يصل عددها إلى 1.3 مليون الأطفال.. عمالة شاقة


كتب/ حسن شرف الدين –
كشف المسح الميداني عن عمالة الأطفال في اليمن الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما◌ٍ يشكلون 34.3% من السكان اليمنيين بعدد 7.7 مليون طفل¡ من بين هؤلاء الأطفال 21% عاملين.. ويرتفع معدل العمالة عند الأطفال الأكبر سنا مقارنة مع الأصغر سنا¡ فيما 11% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما◌ٍ عاملين.. أما نسبة العمالة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاما◌ٍ فتبلغ 28.5%.. وترتفع هذه النسبة إلى 39.1% عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما◌ٍ.
وأظهرت نتائج المسح الوطني لسنة 2010م أن معدل عمالة الأطفال الذكور بلغ نسبة 21.7% فيما بلغ معدل عمالة الأطفال الإناث 20.1% بفارق طفيف عن معدل الأطفال الذكور.. ويتخطى معدل عمل الفتيات بين الأطفال الأصغر سنا◌ٍ 5-11 سنة ليصل إلى 12.3% معدل عمالة الأولاد لنفس الفئة الذين نسبتهم 9.8%.. وبالعكس فإن معدل عمالة الأولاد أكثر ارتفاعا◌ٍ بين فئات الأطفال الأكبر سنا◌ٍ 15-17 عاما◌ٍ حيث بلغت نسبتهم 44.4% مقابل 32.3% بالنسبة للإناث.. كما ارتفع معدل النشاط الاقتصادي بين فئات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما◌ٍ بشكل طفيف من 21% إلى 21.2% إلا أن هذا النشاط لدى الأطفال الذكور الأكبر سنا◌ٍ يسجل ارتفاعا◌ٍ ملحوظا◌ٍ من 44% إلى 47%.
ويشير المسح الذي غطى 9571 أسرة معيشية تتضمن 67617 فردا من بينهم 23535 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 17 سنة¡ إلى أن هناك مليونا◌ٍ و309 آلاف طفل يقومون بأعمال تهدد حياتهم نظرا لسنهم وعدد ساعات العمل وتهددهم بأخطار جسدية واجتماعية ونفسية وتعليمية بسبب أعمالهم..
ويوضح المسح الميداني الذي حدد ثلاثة مؤشرات لقياس عمالة الأطفال هي أساسية “النشاط الاقتصادي والتعليم والخدمات المنزلية غير المدفوعة¡ أن الزراعة تعتبر أحد القطاعات التي تشغل الأطفال وبنسبة 56% يليها أعمال المنازل الخاصة بنسبة 26%¡ ثم قطاع التجارة بالجملة وبالتجزئة وبنسبة 8%.. فيما 2% من الأطفال يعملون في التصنيع.. وبحسب المسح يختلف التوزيع المهني للأطفال العاملين الذكور والإناث في كون نسبة أكبر من الأطفال الذكور يعملون كعمال زراعيين مقارنة مع الأطفال الإناث¡ فيما الفتيات العاملات في مهن أولية منخرطات بشكل أساسي في حمل المياه والحطب.. لافتا◌ٍ إلى أن متوسط ساعات عمل الأطفال الأسبوعية بلغت 23 ساعة¡ حيث يعمل الأولاد لساعات أطول مقارنة مع الإناث¡ وفيما يقدر متوسط الدخل الشهري النقدي للأطفال 45 إلى 58% من دخل البالغين وبمتوسط دخل شهري بـ16945 ريالا◌ٍ يمنيا◌ٍ¡ ومنهم من يحصلون على منافع غير الأجر اليومي بنسبة 42% متضمنة الوجبات والسكن وغيرها.
وبحسب التصنيف التسلسلي للمخاطر الذي حددها التقرير فإن 50% من الأطفال العمøال يؤدون أعمالا خطرة¡ ويشكل الاطفال الذين يعملون لساعات مفرطة بالنسبة لسنهم 12%..
وأضاف أن تحاليل متعددة المتغيرات حول عمل الأطفال وعمالتهم ومتابعة الدراسة تشير إلى أن مجموعة من العوامل تزيد من خطر عمل الأطفال وعمالتهم وتقلص احتمال متابعتهم للدراسة.. وبالنسبة للعوامل على الصعيد الفردي يعد العمر محددا◌ٍ قويا◌ٍ لعمل الأطفال وعمالتهم¡ وكذلك لدراستهم.. فيواجه الأطفال الأكبر سنا◌ٍ خطر عمل وعمالة أكبر واحتمال أدنى بمتابعة الدراسة¡ ومع أن الأطفال الإناث لسن عرضة بشكل خاص لخطر عمل أعلى فاحتمال متابعتهن للدراسة أدنى.. كما أن هناك عوامل مؤثرة على الأسرة هي المعيشة¡ ومع أن حجم الأسرة المعيشية يقلص خطر عمل الأطفال وعمالتهم إلا أن عدد الأطفال من صفر إلى 4 سنوات يمارس أثرا◌ٍ عكسيا◌ٍ¡ حيث يشكل الدخل الأسري المنخفض أيضا◌ٍ عاملا◌ٍ خطرا◌ٍ آخر للأطفال وهو مرتبط باحتمال عمل وعمالة أطفال أكبر ومتابعة أدنى للدراسة.
ويشير التقرير إلى أن المتغيرات على مستوى المجتمع تلعب دورا في تحديد الحالة العملية للأطفال لكن ليس بالضرورة متابعتهم للدراسة¡ ويزيد عدم توفر المياه بالأنابيب واستخدام الحطب والروث وغيرها من مصادر الطاقة بشكل خاص من أخطر مجالات العمل للأطفال .. كما ينطوي السكن الريفي على احتمال عمل وعمالة أطفال أعلى إلا أنه ليس بالضرورة أن المتغيرات على المستوى المجتمعي أو السكن الريفي مرتبطة بالضرورة بشكل سلبي مع احتمال متابعة الأطفال للدراسة.
ويعتبر التقرير غياب والدة الطفل والمستوى التعليمي لرب الأسرة عوامل أقوى لعمل الأولاد وعمل الأطفال¡ كما يعد غياب والد الطفل ووجود أطفال ذكور آخرين في الأسرة والدخل الأسري عوامل قوية لمتابعة الأولاد للدراسة.

قد يعجبك ايضا