وقيدتú ضöد مجهول!!
علي أحمد بارجاء
علي أحمد بارجاء –
< أصعب ما يمكن أن يمر به الإنسان هو قدرته على سلوك مبدأ الصدق في حياته ظاهرا وباطنا وجعل أفعاله موافقة لأقواله كقيمة لا يحيد عنها في حياته الخاصة والعامة وهي منزلة تعز إلا على من رحم ربي ولا يدركها إلا القليل وأستبعد جازما وواثقا أن يكون منهم أهل السياسة. فمنذ ثورتي 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م ونحن نرى بونا شاسعا بين ما رسمه هؤلاء الساسة من أهداف للثورتين وبين تطبيقهم لتلك الأهداف على الواقع مع أنهم يؤدون قبل توليهم المناصب الموكلة إليهم اليمين الدستورية واليمين الدستوري هو في النهاية قسم بالله وصيغته معلومة للجميع حفظوها عن ظهر قلب لكثرة سماعها وقد مضت على تلكما الثورتين خمسون عاما في منتصفها تقريبا تحققت الوحدة اليمنية التي هي الأخرى لها أهدافها بل عهودها ومواثيقها ناهيك عن المؤتمرات التي يهدف من عقدها تصحيح مسار الثورة والنظام أو التوافق لحل المشكلات السياسية والخلافية ابتداء من مؤتمر خمر ومرورا بتوقيع وثيقة العهد والاتفاق في عمان وانتهاء بالمبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل.
عندما قامت الثورة الشبابية فقد قامت لتثور على 33 عاما من الحكم الذي وصف بأنه حكم عائلي دكتاتوري وقد وصفته بأبشع الأوصاف وظل طوال تلك السنوات يستخدم أفضل وأجود الشعارات البراقة عن التنمية والمشروعات والتحديث والتطوير بمباركة وتصفيق من هم اليوم على رأس الدولة من غير أن نسمع نقدا أو اعتراضا ذلك أن الجميع كانوا على دين وديدن واحد أساسه (اسكت علي وسأسكت عليك) و(شيöلني وأشيلك) طالما أن المصالح واحدة والغنيمة مشتركة. فما الذي تغير واستجد بعد ثورة الربيع اليمني¿ إلا إذا كان ذلك الربيع قد جاء إلينا ناقصا مبتورا منه حرف (الراء). وبقيت الـ (17) عاما من الخمسين من عمر الثورة التي كانت هي الأخرى سنوات صراع وحروب ودورات دموية وتصفيات واغتيالات وشعارات فارغة من محتواها في الشمال والجنوب على السواء فلم تكن اليمن مستقرة سياسيا على الإطلاق ومؤهلة لتكون دولة قوية في ظلö قوة وسيطرة القبيلة أو عنت الرöفاق الحالمين بإقامة دولة تتفوق على روسيا والصين وغيرهما من الدول الاشتراكية نفسها وظل الشعب الطامح الحالم بالحياة يعاني ولا يدري إلى متى سيظل يعاني¿ ويتمنى أن يعرف من هو المسؤول عن هذه المعاناة إلى اليوم¿
الأمر الأغرب و الأعجب أن كل من يتحدث في الإعلام الرسمي أو غير الرسمي من قنوات فضائية أو صحافة وإن كان في الواقع من أكبر الفاسدين أو الناهبين أو النافذين من المسؤولين ومن غيرهم نجده يطالب بالدولة المدنية والتنمية والتغيير ويشجب ويستنكر غياب الدولة وضعفها عن ممارسة مهامها ودورها ويدين أعمال النهب والعنف والتخريب والخروج على النظام والقانون ويلقي التهمة على غيره حتى يجعلك تعتقد أنه هو الأفضل والأشرف والأكثر وطنية وخوفا على البلاد والأحرص على أمنها واستقرارها وتطورها.
وتسأل من تتوسم فيه دراية بسراديب السياسة عن أسباب ذلك فيفاجئك بالقول: إنه أمر طبيعي فالمجرم ينكöر أن يكون قد قتل ويدعöي أنه بريء مما نسöب إليه واللöص ينكöر أن يكون قد سرق ويدعöي براءته من أي تهمة توجه إليه وكذلك كل فاسد متورöط ولن تسمع من أحد منهم صدقا مع نفسه أو مع ربöه فيكون شجاعا ليعترف بجريرته وترجع فتقول لنفسك: إنه أمر صحيح وواقعي إذ لم نسمع أن مسؤولا أيا كان موقعه قد أحيل إلى المحاكمة أو استقال من منصبه مع وجود آلاف الأسباب التي تجعل أي مسؤول في دول العالم الديمقراطي المتحضöر أن يفعل ذلك لسبب واحد فقط من تلك الأسباب.
إذن : من هو ذلك المخلوق الخفي الذي يعبث بالبلاد وأمنها وثرواتها ويعيث فيها فسادا ويدúخöلها كل شارقةö شمس إلى نفق أكثر إöظلاما¿ إنه أمر محيöر واللهö أن يقيد كل شيء في اليمن ضد مجهول!!