والتحدي كان سيد الموقف .. جهود شبابية رائعة ولدت انطباعات رائعة وارتياحا واسعا لدى الأهالي …. “شباب تمكين” ينجحون في تحويل مكب النفايات ومستنقع المياه الأسنة إلى ملعب يعج بالشباب والأطفال ويغمرون قلوب أهالي حي حمراء علب بالسعادة.
(الثورة) واكبت الحدث وسجلت المشهد عبر هذه اللقاءات وإليكم ما خرجت به:
البداية كانت من داخل المدرسة حيث شهدت وعدد من الزملاء من ممثلي وسائل الإعلام وغيرهم من أولياء الأمور وأهالي حي حمراء علب التابعة لمديرية خولان في صنعاء محاضرات توعوية صحية هادفة ألقاها متخصصين أوفدتهم المبادرة بهدف توعية الطلاب وأولياء الأمور وحتى أهالي الأحياء المجاورة ممن حضروا بأهمية دورهم وإسهامهم في معالجة مشكلة النظافة والحد من انتشار وباء الكوليرا.
مساعدة الشباب
(الثورة) التقت بمنسق الحملة هاني المهدي وسألته عن توقيت المبادرة للحملة وفكرتها والرسالة التي أراد الشباب إيصالها للمجتمع فقال: مبادرة تمكين تأسست في العام 2012م بهدف تمكين الشباب من إحداث تغيير في المجتمع, رئيس المبادرة ماجد الكحلاني وبقية الأعضاء وأيضاً المتطوعين يمثلون مختلف محافظات الجمهورية جميعهم يستحقون الشكر والاشادة على ما بذلوه من جهد في إنجاح الحملة التي تنفذها مبادرة تمكين التي سبق لها أن نفذت وتبنت العديد من الأنشطة الهادفة والمشاريع البناءة, التي تساعد الشباب في الالتحاق بسوق العمل والتعليم وتمكينهم من المساهمة في الحياة العامة خدمة لمجتمعاتهم.
أما عن فكرة الحملة فقد جاءت من إحساس الشباب بالمسؤولية وضرورة أن يكون لهم دور ومساهمة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن في ظل العدوان الظالم الذي أصاب المرافق الحكومية وجعلها عاجزة عن القيام بدورها الكامل تجاه المجتمع, فضلا عن انتشار وباء الكوليرا مؤخرا وظهور حالات إصابة في العاصمة صنعاء.
أكوام المخلفات
يتابع هاني المهدي قائلا :بالنسبة لاختيارنا للمنطقة (المكان المستهدف) فقد قام الشباب بالنزول الميداني إلى أكثر من منطقة ولكن اختيارهم وقع على حي حمراء علب بصنعاء نتيجة لما شاهدوه من أكوام للمخلفات المتكدسة فيها، ولما أعلنته الجهة المختصة عن رصد حالات للكوليرا فيها, فتواصلنا والتقينا بعدد من الأهالي واعيان المنطقة وحددنا برنامج عملنا وما يمكن أن نقدمه ومن ثم بدأنا بطباعة برشورات توعوية حول الوباء وكيفية الوقاية منه, ولأن الأهالي هناك يعتمدون في شربهم على بئر مياه قمنا بتوزيع عبوات صحية لحفظ المياه وأدوات نظافة وتوعية النساء بالكيفية التي يتم بها غلي مياه الشرب وحفاظها, كما نسقنا مع الأهالي والأعيان لتنفيذ حملة نظافة, وكما تشاهدون الآن نجني ثمار هذا المجهود الشبابي الذي شارك فيه أكثر من مائة شاب وشابة من أهالي المنطقة.
حملتنا هذه لم تقتصر على جمع النفايات فقد استأجرنا آليتين (وقلابا) واحدا لجرف ورفع أكوام المخلفات ونقلها إلى الأماكن المخصصة للتخلص منها وأخرى لمسح الأماكن التي تم رفع القمامة منها وتسوية الأرض بغرض تحويلها إلى ملعب رياضي يستفيد منه أبناء الحي في ممارسة الرياضة.
