تقرير /أحمد الطيار
على غير المتوقع شهدت محلات التجزئة لبيع اللحوم في أسواق أمانة العاصمة ازدحاما من أرباب الأسر وبدى الجزارون الرابح الأول، إذ قاد الطلب الكثيف خلال الأيام الأولى لعيد الأضحى المبارك لنمو مبيعاتهم بأكثر من 200 % على غير المتوقع وكانت المفاجـأة أن مستوى العرض لديهم بدأ في الانخفاض العكسي مما دفع بالأسعار للارتفاع على مستوى الكيلو جرام فوق 3000 ريال وربما يكون الأعلى خلال العام.
كدليل على نمو الطلب على اللحوم في سوق التجزئة خلال أيام العيد وجدنا محلات الجزارين تكتظ بالمتسوقين الذين يشترون من فئة الكليو والاثنين وحتى الأقل “كنصف الكيلو”،وهؤلاء تدافعوا على الجزارين بقوة، مدعومين بشراهة العيد للحوم ،ومغطين عجزهم عن توفير الأضاحي كاملة بشراء كيلو أو اثنين مما دفع الجزارين لرفع الأسعار لمستوى 3000 ريال من 2500 ريال وهناك من يبيع بـ3500 ريال للكيلو كما في سوق النوم بالجراف الغربي.
يقول خالد علي ناصر، أحد مالكي السوق، الذي سألناه حول مستوى الإقبال على شراء اللحوم في العيد أجاب:إن الإقبال على شراء اللحوم مرتفع جدا نظرا لمناسبة عيد الأضحى ،ويشير إلى أن عجز الأسر عن شراء أضحية كاملة دفعتهم للشراء بالتجزئة كل يوم بيومه عند مستوى كيلو أو اكثر أو حتى اقل لمن هم في مستوى معيشي منخفض.
وحول كمية اللحوم التي يتم عرضها من قبل الجزارين قال إنها متناسبة مع العيد نظرا لمخزون تم توفيره قبل العيد من المواشي الحية ،لكن نظرا لنمو الطلب فيبدو العرض في تناقص يومي الأمر الذي عكس إقبالا كبيرا من الأسر، وهذا يمثل مشكلة حيث لن يتكمن الجزارون من توفير مواشي طالما والأسواق الموردة للعاصمة في تهامة وعمران وذمار في إجازة.
عرض
يؤكد الجزارون أن هناك نقصا كبيرا في العرض الأمر الذي تسبب بارتفاع الأسعار وهذا ناجم عن العدوان والحصار الاقتصادي واستهداف المزارع والسهول والحقول التي تربى فيها المواشي بمحافظات حجة والحديدة وعمران والمناطق الجنوبية، كما أن تراجع كمية المواشي المستوردة من القرن الإفريقي بسبب العدوان والحصار أثر على مستوى العرض بنسبة 40 %.
وأضاف : في المقابل هناك تهريب للمواشي المحلية إلى السعودية، وهناك من يشتريها بأسعار مرتفعة وخيالية داخل الأراضي السعودية.. مايمثل مشكلة أخرى تضاف إلى مشكلة انقطاع الاستيراد.
في سوق الحصبة، التقينا الأخ /زيدان علي، صاحب محل لبيع اللحوم.. الذي أكد تأثر سوق اللحوم بالعدوان والحصار على اليمن، قائلاً : تأثر السوق بشكل كبير جداً، بالنسبة لإقبال الناس على شراء اللحوم، فلم نعد نستقبل سوى مانسبته 25 % فقط من الزبائن، مقارنةً بما كان عليه الإقبال قبل العدوان.. مما أثر على كمية ما نبيعه من اللحوم .. فانقطاع الواردات من المواشي، التي كانت تأتي من القرن الأفريقي، أثرت كثيراً في ذلك، فقد كانت المواشي تصل عبر ميناء المخا، والآن لا تأتي سوى عن طريق ميناء عدن والمكلا، ولا تصل إلينا إلا فيما ندر، وبأسعار مرتفعة.. إضافة إلى ارتفاع سعر الدولار، وكل هذه الأسباب أدت إلى عدم اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين باللحوم.
أرقام
تشير الأرقام الإحصائية إلى أن واردات اليمن من الحيوانات الحية من القرن الأفريقي كانت في 2013م بمبلغ 16 مليار ريال خلال عام أما الآن فلم تشر الأرقام إلى أي واردات من هناك ،ويعتقد الخبراء أن الحصار الاقتصادي أفاد اليمن في هذه النقطة حيث مكنت اليمن من الاعتماد على سوقه المحلي وهذا بحد ذاته انتصار ويرون انه تم توفير ما يعادل 30 مليار ريال على الأقل خلال 2015م.
الأسعار
“هذا العيد دفع الأسعار للارتفاع ليس هذا فحسب بل يلاحظ الغرور والكبر الذي يعتلي الجزارين بشدة ” هكذا يقول المستهلكون لأن الجزارين لايعيرون المستهلكين أي اعتبار ويرفضون تسليم أي قطعة لحم إلا بالحساب مقدما 3500 ريال ،ويعلل حالد النوم هذا التصرف بالقول إن الأسعار تتحرك ليس منهم بل وفقا لعوامل العرض والطلب وارتفاع الدولار والاقتصاد ككل فسعر الكيلو “الرضيع” كما يقول كان عليهم بـ 2200 – 2500 ريال، والآن وصل إلى 2800 – 3000 ريال.. للكيلو من اللحم الغنمي المحلي، مشيرا إلى أن تهريب المواشي المحلية إلى السعودية التي تقود العدوان والحصار يعد أحد الأسباب، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار، وارتفاع تكاليف النقل، ما أثر عن مستوى إقبال الناس على الشراء، الذين يعانون في المقابل من انخفاض الدخول.
واردات
كانت المواشي التي تأتي من القرن الأفريقي، تمثل متنفساً للمواطن ذي الدخل المحدود، نظراً لانخفاض أسعارها، مقابل السلعة المحلية، التي تشهد طلباً متزايداً بسبب خصوصيتها، ومذاقها الخاص بالنسبة للمواطن اليمني والوافدين أيضاً، وأدى الحصار المرافق للعدوان الغاشم على وطننا الحبيب إلى انقطاع هذه الواردات ما سبب ضغطاً على السلعة المحلية، بالنسبة للمواشي.. فارتفعت أسعارها ومما ضاعف من ذلك عمليات التهريب للمواشي إلى السعودية، التي تتعمد زيادة الضغط على الشعب اليمني بشتى الوسائل..
كانت هذه الأسباب، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار وأسعار النقل والمعاناة التي يتعرض لها المواطن اليمني، نتيجة الحصار والعدوان، من ضعف الإمكانات المادية وانخفاض مستوى الدخل، كل ذلك أدى إلى وجود متغيرات أساسية في مستويات العرض والطلب، بالنسبة لأسواق اللحوم.
تصوير/ عبدالله حويس