أكدوا أن الدستور مرجع المجتمع الأقوى في تعزيز صمود الجبهة الداخلية..
الحبيشي: تشكيل المجلس الأعلى تعزيز للصمود في مواجهة العدوان وإدارة الدولة
جاحز: المجلس السياسي الأعلى أحد الخيارات الاستراتيجية التي وعدَ بها قائد الثورة في خطاباته الوطنية
الأشموري: ردود الفعل الهستيرية للعدوان تؤكد أن الاتفاق خطوة مدروسة فائقة الوعي ودقيقة الحسابات
الحيدري: الاتفاق يجسد حقيقة الشراكة بين القوى السياسية المناهضة للعدوان
البخيتي: القوى الوطنية لَبّتْ بهذا الاتفاق مطلب الشعب في توحيد جهود إدارة الدولة ومواجهة العدوان
نوري: شعبنا انتصر لمشروعه الحضاري وحقه السيادي في إقامة الدولة خارج الوصاية السعودية
استطلاع/ مصطفى المنتصر
لم يكن انعكاس خطوة ارتجالية حكمتها ظروف الصمود واستطالة أمد العدوان وصمت العالم فحسب، بل جاء توقيع الاتفاق السياسي التاريخي بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، كإجراء سياسي سيادي تاريخي مدروس، لبى مطالب الشعب اليمني الصامد والصابر تحت نيران العدوان الظالم، في تعزيز صمود الجبهة الداخلية، وتوحيد جهود مواجهة العدوان، بكل السبل، وإدارة شؤون الدولة اليمنية الحديثة وفقاً للدستور الدائم للجمهورية اليمنية والقوانين النافذة، لينهي هذا الاتفاق آخر ذرائع العدوان الخارجي على اليمن، أرضاً وإنساناً.. هذا ما أكده عدد من نخبة الإعلاميين اليمنيين, معتبرين- في استطلاع صحفي أجرته (الثورة) أن الاتفاق السياسي والوطني المتمثل بإنشاء المجلس السياسي الأعلى، يعد انجازاً وطنياً كبيراً ، وإنضاجا مدروسا لفكرة الشراكة بين القوى السياسية الوطنية المناهضة للعدوان.. متطرقين إلى ما يمثله هذا الاتفاق من أهمية سياسية وسيادية تاريخية، وإلى ما سيترتب عليه من تعزيز صمود وتماسك الجبهة الداخلية، في وجه العدوان، وفق عمل مؤسسي يحكمه دستور الجمهورية اليمنية إلى التفاصيل:
“يعد الاتفاق السياسي بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، إنجازاً وطنياً كبيراً.. لعل من أبرز نتائجه أنه استعاد العمل بالشرعية الدستورية التي خطفتها وجمدتها الأزمات المتلاحقة والتدخلات الأجنبية منذ عام 2011م”.. هذا ما قاله الإعلامي والمحلل السياسي المعروف الأستاذ أحمد الحبيشي في مستهل هذا الاستطلاع، مؤكداً أن أهمية إنشاء المجلس السياسي الأعلى في الوقت الراهن، تكمن في تعزيزه لصمود شعبنا في مقاومة العدوان وإدارة شؤون الدولة ومؤسساتها بعد عام ونصف من العدوان وعامين من الفراغ السياسي وخمسة أعوام من الفراغ الدستوري..
