النظام البرلماني‮ ‬والعدالة والحقوق والحريات سمة الدستور القادم


حوار/محمد دماج –
أكد الدكتور محمد الغابري‮ ‬أستاذ القانون الدستوري‮ ‬المساعد جامعة صنعاء أن الاتجاه العام لشكل الدستور والقوانين القادمة‮ ‬يسير نحو نظام برلماني‮ ‬يضمن الحقوق والواجبات دون تميز حزبي‮ ‬أو قبلي‮ ‬أو ديني‮ ‬ومواطنة متساوية لجميع أفراد المجتمع‮.‬
وأشار في‮ ‬هذا الحوار الذي‮ ‬أجرته‮ (‬الثورة‮) ‬معه إلى النظام الفيدرالي‮ ‬أو الأقاليم وشروط الفيدرالية والمنظومة الدستورية وشكل الدولة والأنظمة السياسية وشتات أفكار مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬ومخرجاته وأهمية الحوار في‮ ‬ظل الاعتراف بالآخر‮.. ‬وغير ذلك من القضايا‮.. ‬نتابع إجاباته‮.‬

المنظومة الدستورية
■ ‬في‮ ‬البداية‮.. ‬هل‮ ‬يمكن التعرف على شكل الجوانب الدستورية للدولة القادمة¿
‮- ‬تملك القوى السياسية رؤى مختلفة ولكن‮ ‬يبدو أن الاتجاه القادم‮ ‬يميل نحو النظام البرلماني‮ ‬فهناك أكثر من مقترح ومشاريع للدستور تبلورت وأنا اطلعت على رؤية أو مقترح من وزير الشؤون القانونية من أبرز ملامحه أن‮ ‬يتخذ شكل النظام البرلماني‮ ‬كطبيعة للنظام السياسي‮ ‬الذي‮ ‬سينهج نظام الأقاليم أو اللامركزية في‮ ‬إدارة شؤون الدولة المحلية ويتخذ عدداٍ‮ ‬من الملامح والأسس الضامنة للحقوق والحريات التي‮ ‬ستكون سمة الدستور الجديد‮.. ‬وحقيقة هناك مشاريع متعددة سواء كانت برلمانية أو رئاسية أو نظام الجمعية وحتى أن هناك شطحات بفك الارتباط ولذلك جاء دور مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الذي‮ ‬مهمته أن‮ ‬يخرج بتوافق من خلال الحوار‮.. ‬هذا التوافق سيكون الحل للهم المجتمعي‮ ‬في‮ ‬بنية الدولة وشكلها وطبيعة النظام السياسي‮.‬
وسوف نصل إلى حل طالما عندنا نية صادقة‮ ‬وهذا الحل‮ ‬يتوافق مع بنيتنا ومجتمعنا ويلبي‮ ‬طموح شبابنا في‮ ‬الجوانب الاقتصادية والسياسية وترميم الجسم الاجتماعي‮.‬
وهنا لابد من التأكيد على دراسة النظام الذي‮ ‬سوف نتوافق عليه سواء برلماني‮ ‬أو رئاسي‮ ‬يجب أن‮ ‬يطرح على الطاولة ويتم تحديد إيجابياته وسلبياته ونأخذ المناسب لبلادنا ومجتمعنا‮.‬

شكل الدولة
■ ‬وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بشكل الدولة¿
‮- ‬هناك عدة تصورات في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بشكل الدولة والنظام السياسي‮ ‬تختلف الرؤى من قوى إلى أخرى فهناك اتجاه‮ ‬يسير نحو الشكل الفيدرالي‮ ‬أي‮ ‬تقسم فيه الدولة إلى أقاليم‮ ‬يحتفظ فيه للحكومة المركزية بالسياسية الخارجية والدفاع وتعطى استقلالية كاملة للأقاليم في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بإدارة الشأن المحلي‮ ‬على المستوى التنموي‮ ‬يتعداه إلى المستوى السياسي‮ ‬حيث‮ ‬يكون هناك برلمان محلي‮ ‬وحكومة محلية بالإضافة إلى سلطة قضائىة بكل الأقاليم‮.‬

