صنعاء القديمة.. جرح العدوان المفتوح في التراث الإنساني
استطلاع \ طارق وهاس
يتواصل العدوان ويستمر معه سفك الدماء والهدم والدمار الذي طال الحجر والشجر وها هي موطن الحضارات الممتدة منذ آلاف السنين تئن جراحاتها وأوجاعها بعدما امتدت صواريخ الحقد أليها وانتهكت حرماتها .
صنعاء القديمة التي مازالت جراحاتها تنزف بسبب الدمار الذي ألحقه العدوان بعدد من منازلها القديمة الشامخة منذ اَلاف السنين ودفن ساكنيها تحت ركام ياجورها وأخشابها.
الحقد السعودي يزيد جراحات هذه المدينة وصواريخه اللعينة التي تستهدف بشكل مباشر حضارات وتراث هذا الوطن وتاريخه.
شكل استهداف صنعاء القديمة نقطة تحول في مسار العدوان السعودي على كل ما هو يمني، حيث عكس همجية العدوان على صنعاء القديمة التي تعد واحدة من أعرق مدن الإنسانية وواحدة من أبرز رموز التراث الإنساني العالمي.. لترسم بهذا العدوان ثأر اًمع التاريخ الإنساني لا ينسى أو تطمره السنوات في ذاكرة الأجيال اليمنية.. إذا لا تزال جراح العدوان مفتوحة في صنعاء القديمة بعد مرور ما يقرب العام والنصف من العدوان.. وهذا ما أشار إليه علي عبد الله محيي الدين احد أصحاب المنازل المتضررة في صنعاء القديمة مؤكدا أن بيوت صنعاء القديمة عبارة من الطين واليا جور وتتأثر بأبسط هزه فكيف بصواريخ تستهدفها.. لافتاً إلى أن اليمنيين لن ينسوا هذا الجرح الغائر في ذاكرة الموروث الإنساني في اليمن السعيد..
جريمة مرفوضة
فيما قال عبد الرحمن السياغي: إن منزل القاضي حسين السياغي رئيس مجلس القضاء العليا في السابق تدمر بسبب الصواريخ وتليها الأمطار التي زادت من الخراب حسب قوله
وأضاف :إنها جريمة مرفوضة ولا مبرر لها وان الكثير من البيوت التي تضررت بسبب الصواريخ الحاقدة من قبل العدوان مثل بيت عصدة المهدد بسقوطه وكذا بعض المنازل التي خرج الغبار منها بفعل تأثر الأساسات بفعل ضغط الصواريخ.. وناشد السياغي المنظمات والجهات المختصة بترميم والحفاظ على ما تبقى من التراث اليمني وتاريخه..
كما أكد جميل مقوله أن سقوط الصواريخ اثر على البيوت والأساسات في منازل صنعاء القديمة وان تخلخل الأساس يعود إلى قوة الضغط الناتجة من الصاروخ وتابع مقوله إن من ضمن الخراب بفعل الصاروخ كان سمسرة محمد بن حسين التي تدمرت كليا ’وختم حديثه بالقول:أتمنى أن يتمنى تعود صنعاء ومنازلها إلى ما كانت عليه قبل العدوان.
لا حياة لمن تنادي
أما الأخت زمزم الثور فتحدثت قائلة: إن جميع البيوت من ناحية الفلاحي والعلمي متضررة واغلب المنازل شبه منتهية’ وأشارت إلى أن المنزل المجاور لها سقط سقف المنزل وباقي البيوت تشققت جدرانه متأثرة من العدوان.
من جهته قال عبد الرحيم محمد: ان الاهتزازات والغارات من العدوان بصواريخ تؤثر بشكل مباشر وواضح على بيوت صنعاء القديمة ومن ضمن هذه البيوت منزلنا المهدد بالسقوط بسبب تخلخل الأساس من شده الضرب بصواريخ.
ويؤكد عاقل حارة الفليحي عبدالرحمن هاشم بقوله: : إن استمرار العدوان في استهداف المدن التاريخية الأثرية سيجر صنعاء القديمة إلى الهاوية.. خصوصاص وجميع أساسات بيوتها ليست بتلك المتانة.. فهي بيوت تراثيه وقديمة منذ اَلاف السنين..
نداء إنقاذ
الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية أطلقت خلال الفترات الماضية التي شهدت ولا تزال تشهد العدوان، نداء لإنقاذ ألفي منزل في صنعاء القديمة تضررت من نيران طيران العدوان الهمجي على العاصمة صنعاء، وكان نداء الهيئة بحضور القائم بأعمال وزير الثقافة وشمل النداء دعوة لانتشال 62 موقعا تاريخيا اثريا كما حذرت الهيئة من تفاقم أضرار مباني صنعاء القديمة خاصة مع موسم الامطار مؤكدة غمر بعض المنازل المياه من وجود وسائل تعزز مقاومة المنزل وشحة إمكانيات موارد الهيئة بشكل عام.. موضحة أن العدوان استهدف بأسلحته الذكية 40 منزلا في حارثي القاسمي والفليحي بصنعاء القديمة إضافة إلى قتل الأبرياء وتدمير أبرز معالم اليمن التاريخية ومدنية العتيقة..
انعدام اخلاق أم دين
رئيس الهيئة العامة للحفاظ علي المدن التاريخية الأستاذ محمد ضيف الله فارس أكد أن غارات العدوان استهدفت الكثير من المعالم التاريخية الهامة بما فيها القلاع والقباب والحصون والمتاحف والبيوت والقرى الأثرية… وان العدوان وصواريخه ألحق الدمار بصنعاء القديمة التي هي من أهم مدن التاريخ في العالم..
وقال: إن الهيئة وجهت استغاثة واضحة بسبب عجزها ماليا واقتصاديا كما وجهت نداء إلى منظمه اليونسكو للتراث العالمي بضرورة حماية صنعاء وتراثها .
وأشار الأستاذ محمد فارس في حديثه معنا إلى أن (6) من بيوت صنعاء القديمة في حي ألقاسمي تهدمت و3 آيلة للسقوط و(9) بها أضرار متفاوتة.. وفي الفليحي (3) من البيوت تهدمت و(43) تعرضت لأضرار جسيمه وتحتاج إلى تدخل وأكثر من 200 بيت متضرر من البيوت المحيطة بـ(نصير – العلمي – الفليحي)
وتابع إن 45 منزلاَ متضرر اًخلف السور من جنوب صنعاء القديمة و350 منزلاً بشكل عام تضررت.
وفي وختام حديثه معنا ناشد المنظمات والجهات المختصة بما فيها وزارة الثقافة بإعطاء الهيئة النسبة المفروضة 20% حتى يتم التدخل في البيوت المتضررة من صواريخ العدوان الحاقد والحفاظ على حضارة وتاريخ وتراث اليمن الشامخ بأكملها..