الشيخ هشام ردمان عضو مجلس التلاحم القبلي لـ “ٹ” :
القبيلة اليمنية قامت بواجبها
وسطرت اروع المواقف
تشكيل حكومة الإنقاذ خطوة موفقة ولابد من تظافر الجهود لانجاح برنامجها
مجلس التلاحم القبلي هدفه استيعاب قبائل اليمن وحل مشاكلهم وقضاياهم
لقاء/ عبد اللطيف مقحط
في ظل الصمود التاريخي ليمن الحضارة والبسالة أمام العدوان السعو أمريكي ،يسطر التاريخ أنصع المواقف والبطولات اليمانية الفذة التي يخطها رجال الرجال في التصدي والدفاع عن الوطن الغالي ، في وقت يحتفي فيه الشعب اليمني الأبي بأعياده الوطنية الخالدة رغم ما يشهده من عدوان بربري وقصف وحصار إلا أن ذلك القصف لا يفقده فرحته بابتهاجه بأعياده المجيدة كعيد الاستقلال “عيد الجلاء” وخروج آخر جندي بريطاني من عدن ،وكذا الاحتفال بمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي رحاب هذه المناسبات وكذا المواقف البطولية والتضحيات التي تقدمها وتسطرها القبائل اليمنية والدور الذي تقوم به، قمنا بزيارة أحد الشخصيات الاجتماعية الشابة وأحد أبرز مشائخ قبيلة أرحب،الشيخ عضو مجلس التلاحم القبلي /هشام منصور ردمان .. وناقشنا معه جملة من القضايا الهامة …وإليكم نص اللقاء:
* واليمن يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذا عيد الاستقلال في ظل الظروف الراهنة والتي يسعى دعاة التفرقة والانفصال إلى تشطير اليمن … ما تعليقك على ذلك ؟
– إحياء مولد الرسول الأعظم يجسد لنا عظمة سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وبذلك يكون إحياء الجهاد والصبر والمثابرة والصمود في نفوسنا التي قد خلطتها الثقافات المغلوطة والأفكار الوهابية المسمومة واليوم ها نحن نجتمع على قلب رجل واحد من جميع محافظات الجمهورية على إحياء هذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوبنا ولن نسمح أن تفرقنا الحزبية والمناطقية والطائفية بعد أن جمعنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في مدرسته الجهادية والميدانية ، ومن هذا المنطلق وفي هذه المناسبة العظيمة أدعو جميع الشعوب العربية والإسلامية أن يوحدوا صفهم وكلمتهم وموقفهم وأن يكونوا على قلب رجل واحد وعلى خطى وسيرة ومنهجية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
– وأما ما يخص عيد الاستقلال فنحن في الأمس القريب احتفلنا بعيد خروج آخر جندي بريطاني من الجنوب اليمني في ظل هذه الأوضاع الراهنة وفي ظل الاحتلال الجديد للجنوب والذي قلبه عبد ربه منصور هادي ومرتزقته الذين باعوا البلاد بأرخص الأثمان ، ونحتفل بعيد الجلاء في ظل الصراع الدائر والحالة الأمنية المتردية في الجنوب والأزمة الاقتصادية ، فما يحدث في الجنوب اليوم يمثل تلك التي يطلقوا عليها الشرعية القذرة التي البسوها هادي والشماعة التي علقوه عليها ومن خلالها حصل العدوان على اليمن ،فلم يجد المواطن الجنوبي أمان في سكنه وعمله فقد تعرض الكثير من أبناء الجنوب للاغتيالات من قبل الدواعش أمام مرأى ومسمع ،فما يحصل في الجنوب هو يمثل خساسة وقذارة التآمر والعدوان على اليمن بشكل عام وليس الجنوب إلا نموذج تطبيقي ميداني لأفعال وجرائم العدوان وما يعلموه في الجنوب يريدون أن يعملوه في الشمال ، ولكن هيهات لهم ذلك ، بالنسبة للعملاء والمرتزقة فهم دخلوا أسوء صفحات التاريخ الأسود وورثوا لأجيالهم عار أسود على مدى الأجيال القادمة ..
