
خاص/ تنمية بشرية –
نعاني من مشاكل عديدة في الجوانب الإدارية واختلالات واسعة في العملية التأهيلية والتدريبية جعلت مختلف قطاعات الأعمال العامة والخاصة غير قادرة على تحديد احتياجاتها بصورة دقيقة من حيث الأداء والقدرات التأهيلية والاحتياجات التدريبية.
ويقدم الدكتور جلال الدميني أستاذ الفلسفة في التدريب والتنمية الإنسانية رؤية بطابع فلسفي لكنها عميقة ولها أبعاد متعددة من حيث القدرة على تشخيص واقع التأهيل والتطوير من خلال برنامج يحاكي بيئة الأعمال من ثلاث زوايا تجمع كلاٍ من الفرد والوظيفة ومنظمة العمل.
ويتحدث الدكتور الدميني حول استراتيجية جديدة معروفة باسم “ثلاثية أنت” لتحسين مشكلة الأداء وضمان تحقيق أهداف التدريب والتطوير بالاعتماد على ثلاث خطوات متتالية تتمثل في التحليل والتحديد والتدريب.
* على ماذا يعتمد التدريب في الوقت الراهن …¿
– التدريب يعتمد بصورة أساسية على توفر عناصر ثلاثة يمكن تسميتها (ثلاثية أنت A.N.T) وذلك لضمان تحقيق أهداف التدريب بفاعلية وكفاءة لكل من الفرد والوظيفة ومنظمة العمل .
ماذا يعني “ثلاثية أنت” ..¿
يعني لضمان تحسين مشكلة الأداء وضمان ت حقيق أهداف التدريب ينبغي تحقيق ثلاث خطوات متتالية وهي : (تحليل وتحديد وتدريب ) ويمكن تسميتها أيضاٍ بـ (ثلاثية ت : تحليل تحديد تدريب) ولا شك أن تحليل وتحديد الاحتياجات التدريبية عملية مستمرة وتؤثر تأثيرا مباشرا في كفاءة التدريب º وبناء وتصميم البرامج التدريبية º وتقويمها º وذلك لأن “ثلاثية أنت” متغيرة ومتنوعة º بتغير وتنوع المواقف والمشكلات º والظروف المحيطة بالأفراد والوظيفة ومنظمة العمل وبالتالي تتنوع وتتعدد أهداف التدريب المطلوب وتبرز أهمية تحليل وتحديد الاحتياجات التدريبية في التصدي لمشكلات الأداء التي يمكن حلها بالتدريب º ومعرفة من يحتاج إلى التدريب º ونوع التدريب المطلوب º ومكان الحاجة إليه وهذا بدوره يؤدي إلى إقبال المتدرب وزيادة حماسته للحضور والمشاركة الفاعلة في التدريب º وذلك لتوافق احتياجات التدريب مع أهداف البرنامج التدريبي ومحتوياته .
* على ماذا تركز هذه العملية ¿
– هذه العملية تركز على كيفية التوصل بصورة علمية دقيقة إلى حجم تلك الاحتياجات º ونوعيتها º والفئات المستهدفة ومكان تدريبها ومتى وكيف يتم تدريبها . وتوجد مداخل أو طرق عدة لإيجاد “ثلاثية أنت” وعادة يتم اختيارها حسب الغرض من التدريب وهناك عدد من الأدوات العلمية المستخدمة لإيجاد ثنائية (A.N.T) (تحليل وتحديد) وصولاٍ إلى تحقيق الثلاثية (تدريب) وذلك حسب المدخل أو الطريقة العلمية المتبعة º حيث يزيد عددها عن (58) أداة علمية ويمكن تصنيفها لغرض الحصر والتنظيم إلى ستة محاور º وإن كان عدد منها يتصف بأكثر من صفة º ويتداخل مع تصنيفات أخرى فمنها الأدوات السريعة : كالسيرة الذاتية واللقاء السريع واستبانة المقابلة السريعة والمذكرة السريعة والرسم والكاميرا وكروت الاستطلاع السريع والمحادثة الهاتفية والأدوات البطيئة : كتحليل المهام والمسئوليات والمناقشة الدورية المنتظمة وتحليل الوثائق ويوم في السنة والتحليل الغائر والتحليل قبل وأثناء التدريب والمقابلة المتعمقة ومواسم الضغط .
أيضا من الأدوات هناك الاستبانة البريدية والأدوات الكمية : كالاستبانة المقننة والمتعددة الاستجابة والاختبارات وتحليل الإنتاجية والأدوات النوعية كتحليل الأداء والوظيفة والتوصيف الوظيفي ومشكلات الأداء وصعوبات العمل بالإضافة إلى المهام والمسئوليات والاستراتيجيات .
نجد كذلك الأدوات التقليدية مثل أسلوب المعايشة وتحليل البيئتين الداخلية والخارجية ولعب الأدوار وورش العمل وكتابة عناوين التدريب وصندوق الاقتراحات والشكاوى والمقابلة المكتبية أيضا ميزة رفع الطلبات والأعمال العرضية والتحديد الذاتي واغتنام الحوادث وأسلوب الملزمة والصندوق المحمول وأسلوب نقاط الضعف ونقاط القوة وتحليل المحتوى (الملف الشخصي) وتحليل النشاط اليومي الفعلي ودراسة الأزمات والتحديد المخفف وأسلوب التحميل وأسلوب التوزيع والتجميع .
بينما الأدوات غير التقليدية كأسلوب الفجوة الأدائية ومسح الاتجاهات ودراسة الحالة وأسلوب مسح المنظمة وأسلوب مشاركة فريق العمل .
* كيف يمكن اختيار أداة بعينها …¿
– اختيار أداة علمية بعينها لإيجاد “ثنائية أنت” (التحليل والتحديد)º يعتمد بدرجة أساسية على عدد من المتغيرات منها : خبرة القائم بهذه العملية ونوعية الأفراد المستهدفين º وطبيعة عملهم º وأماكن تواجدهم º وبيئة عملهم من حيث توفيرها للدعم الفني والمالي والإداري والزمن المناسب للتحليل واستخدام المدخل أو الطريقة المناسبة تبعاٍ للمتغيرات السالفة الذكر ومتطلبات العصر .