توعية لازمة
في نفس المكان التقينا بالدكتور/ جميل الاكحلي – مسؤول الصحة المدرسية بأمانة العاصمة الذي كان قد ألقى محاضرة قيمة عن أهمية الحفاظ على البيئة وأهمية مساهمة المجتمع والشراكة من اجل بيئة نظيفة خالية من الأمراض والأوبئة, ومنها الكوليرا, فيروس الكبد, الملاريا, الإسهال, التيفود, وغيرها من الأمراض والأوبئة التي تنتشر نتيجة تراجع الاهتمام بالوضع البيئي وتراكم المخلفات التي لا نتخلص منها بالشكل الصحيح ونرميها جوار المنازل والمدارس .. وسألناه عن الحملة وتوقيتها وأهميتها والدور المنوط بالأهالي والطلاب فقال: إلى جانب الجهد التوعوي الذي نقوم به فإننا نطلب ونحث الجميع على المساهمة الفاعلة عبر الأفكار والمقترحات التي قد تساهم في إيجاد بيئة نظيفة بشكل دائم, ومن جانبنا نقدم بعض النماذج لهذه المساهمات التي لا تحتاج إلى الكثير من الجهد والمال.. مثلاً دعوتنا اليوم للطلاب للخروج والمساهمة في هذه الحملة في هذا الحي والأحياء ومحيط مدرستهم الذي تحول إلى مكب للمخلفات والاستفادة من هذه المساحة عبر تحويلها إلى ملعب لكرة القدم.
القدوة وتأصيل للسلوك
من جانبها الدكتورة/ سمر سلال – مساعد أطباء حماية أطفال التنمية المستدامة ركزت على أهمية أن “تتغير الصورة وأن يتحول النشاط البيئي إلى سلوك ممارس على مدار العام”, وأن لا يقتصر على الدعوات والمناسبات الوقتية كتاريخ (12/ 12) وشددت على الدور المهم للقدوة الذي يمثله الآباء والشباب والأمهات وأثر ذلك في وعي أطفالنا حين يرون الأكبر منهم سناً مهتم وملتزم بالسلوك البيئي الصحي, هذا لا يعني أننا نقلل من أهمية المبادرات التي يتبناها الشباب في هذا الخصوص على العكس مبادرة اليوم هامة وسيكتب لها النجاح وسيكون لها الاثر الايجابي خصوصاً مع مشاركة الجهات الرسمية والدوائر الحكومية والمتطوعين”.
حملة شاملة
مدير مدرسة حمراء علب الأستاذ/ علي عبد الجبار القحمي كان له دور لافت في إنجاح الحملة، وسألناه عن رأيه في هذه المبادرات وعن ما يمكن أن يقدمه كمدير مدرسة وكتربوي مع طلابه فقال: نشكر مبادرة “تمكين شباب” ومنظمة الصحة المدرسية ومنظمة التنمية المستدامة على المشاركة في هذه الحملة التي ندشن بها الحملة التوعوية بأخطار الإهمال البيئي وما ينتج عنه من انتشار للأمراض المعدية وبالنسبة لنا فقد نظمنا ووفرنا أدوات النظافة للطلاب وأعطيناهم جرعة تثقيفية عن أهمية دورهم وإسهامهم في حملة النظافة التي سيتبعها حملة نظافة شاملة في منطقة حمراء علب الخفجي تبدأ من شارع دار الحيد إلى جولة الخفجي, كما قمنا بتوزيعهم إلى 11 فريقا ينتشرون داخل الحارات, وشكدأأشأشكر هنا منظمة التنمية المستدامة على دعمها لنا بالكمامات الوقائية والمكانس والقفازات.
المدرسة والمستنقع
المخرج التلفزيوني/ سامي اليتيم- مدير شركة سيميديا- وأحد أعضاء هذه المبادرة قال: قبل أسابيع كنت في هذه المنطقة في مهمة توعوية تهدف إلى تعريف الناس بضرورة قطع شهادات الميلاد وأثناء تنقلي لفت نظري أكوام المخلفات والمستنقع المائي الذي بجوار المدرسة, حينها التقيت بأحد وجهاء الحي وسألته عن ما شاهدت ولماذا ترك الوضع إلى أن وصل إلى هذه الحال؟.. فقال ان ليس بإمكانهم عمل شيء حيال ذلك, فنقلت الصورة التي رأيتها إلى مديرة منظمة التنمية المستدامة آسيا المشرقي وإلى ورئيس مبادرة “روينا لتقنية المياه” هاني المهدي وشرحت لهم المعاناة فأبدوا استعدادهم للمساعدة.
