تقرير / عبدالباسط النوعة
نحتفل وسائر البلدان العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك ونحن في اليمن تمر علينا هذه المناسبة العظيمة وبلادنا تقبع تحت وطأة عدوان بربري غاشم وحصار بري وبحري وجوي ‘وهاهو عيد الأضحى وللعام الثاني يشهد على وطأة هذا العدوان، والحصار الظالم ، ومع هذا الوضع إلا أننا نعيش العيد هذا العام كسابقه بفرح وسعادة وكأن شيئا حولنا لم يحدث، فرحة العيد نعيشها الآن كما كنا نعيشها قبل العدوان لا فرق بنفس الطقوس والزيارات إلا فارق في الوجهات السياحية عند البعض وهذا ما سنعرفه في الأسطر التالية :
لا زالت عدد من مكاتب السياحة في المحافظات التي لم تستطع قوى العدوان ومرتزقتها أن تدنسها بفضل سواعد أبطال الجيش واللجان الشعبية ترصد الإحصائيات وتتابع حركة الزيارات خلال هذا العيد لتصدر بعدها بيانات صحفية عن الحراك السياحي وتتوقع تزايد أعداد الزوار للمناطق والمتنفسات السياحية فيها خلال إجازة عيد الأضحى ومنها الحديدة وأمانة العاصمة وإب فقد أكدت تلك البيانات أن عيد الفطر المبارك الماضي شهد إقبالاً للزوار على المواقع السياحية خلال هذا العام وبشكل أفضل من العام الماضي وهذا يعد مؤشرا ايجابيا لتطور النشاط السياحي وتجاوز أزمته خاصة السياحة الداخلية ، وأورت البيانات مثلا في أمانة العاصمة ازدحمت الحدائق والمتنفسات بزوارها وفي الحديدة توافد الزوار على الشواطئ وبأعداد كبيرة وفي إب شهدت العديد من الأماكن السياحية ومنها مشورة إقبالا كبيرا من سياح العيد المحليين وساهم في كثرت أعداد الزوار تواجد مئات الآلاف من النازحين في هذه المحافظة الجميلة والساحرة والتي تنتظر تنفيذ قرار بتدشينها عاصمة السياحة اليمنية.
زيارات
وكعادتي مع العائلة اقضي إجازة العيد في قرية الصغيرة الرباط في مديرية ذي السفال والتي انطلقت منها في زيارات عيدية لعدد من الأماكن الخلابة على جنبات وادي ضبأ الشهير بينابيعه العذبة وجريان سيولة وصفاء اجوائه وخضرة أرضه وحتى جباله ، وهذا العام وللمرة الأولى قمت بزيارة إلى منطقة مشورة السياحية المطلة على مناظر سياحية غاية في الجمال والسحر تمتد إلى مسافات وفضاءات واسعة جدا لا يدركها النظر.
الأخ علي سفيان والذي كان برفقتي في هذه الزيارة الجميلة انبهر كثيرا بساحرية المكان وجمال المنظر الذي قضينا فيه ساعات قليلة جدا لكن تأثيراتها كانت كبيرة للغاية وعندما وجد تلك الأعداد من الناس مع أسرهم وأطفالهم يستمتعون في هذه المنطقة وقال : شعب عظيم يعيش أفراحه ويستمتع ويحيي أعياده والأطفال يسرحون ويمرحون، ها نحن في ظل عدوان وحصار لا نهتم ولا يؤثر فينا، فهؤلاء الناس حولنا يضربون أروع أمثلة الصمود والتحدي.
سياحة الواجب والوطن
خلال إجازة عيد الأضحى المبارك لهذا العام ازدهر نوع جديد من السياحة وهو زيارة الجبهات ونقاط الجيش واللجان الشعبية في صورة تعبر عن مدى تلاحم أبناء هذا الشعب مع بعضهم ووقوفهم مع أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ومنذ يوم العيد وحتى الآن ووسائل الإعلام تطالعنا يوميا بزيارات ومعايدات للمقاتلين في الجبهات والمرابطين في النقاط وزيارات قبلية يشد فيها الرحال من منطقة إلى أخرى.
فقد قمنا برقفة عدد من الأصدقاء بزيارات عيدية لعدد من النقاط والمواقع في مديريتي ذي السفال والسياني ، وهاهو الأخ يحيى محمد احمد ومعه عدد من اصدقائه يشدوا رحالهم في ثاني أيام العيد إلى مواقع المقاتلين ونقاط التماس مع منافقي العدوان في منطقة الجحملية بتعز وقدموا لهم الهدايا العيدية المعبرة وبصورة تفاعلية كما يقول، حيث أكد أن هذه الزيارة تعد واجباً وطنياً ودينياً تجاه هؤلاء الرجال المدافعين عن كرامة وعزة الأمة. وأوضح الأخ يحيى انه اعتاد في معظم الاعياد أن يقوم بزيارات مع أهله إلى حديقة تعز مع انه من محافظة إب إلا انه حرص هذا العيد على زيارة إحدى الجبهات في تعز للتعبير عن وقوفه وامتنانه لأبطال الجيش واللجان الشعبية.
