خطاب عاجل

مطهر تقي

الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى الأستاذ صالح الصماد.
أعانه الله ووفقه إلى ما فيه خير اليمن و صلاحه.
أما بعد.
الموضوع:
ضرورة نقل الأمن القومي من صنعاء القديمة.
باسم أبناء صنعاء القديمة، صنعاء الحضارة والتاريخ، رمز التراث اليمني العظيم وعنوان النسيج الاجتماعي اليمني والصالحين والمحبين لوطنهم وأبناء شعبهم العزيز الكريم بإذن الله تعالى.
نتقدم إليكم وإلى نائبكم و إلى بقية أعضاء المجلس بالتحية والتقدير ونشد على أيديكم وعلى يد كل مواطن يدافع عن كرامة وسيادة وعزة وطنه، ونذكركم بأهمية صنعاء الحضارة والتاريخ التي هي اليوم ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً مدينة تاريخية عالمية سجلتها هيئة الأمم المتحدة من خلال منظمة اليونسكو كمدينة تاريخية إنسانية ورمز للحضارة والتاريخ والتراث اليمني التليد، وأصبحت من تاريخ ذلك الإعلان في حدقات عيون أبناء اليمن ورعاية المقدرين للتراث الإنساني العالمي في أرجاء المعمورة.
إننا على ثقة أنكم وأعضاء المجلس تقدرون صنعاء و أهلها و تضعونها ضمن أولويات اهتماماتكم المتعددة، خصوصاً وبلادنا اليوم تعيش ويل مأساة لم يشهدها تاريخنا القديم والحديث ولن يشهدها مستقبل اليمن بإذن الله تعالى.
تعلمون ما تعرضت له مدينة صنعاء من اعتداءات آثمة على مبانيها ومنشآتها، وكان آخرها الاعتداء الثالث يوم الثلاثاء الموافق 20/9/2016م الذي استهدف الأمن القومي المتربع في أهم حي يضم منازل ومنشآت أثرية هامة أهمها مساجد صلاح الدين والمدرسة والبكيرية التي يزيد عمرها عن ستمائة عام وتعتبر من أهم علامات صنعاء القديمة.
لقد كان اختيار الدولة بعض مباني ذلك الحي مقراً للأمن القومي خطأً فادحاً، اعترض عليه كل أبناء مدينة صنعاء، وكل مثقفي اليمن؛ لأن تلك المباني المتميزة في حي الميدان والتي اتخذها الأمن القومي مقراً له تعتبر بطابعها المعماري المتميز وموقعها من قصر السلاح مركزاً نموذجياً لأي منشأة ثقافية تحتضن تراثنا اليمني المتميز أو مرفقاً خدمياً هو الأمثل والأكثر مناسبة من الأمن القومي، أو أي منشأة عسكرية أو أمنية.
ومن أجل ذلك وباسم علماء ووجهاء وعقال ومشائخ صنعاء وكل منظمات المجتمع المدني في صنعاء و كل اليمن المهتمين بالتراث والثقافة نناشدكم سرعة التوجيه بنقل الأمن القومي من مدينة صنعاء القديمة إلى أي مكان مناسب، خصوصاً والقناعة بضرورة نقل الأمن من مكانه كانت لدى قيادة الدولة منذ نهاية 2010م  لولا حوادث 2011م التي أرجأت تنفيذ القرار، وحصل ما حصل بعد ذلك التاريخ.
وعليه نؤكد مناشدتنا إليكم بالتوجيه إلى الإخوة قيادة الأمن القومي بسرعة نقل وإخلاء المقر، ونحن أبناء المدينة وكل من يقدر تراثها على استعداد أن نقوم بترميم ما تم تدميره إثر العدوان الغاشم نظراً للظروف المالية القاهرة للدولة.
إننا على ثقة أنكم ستقدرون هذا الطلب و تعملون على سرعة تنفيذه وكذلك على ثقة أيضاً أن قيادة الأمن القومي يعون أهمية نقل المقر إلى موقع مناسب يجنب المدينة وسكانها أي استهداف عدواني عسكري أو حتى تخريبي ويعمل الجميع على الحفاظ  والصيانة لمدينة صنعاء العزيزة على كل مواطن يمني، خصوصاً وهي تعيش أسوأ فترة من عمرها نظرا لإهمال وقلة إمكانات الجهات المعنية بالحفاظ عليها، كذلك تعدد المخالفات لمبانيها وانعدام الخدمات لسكانها من قبل المعنيين بتقديم تلك الخدمات.
والله نسأل أن يجلي الغمة عن بلادنا و يلهم القائمين على أمرها الوفاق والاتفاق بما يضمن أمن و سلامة اليمن و أبنائه كافة إنه سميع مجيب.
و الله من وراء القصد..

قد يعجبك ايضا