إنضاج فكرة الشراكة
ومن جانبه تحدث الكاتب الصحفي والمحلل السياسي علي جاحز قائلاً:إن الاتفاق السياسي الوطني بين مكونين وطنيين على الساحة السياسية خطوة استراتيجية قد تأخرت كثيرا ، وكان من المفترض أن تعلن في وقت متقدم خلال العدوان ، ولكن كما نفهم ويفهم الكثيرون أن التأخر كان لأسباب عدة أهمها إعطاء المجتمع الدولي والعدوان وتحالفه فرصة ليوقف الحرب على اليمن ويعمل على ايجاد حلول سياسية للمشكلة ، إضافة إلى أن قيادة الثورة كانت حريصة على إنضاج فكرة الشراكة مع القوى الوطنية التي تقف بوجه العدوان ، واعتقد أنها نضجت.. موضحاً أن الاتفاق وإعلان المجلس السياسي الأعلى اليوم هو واحد من الخيارات الاستراتيجية التي كان قائد الثورة حفظه الله قد وعد وتوعد بها في مراحل سابقة ، وهي خطوة سبقتها خطوات ميدانية وسياسية كثيرة .
وأضاف جاحز: أعتقد إن الزلزال الذي أحدثته هذه الخطوة يقول بوضوح للعالم نحن نسير باتجاه المستقبل دون أن نلتفت لكم.. فهل ستتعاطون مع واقعنا ؟!.. مؤكداً أن أهمية إنشاء مجلس سياسي أعلى تكمن في برنامجه الذي يفترض أن يعلن خلال هذه الأيام، وهو برنامج وطني واسع وعميق يشتغل على أكثرمن اتجاه ،عسكريا وسياسيا وإداريا واقتصاديا واجتماعيا، باعتباره سيكون الإطار السياسي الدستوري الحاكم للمرحلة، ويفترض أن يثمر حكومة ومؤسسات دستورية تضبط إيقاع أداء مؤسسات الدولة و يجعل كل القوى الوطنية تتحمل مسؤولياتها في إدارة المرحلة وتحريك سفينة الصمود والتصدي للعدوان، وبالتالي سوف تعطي مشروعية وموثوقية داخلية بالمقام الأول بأداء مؤسسات الدولة وتترك حالة من الاسترخاء والاطمئنان في أوساط الشعب اليمني ، اضافة الى انها سوف تشكل مشروعية أمر واقع في التعاطي مع الملفات الخارجية وما يتعلق بالعمل الدبلوماسي كونها ستكون الممثل الوحيد المتفق عليه داخليا .
رؤية ثاقبة
أما نائب رئيس تحرير صحيفة الميثاق الأخ يحيى نوري فقال: قيام المجلس السياسي وفي ظروف عصيبة تمر بها البلاد..يهدف لواحدة من الضمانات الحقيقية التي تكفل للشعب اليمني مواجهة العدو ، في إطار من الرؤية الثاقبة التي تعكس عظمة الاصطفاف الشعبي في مواجهة العدوان وكذا حالة الاستعدادية البالغة لمواجهة كافة تأثيراته وإفرازاته الخطيرة ،وللحقيقة أن الارتياح الشعبي العارم لقيام هذا المجلس قد اكسبه زخماً كبيراً، خاصة وان الشعب بات ينظر له بمثابة المخرج الحقيقي من الأزمة التي يعاني منها .
واستطرد قائلاً: ولا ريب أن القادم ومهما كانت نتائجه،سينتصر فيه شعبنا للسلام ،خاصة بعد أن حسم أمره وحاضره ومستقبله وبصورة تنتصر لمشروعه الحضاري وحقه الطبيعي في إقامة دولته الحديثة المتحررة من الوصاية السعودية، وهى الوصاية التي يعلم شعبنا منذ مرحلة مبكرة بأنها السبب الرئيس وراء كل الكوارث التي يعاني منها ،وباتت السعودية وبكل سيناريوها مصدر خراب ودمار خلف في الذاكرة الشعبية اليمنية صوراً وحكايات لكوارث حقيقية ما زال اليمن يعاني منها حتى اللحظة .
وعليه, فإن قيام المجلس السياسي يمثل مرحله جديدة من تاريخ شعبنا المعاصر وحدثا تاريخيا سيحكي للأجيال القادمة قصة شعب تخلص بكل قوة وعزيمة وعنفوان من الوصاية السعودية ،وعرف يشق طريقه نحو المستقبل الأفضل.
