الأسطورة..

د. أسماء الشهاري

كلما ازداد التآمر والتكالب عليه ازداد قوة.. أي بلد هذا؟ وأي شعب هو شعبه!!
تكالب عليه العالم بأسره بين معتدٍ ومؤيد للعدوان.. أجمع الكون عليه عدته وعتاده، وجاءه بغطرسته وتكبره ليراه راكعاً ذليلاً، فما كان منه إلا نفض غبار العدوان عن نفسه ليقف بكل شموخ وتحدٍ قوياً عزيزاً.
دمروه.. حاصروه.. قتلوا أبناءه.. وأعطوا الضوء الأخضر للمعتدين المجرمين أن يعملوا فيه كل ما أمكنهم وكل ما بدا لهم … ولا زالوا ينتظرون انكساره… ولا يزال هو يزداد قوةً وفخّارا.
أيُّ عصيٍ أنت يا يمن العزة وأيُّ أبيّ هو شعبك؟.
مهما كتبت الأقلام وتكتب قد يجِف حبرها يوماً.. قد تعجز الكلمات وتحتار الأفكار وهي لا تزال تتحدث عن “الأسطورة” التي أذهلت العالم وجعلته ينحني لها راغماً.. وهو الذي قد جاء بجحافله وأوهامه ليراها ذليلةً مهزومة.. فرجع يجر أذيال الخيبة والعار.. مدحوراً صاغراً .
هل يا ترى زار ذلك العالم تلك الأسطورة في عيدها ليرى ويعرف أنها تختلف عن كل الأماكن في العالم بل وأنها خارقة حتى للعادة والزمن؟!.
وإن كان زارها.. فمن أين كان عليه أن يبدأ.. من الطفل الذي لم يكن يبكي على غياب والده في العيد، بل كان يفاخر بين أقرانه بأن والده مجاهدٌ عزيز؟!.
عليه ألّا ينسى أن يزور تلك الثكالى التي تقبل صورة ابنها الشهيد، وتقول له :عيدك في الجنة أحلى أيُّها البطلُ السعيد.
كما عليه أن يمُر على تلك المرأة التي لن يشاركها زوجها هي وأبناؤها فرحة العيد. لأنه هناك يصنع لهم مجداً تليداً.. لكنه لن يراها تمسح دموعها ألماً.. بل بكل حب تُحضِّر هي والأُخريات له وللمجاهدين الأحرار أجمل هدايا العيد.. وتغلفها بعلم النصر وراية الوطن المجيد.
ورغم كل المخاطر ومهما كانت الأحوال.. سينعم الجميع بالعيد بحفظ الله ويقظة رجال الرجال.. فهم الحارس والراعي وبهم تُبنى الآمال.
وهنا.. هنا فقط حقَّ له أن يقف ويقف معه الكون والزمن وقفة عزٍّ وإكبار وبهاءٍ وإجلال وأن ينحني خاشعاً لأصوات الأسود في عرينهم والأبطال البواسل الشامخين في محرابهم المقدس وهم يعلمون العالم كيف تُخاض حروب العزة.. وكيف تُصاغ المعجزات لأجل الحرية ..وكيف أنه لا يعطي لأعتى الأسلحة قيمة عندما تواجه جبلاً وإعصارا.. وليرى أغلى الدماء تسكب وأعظم التضحيات تبذل في سبيل الله ودينه والوطن وشعبه.
نعم.. هنا..وهل غير هنا؟ الكرامة تُدرَس.. والمجد يُصنع.. والنصر يُسطَر.

قد يعجبك ايضا