تقرير/زهور السعيدي
الأطفال على وجه التحديد حصلوا على النصيب الأكبر من الأدوات القاتلة بسبب الحرب والعدوان إضافة إلى تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة كوباء الكوليرا الناتج عن تلوث الماء والغذاء وسوء التغذية … هذه المعضلة باتت تشكل تهديدا حقيقيا للأطفال في اليمن تضاف إلى قائمة طويلة من الأخطار التي تحدق بالطفولة جراء العدوان المستمر على البلاد وتداعياته الكارثية على مجالات الحياة.
حذّرت منظّمة الصحّة العالمية من انتشار الكوليرا في اليمن في ظلّ انهيار النظام الصحي نتيجة الحرب العدوانية وانعدام الخدمات في معظم المحافظات وأوضحت أن الوضع الوبائي في اليمن حرج للغاية.
وأشارت منظّمة الصحّة العالميّة إلى تدهور الوضع الصحي في البلاد، بعد تسجيل وزراة الصحة العامة والسكان عشرات الإصابات بالكوليرا في العاصمة صنعاء ، الأمر الذي أثار قلق الوزارة والمنظّمات الإنسانية، في ظل احتمال عدم القدرة على السيطرة عليه.
تفاقم الوضع
وتقول وزارة الصحة أن ثماني حالات كوليرا معظمها لأطفال سُجلت في حي واحد في العاصمة صنعاء.
وأضافت أن هذه الحالات عولجت من جفاف شديد للغاية في قسم خاص معزول عن باقي أقسام مستشفى السبعين بالعاصمة صنعاء.
وتشير إلى أن ندرة المياه الصالحة للشرب تؤدي إلى تفاقم الوضع.
وقال جولين هارنيس ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في اليمن “تفشي هذا الوباء يضاف إلى بؤس ملايين الأطفال في اليمن”.
وأضاف في بيان رسمي “يواجه الأطفال، بشكل خاص، خطرا كبيرا ما لم يتم بشكل عاجل احتواء الوباء الحالي.”
ونبه إلى أن النظام الصحي في البلاد ينهار مع استمرار الصراع.
وتقول اليونيسيف إن الأطفال أكثر تأثراً بسوء التغذية إضافة إلى تفشي الأمراض والأوبئة.
بحاجة للمساعدات
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف أن العدوان والحرب في اليمن تسببت بمقتل ألف و163 طفلا وجرح ألف و730 طفلا منذ بداية العدوان في شهر مارس 2015.
وقال محمد الاسعدي المتحدث باسم منظمة اليونسيف أن مليون و300 ألف طفل معرضون لخطر التهابات الجهاز التنفسي الحاد ومليونين و600 ألف طفل تحت سن الخامسة معرضون لخطر الحصبة وان 350 ألف طالب وطالبة حرموا من التعليم الدراسي العام الماضي جراء إغلاق 780 مدرسة فيما مليون و500 ألف طفل في سن التعليم خارج المدارس .
وأشار الاسعدي إلى أن ما يقارب 10 ملايين طفل في أرجاء اليمن بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية وان 14,1مليون من سكان اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي بسبب استمرار العدوان ومحدودية الإمدادات الغذائية المستوردة ونزوح ملايين السكان من مناطق الصراع وفقدان سبل العيش والدخل وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية والتدهور الاقتصادي.
وان 21 مليون مواطن يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية منهم قرابة 10 ملايين طفل وان 19 مليون مواطن على الأقل بحاجة إلى خدمات البيئة والنظافة العامة نصفهم من الأطفال ومليون و500 ألف طفل تحت سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد .
دعوة دولية للتصدي وتوفير 22 مليون دولار
ناشدت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها المجتمع الدولي توفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا/الإسهال المائي الحاد في اليمن.
وقالت المنظمة، في بيان صحفي، إن خطة مكافحة الكوليرا في اليمن تتطلب توفير أكثر من اثنين وعشرين مليون دولار.
وبحسب المنظمة، فقد تم تسجيل 340 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن، منها 18 حالة مؤكدة في محافظات تعز والحديدة وصنعاء والبيضاء وعدن ولحج، ولم يتم تسجيل أية حالة وفاة حتى الآن بسبب الكوليرا.
وقالت إن أكثر من 7 ملايين 600 ألف شخص يعيشون في مناطق متأثرة بالكوليرا، فيما يتعرض حوالي 3 ملايين نازح لخطر الإصابة بالمرض.
وقد تفاقمت الظروف الصحية لهؤلاء السكان بسبب نقص الغذاء وارتفاع معدلات سوء التغذية وانعدام فرص الحصول على خدمات صحية ملائمة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن استمرار الصراع أدى إلى عدم تمكن حوالي ثلثي السكان من الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، خاصة في المدن مما أدى إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الكوليرا.
وأضافت: “من أجل الحد من معدل الإصابة بالكوليرا وأمراض الإسهال المائي الحاد، تسعى الوكالات المعنية بالصحة إلى الوصول إلى نحو أربعة ملايين شخص معرض للخطر من خلال تعزيز نظام الرصد الوبائي، وتوفير خدمات الرعاية الصحية، ودعم مختبرات الصحة العامة المركزية، ونشر الوعي”.
ويتعرض القطاع الصحّي في اليمن لتحديات غير مسبوقة جراء استمرار العدوان السعودي في استهداف المرافق الصحية والحصار الخانق وغير المبرر على الشعب اليمني، ما ادى الى النقص الحادّ في الأدوية والمستلزمات الطبّية، والحد من قدرة القطاع على التعامل مع الامراض والاوبئة ومنها الكوليرا التي اعلنت اليمن خلوها منها في عام 1999م.