مظلة وطنية واسعة
ومن جهته قال رئيس تحرير موقع الرابط الإخباري حامد البخيتي: نبارك للشعب اليمني تلبية القوى السياسية الوطنية رغبته في توحيد الجهود لإدارة الدولة ومواجهة العدوان والتي جاءت بعد أن توصلت القوى السياسية الى قناعة بأن العدوان على اليمن وكل الدول التي تقف وراء استمرارالعدوان تسعى لتعطيل الدولة ومؤسساتها واستهداف التوحد الشعبي في مواجهة استمراره وتمكين الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش للتوسع في بقية المناطق اليمنية لتكون ذريعة لاستعادة الوصاية والهيمنة على اليمن وهذا ما لم يقبله الشعب وبذل في سبيل إفشال تلك المساعي العدوانية الدم والمال منذ 500 يوم من عمر العدوان ليأتي الاتفاق الوطني وتأتي معه أمطار الخير والبركة ،لإدارة البلاد وتفعيل الدولة والدستور وكسر الحصار كمظلة وطنية واسعة ومفتوحة وشاملة تدفع بكل أبناء اليمن للمساهمة والتفاعل في الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية والاجتماعية وبما يحقق بناء الدولة وتفعيل دورها ومواجهة العدوان على اليمن.
ومن خلالكم أدعو أبناء اليمن بأن يتفاعلوا مع كل خطوة تطلب منهم من قبل المجلس السياسي الأعلى بدءاً بالمشاركة في المسيرات إلى كل الخطوات, ففي بلاغ التشكيل للمجلس اعتبرت القوى السياسية إن نجاحها متوقف على دور الشعب في إنجاح خطواتها بالتفاعل العملي من قبل كل أبناء اليمن كل بحسب موقعه وانتمائه.
وأوضح البخيتي أن أهمية إنشاء المجلس في الوقت الراهن ،أنه جاء تلبية لرغبة شعبية من بداية العدوان ،وأنه جاء –أيضاً- بعد جولات عدة من المفاوضات ومساعي القوى السياسية اليمنية لإبقاء الباب مفتوح للتسوية السياسية التي يأملها كل أبناء اليمن، حتى يتحقق بذلك ايجاد السلام وايقاف العدوان وفك الحصار، لكن بعد ان تكشفت للقوى الوطنية أن دول العدوان والمجتمع الدولي يسعون لتعطيل التسوية السياسية اليمنية ،ويتخذون من الفراغ السياسي في اليمن وسيلة لاستمرار العدوان لتكون الجماعات الاجرامية القاعدة وداعش بديلا عن الدولة والقانون ووسيلة لإعادة الهيمنة والوصاية على اليمن ،كان لا بد من هذه الخطوة لتوحيد الجهود وتوظيفها في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان وبناء الدولة وإصلاح الوضع الاقتصادي وفتح مجال للعلاقات الاقتصادية الدولية من اجل التنمية.
حقيقة الشراكة
الإعلامية والمخرجة التلفزيونية ابتسام الحيدري ترى من جانبها أن الاتفاق السياسي بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم خطوة تأخرت كثيرا نتيجة لتسامح المؤتمر وأنصار الله ووضعهما مصلحة الوطن قبل كل شيء ،ومد أيديهما للتصالح وإيمانا منهما بالقبول بالاَخر وأن الوطن يتسع للجميع..
واستطردت قائلةً: لكن بعد المماطلة التي تعامل بها الطرف الاَخر منذ مفاوضات جنيف 1 و2 مرورا بمشاورات السلام اليمنية بالكويت منذ أكثر من 90 يوماً ،كان لا بد من أن يتفق الطرفان المقاومان للعدوان ،والصامدان مع الشعب وعلى أرض الوطن ،على وضع حل مناسب يعزز صمود الشعب ويجسد حقيقة الشراكة بين القوى السياسية والوطنية المناهضة للعدوان، فكان هذا الحل هو الاتفاق السياسي التاريخي بين المؤتمر وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم ،بإنشاء مجلس سياسي أعلى لإدارة شئون البلد ولمواجهة العدوان السعودي وتفعيل دور مؤسسات الدولة وفقا للدستور اليمني.
