كيري.. خارطة بلا طريق!!
أحمد عبدالله الشاوش
رحب المجلس السياسي الأعلى بمقترحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، رغم أن المبادرة لا تحمل الصفة الدولية، وتنطلق إيجابية المجلس السياسي مع الأفكار التي حملها كيري من نوايا صادقة للمضي نحو عجلة “السلام” التي تجرها عربة الخمسة الكبار في مجلس الأمن الدولي، تارة نحو تسعير الحرب في اليمن ودول في الشرق الأوسط وأخرى بعقد الصفقات وممارسة الابتزاز، وثالثة بدعم العدوان السعودي ورفده بآلة الدمار التي حصدت آلاف الأرواح وأحدثت مجازر منظمة ودمرت عشرات المصانع والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الخاصة والعامة للقضاء على أي تنمية اقتصادية، وإنسانية الإنسان.
ورغم أن كيري كان واضحا في طرحه في رباعية “جدة” وإعلانه عن خارطة طريق أكد فيها على حكومة الوحدة الوطنية والانسحاب من صنعاء وتعز والحديدة وغيرها من المدن، وتسليم الاسلحة الباليستية إلى طرف “ثالث ” لم يسمه بعد، إلا أن الطرف “الثالث المجهول” يثير أكثر من علامة تعجب واستفهام لدى القيادة السياسية والشارع اليمني ، كون الولايات المتحدة الأمريكية داعما أساسيا في قمع إدارة الشعب اليمني وشريك “الرياض” في عدوانها الوحشي على اليمن، ولذلك فإن الوسيط الأمريكي يفتقد إلى “النزاهة” و “الحياد” ومجروح”العدالة”.
ولذلك فإن خارطة “كيري “يراها السواد الأعظم من اليمنيين إنقاذا لنظام الرياض والتفافا على الحل الاممي المتمثل في الخمسة الكبار وفي مقدمتهم الدب الروسي، ومحاولة للسيطرة على الصواريخ الباليستية التي أرقت السعودية ودبت الرعب في صفوف قواتها والمرتزقة، حتى غدت “خارطة بلا طريق” رغم حديث كيري عن الإنسانية وآلاف القتلى والجرحى الذي كان للترسانة الأمريكية نصيب الأسد في مجازر الإبادة المنظمة ضد اليمنيين.
ورغم أن المبادرة قد استوعبت جزءاً من الواقع بعد الكثير من المغالطات الأممية والشروط التعجيزية والضغوط بلا حدود والمسودات والقوالب الجاهزة وأساليب الترهيب والترغيب منذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحزم الإرهابية، ومرورا بمشاورات سلطنة عمان وجنيف وانتهاء بالكويت التي أدى توقفها إلى قتل عملية السلام، مما شكل صداعا وتحديا للسلم العالمي، لاسيما بعد أن بات الوضع الإنساني أكثر مأساة وصادما للرأى العام الدولي الذي بدأ يشعر بتضليل حكوماته وحجب المعلومات الحقيقية عن عدوان وجرائم السعودية والإمارات والعم سام بعد ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال والنساء والشباب والمهجرين والنازحين والفقر والبطالة، وانتقادات أطباء بلا حدود، وهيومن رايتس وغيرهما من المنظمات الحقوقية والإنسانية الشريفة، مما سبب إحراجا كبيرا للإدارة الأمريكية التي تتخوف من معرفة الشعب الأمريكي للحقائق الصادمة وتورط قياداتها ومقاضاتها عبر المحاكم الدولية بعد أن نصبت تمثال الحرية على جثث واشلاء ودماء وثروات الشعوب المستضعفة.
وأخيرا فإن مبادرة كيري قد تكون حفاظا على ماء الوجه بعد 18 شهرا من الصمود الأسطوري والانتصار العظيم وإفشال مخططات العدوان، وخطوة أولى نحو علمية السلام إذا صدقت النوايا بعد شفافية تحديد الطرف الثالث والمدة الزمنية والتزام الحياد التام والمحافظة على جميع أسحلة الدولة اليمنية التي بيد القوات المتحاربة وأيدي المليشيات، وعدم اختزال الحل في نزع الأسلحة الباليستية الرادعة للعدوان الجامح، وأيا كانت المبادرة من كيري أو تبناها ولد الشيخ لإضافة صبغة أممية فإن اليمنيون يتطلعون نحو السلام والأمن والاستقرار ما لم فإن المبادرة غير ملزمة ومتى ما صدقت إرادة الخمسة الكبار بمجلس الأمن حل السلام؟.