ولم يعد يعول تحالف العدوان على هؤلاء المرتزقة في تقديم أي دور في تنفيذ مخططه فقد أصبحوا كروت حارقة وهزيلة وهو الآن يبحث عن مخرج .
* حدثنا عن الوضع السياسي الحالي خاصة بعد تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني؟
– في ظل هذا الظرف الاقتصادي الصعب والأزمة المالية كنا نعول على حكومة من قبل هذه الفترة ولكن هناك سياسات ونحن واثقين بالقيادة المتمثلة في المجلس السياسي الأعلى برئاسة الأستاذ صالح الصماد،وتشكيل الحكومة خطوة موفقة وصحيحة والشعب اليمني معول على هذه الحكومة… ولكن لا نكتفي أن نحمل الحكومة المسؤولية التي وصل إليها وضع البلاد فلابد من الوقوف بجانب الحكومة الحالية برئاسة الدكتور عبد العزيز بن حبتور، قبليا وسياسيا وثقافيا بكل الجوانب حتى تستطيع أن تؤدي مهامها وواجباتها بالشكل المطلوب والمؤمل ، وأدعو جميع أبناء الوطن إلى دعم الحكومة .
* ما هو المطلوب من الحكومة ؟
– المطلوب من الحكومة تقييم الوضع الحالي والعمل على ما فيه خدمة للمواطن اليمني الذي تجرع ويلات الحروب والحصار الظالم المفروض فلابد للحكومة أن تطرح الحلول المناسبة لإخراج اليمن من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلد ، ونسأل الله أن يكون عونها ويوفقها لما فيه مصلحة الوطن وأبنائه.
* ماذا عن التوقيت لتشكيل الحكومة ؟
– التوقيت كان مناسبا جدا ولأننا معولين على الاتفاقات وخاصة ما حصل مؤخرا في الجارة الشقيقة عمان ،ولكن تحالف العدوان ومرتزقته خرجوا عن إطارها ولم يتم تنفيذها فجاء تشكيل الحكومة كخيار نهائي أمامنا ، واليوم يوجد حكومة يمنية يمنية وأول مرة في تاريخ اليمن أنه يتم تشكيل حكومة يمنية دون وصاية خارجية أو أيادي خارجية ، وقد تم اختيار الحكومة من قبل المجلس السياسي الأعلى ومن بجانبه من الشرفاء بقناعة وكفاءات متميزة ونحن بجانبهم وعونهم ،ويعتبر هذا صفعة ورسالة قوية جدا للخارج .
* كونك أحد أعضاء هيئة مجلس التلاحم القبلي ..نود أن تعطينا نبذة عن المجلس ومهامه ؟
– مجلس التلاحم القبلي هو مجلس قبلي منظم برعاية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه فهو يستحق من القبيلة اليمنية كل الشكر والتقدير لأنه أولى القبيلة اليمنية جل اهتمامه من زمان ،وعمل على إنشاء مجلس التلاحم القبلي لاستيعاب قبائل اليمن وحل مشاكلهم وقضاياهم ففي تلك المرحلة وفي ظل الأنظمة السابقة زادت الصراعات والثارات والقطاعات في القبائل ، فتم إنشاء هذا المجلس برئاسة الشيخ ضيف الله رسام بتوجيهات وإشراف السيد عبد الملك لحل قضايا ومشاكل القبائل ، وله الدور الكبير في ذلك.
* هل هناك خطة عمل مستقبلية للمجلس ؟
– المجلس مستمر في تجديد طاقاته والنظر إلى ما يلزم في الوقوف ضد العدوان وصده وجمع القبائل اليمنية في صف وخندق واحد لمواجهة قوى العدوان المتغطرسة ،ولدى المجلس خطط كثيرة إعلاميا وميدانيا من خلال الاجتماعات المستمرة في جميع المديريات كما للمجلس مندوبين في جميع المديريات ينفذوا توجيهات رئاسة المجلس بحسب الظرف القائم اليوم .