ويضيف اليتيم: بعد مناقشتنا للوضع وما قد يلزمنا لتنفيذ الحملة والجهات التي يمكن أن تساهم فيها وقمنا بالتواصل مع مدير مطابع اليمن الحديث خليل الشميري- طلبنا منه طباعة 1000 بروشور توعية بالأمراض الناتجة عن (القمامة) فكان رده ايجابياً وتفاعل معنا وقام بطباعتها مجاناً وبدأنا بتوفير وتجهيز مواد النظافة (الصابون) والمعقمات الكفوف والكمامات وأكياس القمامة”.
وبحثنا عن متخصصين في التوعية الصحية المدرسة لنستضيفهم فوجدنا الدكتور/ جميل الاكحلي الذي لم يقصر وقدم محاضرة توعوية للطلاب والأهالي فكانت النتيجة التي ترونها جميع الطلاب ومعلميهم مشاركين في هذه الحملة التي ستمتد إلى الأحياء المجاورة.
وسائل التواصل
ويلفت اليتيم إلى أن الاستعداد يتضمن ايضا عمل فلاشات توعوية وريبورتاج ينزل على (السوشال ميديا) بشكل عام سيعمم وينشر على قنوات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية كنموذج تستدل به بقية الأحياء بهذا العمل نوصل رسالة مفادها أننا جميعاً نستطيع أن نقدم شيئاً لأنفسنا ولغيرنا ولوطننا.
تغيير لافت
لم نفوت الفرصة رغم اكتمال المهمة بالنتيجة التي أبهجت الجميع، فبعد خمس ساعات من العمل كان المكان يضج بالحياة والأطفال يركضون في كل الاتجاهات والفرحة تعلو وجوههم, الشباب أيضا وبعد أن حصلوا على ملعب نظيف وكرة قدم اندفعوا إلى الساحة التي كانوا يتجنبون المرور فيها نتيجة المخلفات والمستنقع الآسن تتقاذف أقدامهم الكرة في مشهد يبعث على السعادة والأمل وقبل أن نغادر المكان كان لنا لقاء مع عاقل حي حمراء علب محمد ناصر محمد العزي، عبر عن سعادته الغامرة بهذه الحملة وبالنتيجة التي يراها قائلا: نشكر مبادرة تمكين شباب وروينا لتقنية المياه التي بادرت بالنزول إلى حي حمراء علب وقامت بتوعية الناس في ما يخص الأمراض المعدية, ونشكرهم من أعماق قلوبنا على تحويل مكب النفايات إلى ملعب, لقد حققوا ما كنا نحلم به وأتمنى لبقية الإحياء أن تنظم مثل هكذا حملات ومبادرات.
بلاغ للمعنيين
قبل مغادرتنا المكان وصل رجل اسمه/ علي محمد قدم نفسه لفريق المبادرة على أنه عاقل حي البطاح المجاور لحي حمراء علب وطلب منهم أن يلقوا نظرة على حيه، دفعني إلحاحه إلى مرافقة الفريق من أجل إلقاء نظرة على واقع هذا الحي وما يعانيه سكانه فوجدنا أن الحي بأكمله غارق بين النفايات المتكدسة تملأ المكان والمجاري الطافحة تسيل في كل أرجائه, قام الشباب بالتوثيق للحالة بالصور والفيديو بهدف الرفع للجهات المختصة, وقبل مغادرتنا قال عاقل الحي أن “صندوق النظافة التابع للأمانة لم يزر هذا الحي أبداً” وبدوري ومن خلال هذه التغطية انقل الصورة كما شاهدتها للجهات المختصة وآملين من أمانة العاصمة وصندوق النظافة بزيارة الحي المذكور والاطلاع على معاناة قاطنيه.
قد يعجبك ايضا