علماء تعز: العمليات الإرهابية التي تطال المساجد والأضرحة تكشف وجه العدوان القبيح

إرهاب “العدوان”.. يضرب مساجد وأضرحة تعز

باحثون: تفجير المساجد والأضرحة  نتاج للغلو الديني والتطرف

شباب: تدمير التراث الديني..واحدة من أدوات العدوان التي دأب عليها

تعز /إدارة التحقيقات الصحفية
تتناسل موبقات العدوان السعودي على اليمن قتلا وتدميرا للإنسان والحياة بشكل عام ..وكل يوم يتفنن مرتزقة العدوان من الإرهابيين في المجيئ بوسيلة قتل وتدمير جديدة وهذه المرة في تعز من خلال   انتهاك حرمات الدين عبر الأعمال الإرهابية التي طالت عددا من بيوت الله ” المساجد ” وكذا تفجير أضرحة علماء وأولياء هذه الأمة المعطاءة بدون ادنى سبب يستحق الذكر .
وكان آخرها تفجير ضريح السيد  السودي العالم اليمني الشهير ..وإن كانت هذه الأعمال تبدو أنها مقززة ومقرفة وإرهابية ومن قام بها هم أفراد محسوبون على الأمة الإسلامية إلا أن ما يبعث على الاطمئنان هو استنكار السواد الأعظم من المجتمع اليمني لمثل هذه الأعمال ما يعني ان من قام بهذه الجرائم هم شواذ خارجون عن السلوك الإسلامي القويم..
في السطور التالية نستطلع آراء ومواقف أبناء تعز تجاه قبح تفجير المساجد والأضرحة من قبل الجماعات الإرهابية..نتابع:

الشيخ والمربي عبدالله عبد الجليل خطيب مسجد ومسؤول دورات صيفية سنوية خاصة بالعلوم الشرعية بتعز ..في مفتتح حديثه أبدى استياءه الشديد من الأعمال الإرهابية التي طالت المساجد والأضرحة التي يرقد فيها أولياء وعلماء كبار ساعدوا  خلال حياتهم على بناء هذه الأمة وصناعة مجدها وعزتها ..ويقول: ” في البداية يجب إلا نخلط بين المسلمين وبين الدخلاء على الإسلام بغرض هدمه وتدميره فهؤلاء الذين يفجرون المساجد والأضرحة ليسوا بمسلمين وليس لهم أي صلة به والدليل قوله تعالى: ” إنما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الأخر ” وكما وضحت الاية فإن المؤمنين المسلمين يعمرون مساجد الله اما من يفجرونها فليسوا من المسلمين وبهذا يكون الدين الاسلامي الحنيف بريئا من كل عمل مشين ومن كل فعل يتنافى مع القيم والاخلاق الانسانية ..
وتابع عبد الجليل: ومع الموقف الديني الرافض لهذه الأعمال تتطابق مواقفنا فنحن كمواطنين نرفض وندين ونستنكر تفجير المساجد مهما كانت المبررات والدواعي لذلك فليس هناك أي عذر يمكن أن يبرر مثل هذه الجرائم وذات الموقف تجاه تفجير المساجد نتخذه في عمليات تفجير أضرحة الأولياء والعلماء والتي لايقل إثمها عن تفجير المساجد”.
دوافع الارهابيين
نبيل المقدادي باحث في شؤون الجماعات الارهابية يتحدث عن الدوافع والاسباب التي تجعل بعض الجماعات المسلحة تقدم على تفجير المساجد والاضرحة فيقول:” قبل ان أتحدث عن الدوافع والأسباب يجدر بي أن أشير إلى أنني لم أكن متخصصا في شؤون الجماعات المتطرفة في اليمن إذ كنت مهتما في البحث عن الآثار  ولكن ما قامت به بعض الجماعات المتطرفة خلال السنوات الاخيرة من عمليات قتل جماعي للمواطنين والعسكر وكذا التفجيرات الارهابية للمقرات وبعض المنشآت والمساجد واخيرا الأضرحة بدون أسباب منطقية ومعقولة قادني الى التحول للبحث عن الجماعات الدينية وتوصلت الى نتائج ساعدت على الإجابة عن الكثير من التساؤلات ..
ويوضح تلك النتائج بالقول : بعض الجماعات الإرهابية التي تقوم بتفجير المساجد وهدم الأضرحة ليست في واقع الأمر جماعات دينية مبنية بناءً عقائديا حقيقيا فهي جماعات مسلحة تتبع أطرافا سياسية وتقمصت الدين لتلعب أوراقا تقدم التسهيلات اللازمة لتحقيق مكاسب سياسية ..أما بعض الجماعات الإرهابية الأخرى فهي مبنية بناءً عقائديا متطرفا تكفر كل من يعمل خارج نطاقها وبالتالي فإنهم يبررون مايقومون به من أعمال إرهابية ويعتبرون ذلك من صميم الدين بينما العكس هو الصحيح..لكن ما يبعث على الاطمئنان ان من يقومون بهذه الاعمال ليسوا الا شواذ  المجتمع اليمني الذي يرفض جملة وتفصيلا كل المسالك التي تقود إلى ساحات الإرهاب فضلا عن رفضهم القاطع للإرهاب ذاته بتشكيلاته وأنواعه وأساليبه الظاهرة والمبطنة”.
حماية الاجيال
المواطن محمد الحجري أحد سكان منطقة المظفر بتعز  لم يكن موقفه مغايرا لمواقف من سبقه فهو يدين ويستنكر بكل العبارات ما تقوم به الجماعات الارهابية من تفجير لبيوت الله وهدم أضرحة الأولياء والعلماء الذين خدموا الدين الإسلامي والامة طوال حياتهم وصنعوا علامة فارقة في صفحات التاريخ الاسلامي المشرق حتى اعتبروا رموزا بارزة للشعب اليمني والأمة الإسلامية..
ويضيف الحجري: ” بما ان غالبية الشعب يرفض مثل هذه الأعمال فإنه يتوجب علينا أن نتكاتف جميعا لنصنع سياجا للأجيال حتى لاتقع ضحية للفكر المدمر الإرهابي وذلك بإتباع كافة الأساليب النافعة كتعزيز الثقافة المجتمعية الرافضة للإرهاب وغرس القيم الإسلامية السمحة في نفوس أبناءنا سواء عبر المدارس او الجامعات او حتى المنتديات وكافة وسائل الاتصال “.
تدمير للتراث
بكيل سعيد احد المعلمين في مادة التاريخ بتعز يخصص حديثه عن  القيمة التراثية المفقودة بسبب تفجير الأضرحة والقبور الخاصة بأولياء وعلماء عاشوا خلال فترات زمنية مختلفة من عمر الدين الاسلامي الذي يزيد عن أربعة عشر قرنا فيقول: ” من المعلوم والمتعارف عليه ان ما يعرف بقبور الاولياء والعلماء في اليمن تعتبر إحدى الجوانب الثقافية الشعبية والتي تحظى باحترام جميع فئات المجتمع اليمني ..وهذا الاحترام بطبيعة الحال ليس للقبور ذاتها بل لما تحتويه من هامات وقامات انسانية باسقة خدمت الإنسانية في محيطها المسلم وقدمت الدين للعالم بصورته الحقيقية حيث السلم والمساواة والعدالة والوسطية وغير ذلك من القيم الإنسانية النبيلة ..
واستطرد: كما تعتبر هذه القبور بمثابة شاهد حقيقي على حقبة ازدهار اسلامي ما، كما تعتبر بمثابة مرآة تعكس لنا وللاجيال من بعدنا تاريخ الاباء والأجداد ..وبتفجير هذه الأضرحة نكون قد محونا تلك الشواهد وكسرنا بعض مرايا تاريخنا العظيم “.
لسان الشباب
مبارك الصبري طالب جامعي يتحدث كناطق مفوض باسم العديد من زملائه وبلسان حال كل شباب تعز خاصة واليمن عامة فيقول: “لقد أصبنا بالإحباط حينما سمعنا بنبأ تفجير ضريح الإمام عبدالهادي  السودي في مدينة تعز القديمة فمثل هذه التصرفات لم تكن على بال احد رغم الخلاف القائم بين التيارات الدينية التي تقول بإباحة بناء الأضرحة او إنكارها وبالتالي تحريمها ..وباعتقادي وقناعتي – ان صح إنكار بناء الأضرحة – فإن الطريقة التي قام بها مسلحون بتفجيرهم لتلك الاضرحة مشينة وغير اخلاقية ولايمكن وصفها إلا بالعمل الإجرامي البشع ..
وتابع :”إذا لم نجد تبريرا لهدم الأضرحة فإنه من باب اولى لن نجد اي مبرر لتفجير المساجد ونحن كشباب في تعز واليمن عموما فإننا نبرأ الى الله من هذه الأعمال ومن كل عمل إرهابي مقيت وندعو المجتمع اليمني بكافة اطيافه وطبقاته وانتماءاته السياسية والفكرية والدينية الى توحيد الصف والوقوف في وجه من يشوهون الدين ويخربون الوطن بتدمير ثقافته وتراثه “.

قد يعجبك ايضا