* هل هناك تنسيق بين مجلس التلاحم الشعبي القبلي وبين المجلس السياسي الأعلى في حل القضايا العالقة ؟
– أكيد هناك تنسيق وكما ذكرت سابقا أن المجلس تحت إشراف السيد عبد الملك والتنسيق قائم حسب ما تمر به المرحلة بشكل يومي .
* هل هناك صعوبات وعوائق تواجهكم في أداء عمل المجلس ؟
– توجد عوائق ممثلة بتكاليف التنقل والإنفاق ولا يوجد لدى المجلس اعتماد مالي ، فالعاملين فيه يتحركون بجهود وإنفاق شخصية ،والعمل توسع في جميع المديريات والمحافظات ،وعدم وجود الجانب الانفاقي في المجلس يشكل عائق وصعوبة في التحرك والتنقل، ولا يوجد أي صعوبات أخرى .
* ما تعليقك على الجرائم التي يرتكبها عدوان التحالف الغاشم على المدنيين من أطفال ونساء ؟
– العدوان الهمجي قد تجاوز الحد المعقول في بشاعته وفظاعته وجرائمه من استهداف الصالة الكبرى وقاعات الأعراس والمنازل وآخرها ما حدث في منطقة القطيع بمحافظة الحديدة باستهداف أسرة كاملة من نساء وأطفال ثلاثة عشر شهيداً، ولكن كلما زادت غطرسة العدوان كلما زاد وحدة الشعب اليمني وقوة صموده في وجه العدوان .
أما بالنسبة لاستهداف الصالة الكبرى فقد أستهدف جميع قبائل اليمن وهذا أحدث فزعة قبلية كبرى وأثارت الجميع.. فكلما زاد صلف العدوان كلما زاد تلاحم وتوحيد النسيج اليمني ..ولا يوجد قضية أو هدف إلا المواجهة والوقوف ضد العدوان الهمجي.
* ما دور القبيلة اليمنية في الدفاع عن الوطن ضد العدوان الهمجي؟
– القبيلة اليمنية صدرت أروع المواقف وأشرفها فالقبيلة اليمنية متواجدة في الميدان وقامت بواجبها على أكمل وجه ،وفي هذه الفترة تم معالجة جميع جراح النسيج الاجتماعي ، وتم حلول القضايا مما جعل القبائل تقوم بدورها برفد الجبهات بالرجال وبالمال وتقديم التضحيات الجسيمة من أجل تراب هذا الوطن الغالي ، ومازالت القبائل اليمنية مستمرة في العطاء حتى تحقيق النصر بإذن الله.
فقد كان هناك تأمر على القبيلة اليمنية سابقا وحاضرا من قبل نظام آل سعود وأياديهم محاولة منهم لإذلالها ،ولكن الحمد لله الآن القبيلة اليمنية عادت إلى أوج تاريخها وقوتها في نصرة المظلوم والوقوف مع الوطن ،فكلما زادت غطرسة العدوان من قصف وتخريب واستهداف الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء كلما توافدت القبائل إلى الجبهات لحماية الوطن والذود عنه .
ومهمة القبيلة اليمنية أن تستمر في عطائها في رفد الجبهات بالرجال والمال والتواجد في الساحات ،ولابد لتجديد الطاقات وتجديد عهدنا لله وللوطن ولقياداتنا ومن بجانبهم ،فعلينا الجهوزية الكاملة ومواكبة العصر في تطوير وتجديد القدرات العسكرية والسياسية وغيرها لمواجهة العدوان ،،،وقد بذلت وقدمت القبائل اليمنية الكثير من التضحيات ولازالت حتى يتحقق النصر..فالدماء اليمنية امتزجت في جميع الجبهات للدفاع عن الوطن ،ونحن واثقون بالنصر بإذن الله .
* حدثنا عن دور قبيلة أرحب في الدفاع عن الوطن ؟ وما مدى جاهزيتها ؟
– قبيلة أرحب قدمت الكثير من التضحيات في الذود عن الوطن ومازالت في تقديم المزيد والمزيد ، فكما هي الآن على خط المواجهة ،فأرحب عصية على كل من تسول له نفسه بدخولها ، فقبيلة أرحب على جهوزية كاملة وفي أتم الاستعداد.