شروط الدولة الفيدرالية
■ ‬وما هو المناسب لمجتمعنا¿
‮- ‬عادة‮ ‬يكون هناك إشكالية لدى النخب السياسية هل تأخذ التجربة على علاتها دون تفحص ودراسة أم‮ ‬يكون هناك خصوصية فلابد من دراسة التجربة وأخذ ماهو مناسب‮.‬
‮> ‬وماهي‮ ‬شروط الدولة الفيدرالية¿
‮- ‬الدولة الفيدرالية تتطلب عدداٍ‮ ‬من الشروط أهمها أن‮ ‬يكون هناك نظام مؤسسي‮ ‬والتزام شديد بالمهام والاختصاصات وفقاٍ‮ ‬للنصوص والمحددات الدستورية والقانونية لمختلف هيئات الدولة‮ ‬والفيدرالية لا تعني‮ ‬الاستغلال وإنما هي‮ ‬أسلوب من أساليب الإدارة السياسية والتنموية في‮ ‬إطار دولة واحدة وترسيخ قواعد الديمقراطية والمؤسسية‮.‬

الإطار المرجعي
■ ‬أي‮ ‬من الأنظمة السياسية مناسب لطبيعة النظام الفيدرالي‮ ‬أو الأقاليم¿
‮- ‬النظام السياسي‮ ‬يطبق أي‮ ‬نوع من الأنظمة الثلاثة البرلماني‮ ‬أو الرئاسي‮ ‬أو نظام الجمعية سواء كانت الدولة بسيطة موحدة أو فيدرالية اتحادية فلا‮ ‬يوجد ارتباط بين شكل الدولة وطبيعة النظام السياسي‮.. ‬وأي‮ ‬قصور بطبيعة الأنظمة‮ ‬يمكن معالجته لكن المشكلة أن هناك عدم احترام للمواثيق الدستورية والقوانين ويتم إرجاع الأسباب إلى طبيعة الأنظمة السياسية‮.‬
‮■ ‬ما هو الإطار المرجعي‮ ‬لمؤتمر الحوار¿
‮- ‬الإطار المرجعي‮ ‬لمؤتمر الحوار الوطني‮ ‬يتمثل في‮ ‬المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية التي‮ ‬حددت كيف‮ ‬يتم مؤتمر الحوار بالإضافة إلى المحددات الأخرى وهي‮ ‬قرارا مجلس الأمن رقم‮ (‬2014‮ ‬و‮ ‬2051‮).‬

شتات الأفكار
■ ‬كيف تقيم سير أعمال مؤتمر الحوار خلال الفترة الماضية¿
‮- ‬خلال الفترة الماضية رأينا أن هناك نوعاٍ‮ ‬من الشتات في‮ ‬الرؤى والأفكار فنجد أن تعبيرات وأفكار الأعضاء موجه إلى القاعدة الجماهيرية أكثر مما هو موجه لمعالجة مشاكل الوطن وكيف‮ ‬يمكن إيجاد محددات‮ ‬يمكن من خلالها بناء الدولة المدنية الحديثة‮.. ‬فنجد أن النقاشات عبارة عن تعبير سياسي‮ ‬وليس مقترحاٍ‮ ‬لرؤية وطنية تقضي‮ ‬لمعالجة الاختلالات السابقة‮.‬
ومع ذلك هناك جانب إيجابي‮ ‬وهو اجتماع الفرقاء السياسيين تحت مظلة واحدة ووجود نوع من الاستماع للرؤى المختلفة‮. ‬وهذا تحول إيجابي‮ ‬فبدلاٍ‮ ‬من التعبير عن الاختلاف بالمدافع أصبح الصراع بين الأفكار بالبحث عن الحلول والانتقال من الوضع الحالي‮ ‬اللامؤسساتي‮ ‬إلى الاستقرار ووضع‮ ‬يطمح المواطن من خلاله أن‮ ‬يرى‮ ‬وطنه وقد تحقق التغير المرغوب وأهداف الثورة الشبابية‮.‬
‮■ ‬ألا تلاحظ أن معظم النقاشات منصبة نحو الجانب السياسي‮ ‬دون‮ ‬غيره¿
‮- ‬نعم بينما هناك جوانب أخرى مهمة اقتصادية وشلل مؤسسات‮ ‬وهيئات الدولة القت بظلالها على الوضع العام وأصبح لها انعكاسات اجتماعية كبيرة فكثر العاطلون عن العمل وتضرر أصحاب رؤوس الأموال‮.‬