رحلات
في صنعاء الحضارة والتاريخ كان الأخ عبدالخالق عكارس متعوداً كل عيد أن يزور مدينة تعز كسياحة عيدية بالإضافة إلى الخروج مع أفراد أسرته إلى زيارة مناطق ومواقع سياحية قريبة من العاصمة فضلا عن زيارة الحدائق ولكنه وللعام الثاني على التوالي لم يستطع زيارة تعز لما تعانيه تلك المدينة من أحداث وخراب بفعل تلك العصابات الإجرامية التي تمولها قوى العدوان ، وأشار عكارس إلى أن الخروج في جولات عيديه إلى الحدائق والمتنفسات لاسيما ( وادي ظهر ) أمر لا بد منه فمازالت صنعاء مدينة السلام والمحبة وفيها ينعم الناس بالأمن والاستقرار وكذلك بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة الجيش واللجان الشعبية ولهذا عاش الناس فيها أفراحهم بالعيد بشكل طبيعي ولم يستطع العدوان أن يسلبهم تلك الفرحة.
ومثله الأخ سمير راجح (صاحب محل) كان وما يزال يقضي ايام عيده الأولى في مسقط رأسه بحراز ، وعندما سألناه هل استطاع العدوان ان يؤثر على فرحتك بالعيد نفى وبشكل قطعي وقال : في العيد وحتى في الأيام العادية لم نلق للعدوان بالا ، عشنا أيامنا ونعيش العيد وبشكل طبيعي ننعم بالأمن في صنعاء ومعظم المحافظات بفضل أبطال الجيش واللجان ونتأسى على إخواننا في المحافظات التي سيطر عليها العدوان ومرتزقته والذين يعيشون في معاناة وحرمان ويفتقدون الامن وأصبحت أيامهم كلها سواء لا فرق بين رمضان وغيره أو بين عيد ويوم عادي.
تعذر زيارات بعض المواقع
أناس كثر ممن كانت زيارتهم ورحلاتهم خلال أيام العيد إلى مدينة عدن وجاء العدوان وحرمهم من هذه المدينة الفاتنة بشواطئها الجميلة وحولها لبؤرة من العصبيات والمناطقيات ، يقول محمود علي من سكان صنعاء وأصوله من محافظة اخرى : كانت عدن محطة لمعظم رحلاتي وأفراد أسرتي خلال أيام الأعياد فيها نعيش أجمل الأيام وأفضلها وعادة ما كنا نسافر برفقة الجيران كل عائلة تسافر بسيارتها الخاصة وهناك نرتب برنامجا جماعيا، النساء وحدهن والرجال وحدهم وآخر خاص لكل عائلة إلا اننا ومنذ عامين لم نزر عدن التي تعيش اسوأ أيامها بفعل العدوان وأدواته. مشيرا إلى أن جيرانا له ذهبوا في رحلة الى مدينة الحديدة واستمتعوا ثلاثة أيام بشواطئ هذه المدينة، وبدوره قضى إجازة العيد متنقلا مع أسرته بين حدائق العاصمة ومتنفساتها وزار مدينتي شبام كوكبان وكوكبان وشعر بمرارة كبيرة وحزن عندما وقف متأملا امام المشهد الأليم من الخراب الذي حل بفعل صورايخ الحقد العدوانية التي استهدفت واحدة من الحضارات اليمنية القديمة في مدينة كوكبان التاريخية وغيرها من المواقع التراثية والتاريخية .
طقوس عيدية خاصة
في عيد الأضحى فقط تظهر طقوس مميزة تتعلق بفريضة الحج وهي المدرهة حيث توارثها الناس كابرا عن كابر وكانت تنتشر في عدة مناطق يمنية حيث لازال البعض حريصاً على المداومة عليها وممارستها فقد اعتاد الناس قديما ممارسة هذه العادة عندما يغادر لهم حاج وحتى يعود يتدرهوا مرددين اهازيج وعبارات كلها حنين وشوق وخوف وترقب لعودة الحاج إلى أهله سالما غانما، ولازالت هذه الطقوس متواجدة في أماكن عدة منها في صنعاء وعمران وذمار وحجة وغيرها.
تصوير/ عبدالله حويس
قد يعجبك ايضا