* أنتم كمشائخ ما دوركم في توعية المجتمع ؟
– للمشائخ والشخصيات الاجتماعية دور كبير ، وأتمنى يكون على أكمل وجه خاصة في توعية المجتمع بالوقوف ضد العدوان ورفد الجبهات بالرجال وبالمال ، والكل مسؤول أمام الله في أن يكون له موقف مشرف ضد العدوان … ولابد من توعية للمجتمع بشكل يومي وأسبوعي في جميع مناطق اليمن .
* ما رسالتك لأبناء اليمن ؟ وكذا رسالتك لرجال الرجال في ميادين القتال ؟
– رسالتي لأبناء اليمن أن لا ييأسوا من رحمة الله فالنصر قادم قادم ونحن واثقون ومعولون على الله ، ولسنا معولون على أي طرف خارجي سواء مجلس الأمن أو غيره ،فنحن معولين على الله تعالى وعلى الرجال المتواجدين في الميدان .فالنصر قادم والنهضة الاقتصادية ستأتي وبشكل غير مسبوق .
فالمواطن اليمني أثبت للعالم كله أنه الجندي المدافع عن وطنه والذي لا يسهل على أحد كسر إرادته وشموخه .
رسالتي لرجال الرجال بأننا نقبل أقدامهم ونسأل الله أن يكتب أجرهم ،لأنهم من يصنعون لليمن أنصع وأشرف البطولات ،ولا يسعنا مدحهم في الكلام ولا نستطيع أن نوفيهم حقهم فجزاءهم عند الله .
* هل هناك دعوة منكم للمغرر بهم خاصة بعد قرار العفو الصادر من المجلس السياسي الأعلى ؟
– نطلب من المغرر بهم البسطاء في جميع المناطق بأن يرجعوا إلى جادة الصواب وان يعودوا إلى حضن الوطن فهم مساكين ومغرر بهم .فالوطن مفتوح ويتسع للجميع .
* ما رسالتك لتحالف العدوان ومرتزقته ؟
– كنا نتمنى من المرتزقة أن يعودوا إلى جادة الصواب وأن يعودوا إلى يمانيتهم ويعترفوا بخطئهم ويستغلوا قرار العفو العام ولكنهم أبوا ذلك ، وسوف يبقون مقبوحين في المجتمع وسوف يشار لهم بالبنان بتاريخهم الأسود وما ورثوه لأولادهم من تاريخ سيئ .
* ما تعليقك على القرار الصادر من هادي بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن ؟
– أعتبر أن عبد ربه منصور في غيبوبة منذ سنين،وليس له قرار ، والشعب اليمني قد أثبت وطنيته ومصداقيته أمام وطنه وأنفق وقدم التضحيات فإذا الدنبوع يستطيع نقل الشعب اليمني إلى أي منطقة فهو يستطيع نقل البنك ، فالبنك هو الشعب اليمني ، والشعب اليمني هو البنك ،والذي أثبت للعالم كله بمواقفه المشرفة وتبرعاته السخية دعما للبنك ، وأثبت للعالم بأنه لا يستطيع أحد أن يركع أو يذل الشعب اليمني سواء بنقل البنك أو بالعدوان ،فاليمن عصية وأبنائه صامدون صامدون حتى لمائة عام .
* رسالة أخيرة يود الشيخ هشام أن يوجهها؟
– رسالتي أولا إلى الحكومة أن لا تظن أنها لوحدها فالشعب اليمني بجانبها وداعما لها في شتى الجوانب من جميع شرائح المجتمع ،وكذلك رسالتي إلى أبناء القبائل بأن يجددوا من طاقاتهم وجهودهم وسيكتب التاريخ مواقفهم وتضحياتهم في سبيل الوطن ويكون هذا إرثا ناصع البياض تفتخر به أجيالهم عبر السنين .