وعن أهمية إنشاء المجلس السياسي في الوقت الراهن، أوضحت الحيدري بالقول :كون العدوان مستمر اًفي كبره وغروره ودعمه للمرتزقة والخونة تحت مسمى واهِ هو “الشرعية” ،الشرعية المتعارف عليها تأتي من الشعب وليس من خونة هربوا إلى خارج الوطن وجمعوا الدول للتكالب على تدمير البلد،كان من الواجب أن تضع القوى السياسية الوطنية وعلى رأسها المؤتمر وأنصار الله ،حلولاً تحافظ على ما تبقى من إمكانيات الدولة وتعزز الصمود في وجه العدوان ،ومن هذا المنطلق تأتي أهمية إنشاء المجلس السياسي الذي ننتظر منه السير بالبلد بالاتجاه الصحيح فهو متنوع سياسيا وجغرافيا بأعضائه، لهذا نظن بهم خيرا ونتمنى لهم التوفيق في مهامهم وندعو لهم بالسداد ..فالمسؤولية كبيرة جدا وفي ظروف صعبة للغاية.
خطوة مدروسة
ومن وجهة الإعلامي والمحلل السياسي الأستاذ مطهر الأشموري يمكن قراءة أو استقراء خطوة تأسيس المجلس السياسي الأعلى من خلال تطور الأحداث منذ بداية العدوان وبنتائج ومعطى العدوان وبالموقف الدولي تحديداً.. المجتمع الدولي لم يكن يعترف بهادي أو ما تسمى شرعية هادي، ومن جانب آخر كان يعترض أساسا على عدم مشروعية البديل كشرعية ثورية ولجنة ثورية عليا وشرعية ثورية .
وأضاف الاشموري : استمرار العدوان جعلنا نحتكم بشكل مزدوج للواقع المحلي وللواقع العالمي وفي الواقع المحلي، فالعدوان فشل في تحقيق أهداف وفشله هو بمثابة فقدان الواقعية والشرعية واقعيا لتطبيق القرار 2216 الذي لم يصدر إلا كغطاء للعدوان ويصعب أو يستحيل تطبيقه كل سياسي باعتراف الأمم المتحدة.
وأردف قائلا :وفي إطار الواقع المحلي والعالمي فان هادي اثبت فشله وثبت للعالم بالسلوك والممارسة انه لا شرعية له وكل ذلك إلى جانب مشاورات الكويت وما قدمه الوفد الوطني من رؤى وهي واقعية، وهي تلزم وليس فقط بالمرجعيات المحلية بل بمرجعية الشرعية الدولية في اليمن ، التوافق والشرعية التوافقية ” منذ عام 2011م – كل ذلك – جعل خطوة المجلس السياسي الأعلى بمثابة ضربة قاصمة للعدوان بتحالفه وأوراقه ومرتزقته وأذنابه ..ولذلك فالخسارة والمكسب تحسب بين الطرف الوطني اليمني، وطرف واصطفاف العدوان فيها أي أطراف داخلية تصطف ضد العدوان هي طرف واحد في أي مكسب أو خسارة .
وعن أهمية إنشاء المجلس السياسي الأعلى قال الاشموري:هذه الخطوة كمجلس سياسي أعلى لم تكن لتثمر أو تأتي ثمارها إلا بنضوج أو إنضاج ظروفها داخليا وخارجيا ولذلك فهي جاءت في وقتها الأنسب والمناسب وردود الفعل الهستيرية إنما تؤكد انها خطوة مدروسة فائقة الوعي ودقيقة الحسابات..