ضرورة دعم الصحافة المستقلة

محاسن الحواتي –
نتباهى أمام العالم بحرية الصحافة وبكم الصحف والقنوات ولا ندري إن كان ذلك دليل صحة وعافية أم أنه مجرد إعداد ومسميات لا تعني الكثير¿ إن الصحافة -وأعني الصحافة المكتوبة والمستقلة منها-تواجه إشكالية حقيقية منذ عقود فهي صحافة حرة ولا تتحيز كثيرا◌ٍ لحزب أو لشخص أو لمنطقة أو مذهب¡ أي تعمل بموضوعية إلى حد كبير والشيء الآخر أنها صحافة بلا سند: بلا دعم¡ وقد حاولت الحكومة قبل السابقة وأد الصحافة المستقلة بحرمانها من تهاني الحكومة وأموالها لكنها صمدت وجاهدت حتى اليوم..
* وزارة الإعلام تقدم دعما متواضعا للصحافة بمختلف مشاربها والأجدى هو تخصيص الدعم للصحافة المستقلة فقط لأن الصحافة الحزبية وراءها وعاء سياسي يمولها¡ والصحافة الحكومية ليست بحاجة إلى دعم¡ فقط هي الصحافة المستقلة التي تحتاج إلى دعم مادي وفني وبناء قدرات أيضا ففي تونس هناك صناديق لدعم الصحافة خاصة المستقلة وفي مصر خصص 7 ملايين جنيه لدعم الصحافة المصرية والعديد من الدول العربية لديها مخصصات للصحافة المستقلة لأنها تغير كفة الميزان التي توازن ما بين الصحافة الرسمية والصحافة المعارضة وهي التي تقدم الحقيقة المجردة إلى حد كبير.
* إن بناء قدرات المؤسسات الصحفية المستقلة من واجبات الحكومة لأن الصحافة الهزيلة تعكس بالطبع وجها هزيلا للبلد والصحافة المستقلة القوية تحفز الصحافة الرسمية إلى الاحتراف والمهنية والمصداقية وترتقي عموما إلى صحافة يمنية جيدة تتحرى الجودة والموضوعية.
* أقترح على وزارة الإعلام والمؤسسات المحلية والعالمية التي تهتم بوضع الإعلام في بلادنا أن تبدأ في تطبيق قطاعات الإعلام المختلفة كل قطاع على حدة¡ لتشخيص مشكلاته ومن ثم وضع المعالجات القابلة للتنفيذ وتحديد الجهة المنفذة وأخص هنا قطاع الصحافة المستقلة التي يقع عليها عبء الرسالة الإعلامية الأكثر توازنا وتدريب الصحفيين الأكثر مهنية ودفاعا عن القضايا¡ كما نتمنى على وزارة الإعلام أن تشجع الصحافة المتخصصة من مختلف المجالات.
* أخيرا¡ المتسللون إلى مهنة الصحافة لا بد من تحديد علاقتهم بهذه المهنة وليس كل من كتب أو أعد مادة صحفية صحفي أو من كان صديقه صحفي فهو صحفي!! هؤلاء الطارئون على الصحافة يسطحون معنى أن يكون المرء أو قريبه صحفيا ويسفهون هيبة المهنة من خلال سلوكياتهم التي لا ترضي أهل المهنة ونجدها فرصة المؤتمر القادم للصحفيين أولا التحري في صرف بطاقات العضوية لمن تنطبق عليه الشروط والحد من حالة الفوضى التي يحدثها الطارئون والمتسللون لإعلاء أصواتهم على أهل المهنة.. وليكن المؤتمر فرصة للارتقاء بهذه المهنة.