مخرجات المؤتمر
■ ‬كيف تتوقع شكل مخرجات مؤتمر الحوار¿
‮- ‬أتمنى أن‮ ‬يخرج مؤتمر الحوار برؤية واضحة لشكلها وصيغة الدولة بتوافق من كل القوى السياسية وأعتقد أن الآلية التي‮ ‬اتخذت بمؤتمر الحوار في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بنسبة التصويت‮ ‬90٪‮ ‬في‮ ‬المرحلة الأولى و75٪‮ ‬في‮ ‬المرحلة الثانية خطوة جيدة وحالة توافقية تضمنت موافقة الجميع‮ ‬وإذا كانت‮ ‬غاية أعضاء مؤتمر الحوار هي‮ ‬المصلحة الوطنية العامة فلا محالة أنهم سيصلون إلى حل توافقي‮ ‬مرضُ‮ ‬للجميع بعيداٍ‮ ‬عن الهواجس والتمترسات السياسية التي‮ ‬تخلق عدداٍ‮ ‬من الصعوبات‮ ‬والمواطنون‮ ‬يعلقون آمالاٍ‮ ‬عريضة على أعضاء مؤتمر الحوار‮ ‬يجب أن لايخذلوهم‮.‬

الاعتراف بالآخر
■ ‬ما الذي‮ ‬يجب أن تتحلى به الأحزاب خلال الفترة الراهنة¿
‮- ‬يجب على الأحزاب أن تتحاور في‮ ‬ظل الاعتراف بالآخر ووفق رؤية وهم‮ ‬مشترك وهو القضية الوطنية بكل أبعادها‮ ‬وفق رؤية حريصة على المصلحة العامة والعمل من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة التي‮ ‬تضمنت مصالح الجميع دون استثناء ونظام‮ ‬سياسي‮ ‬يعبر عن كافة قوى المجتمع وتأسيس اللبنات الأولى لليمن الجديد وإيجاد رؤية واضحة لصيغة منظومة دستورية وترجمتها بآليات قانونية وأسس سياسية حديثة تضمن المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات دون تميز عرقي‮ ‬أو ديني‮ ‬أو حزبي‮ ‬أو قبلي‮ ‬أو أي‮ ‬شكل من أنواع التميز‮.‬

القضية الجنوبية وصعدة
■ ‬ما شكل النظام المناسب لحل القضية الجنوبية¿
‮- ‬أعتقد أن الاتجاه‮ ‬يسير نحو الفيدرالية ولكن‮ ‬يجب أن لا‮ ‬يتخذ شكل الفيدرالية بين أقليمين لأن إذا كان اقليمين فهو مقدمة لمشاكل عديدة ثم الانفصال‮.. ‬يجب تأسيس دولة نظام وقانون وحل كل المشاكل دون تميز‮.‬
‮> ‬قضية صعدة¿
‮- ‬الآلية المناسبة إطلاق حرية فكرية وسياسية حقيقية والابتعاد عن قضية رأي‮ ‬هو الصح ودونه هو الخطأ‮ ‬وإتاحة المجال للرؤى المختلفة في‮ ‬ظل الإيمان بالمواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات‮.‬

■ ‬كلمة أخيرة¿
‮- ‬أقول لأعضاء مؤتمر الحوار أن أفراد المجتمع‮ ‬يعلقون عليكم آمالاٍ‮ ‬كبيرة فلا تخيبوا ظنهم وأعملوا من أجل الخروج برؤية واضحة لبناء‮ ‬يمن جديد‮ ‬يضمن العدالة بين جميع أفراد المجتمع‮.‬

قد يعجبك ايضا