زمن التفاهات!!
عبدالله الاحمدي
كان لدينا رجال عظماء، أمثال السلال، وسالم ربيع وعبد الفتاح اسماعيل، وعبد القادر سعيد وكثير غيرهم من القامات الوطنية، أولئك الذين صنعوا أمجاد اليمن. كان جار الله آخر القامات الوطنية التي غيبها الزمن. كان هؤلاء زاهدون عما في أيدي الآخرين، كانوا متصوفة عصرهم، لم يتركوا دارا ولا ديناراً، بل تركوا لنا سلوكا نزيها وشريفا، نقتدي به.
قيل إن المرتزق قاسم منصر عرض على القائد عبد الرقيب صفيحة من الذهب، ليتنازل عن موقعه العسكري في بني حشيش، فما كان من هذا القائد إلا أن رفض العرض، وأرسل طلقة من الرصاص للمرتزق قاسم منصر.
نحن اليوم نعيش زمن التفاهات والتافهين، انظروا كم من المرتزقة يتكومون في الرياض وتركيا وقطر، يتهافتون على ريالات آل سعود، يبيعون أنفسهم بأبخس الأثمان، ويتقبلون الإهانات من أرخص مسؤول سعودي. هذا زمن السقوط، من كنا نعتبرهم جبالا شامخة، تحولوا الى ديدان مستنقعات للمال السعودي القذر. هناك أناس عاشوا حياتهم عملاء ومرتزقة، يمدون أيديهم لكل من يدفع، هؤلاء لا لوم عليهم فهذا طبعهم، والطبع غالب، من مثل هؤلاء من سرقوا الداخل والخارج، سرقوا حتى المواطن المسكين. مثل هؤلاء اختاروا طريقهم منذ البداية مثل الجنرال العجوز الذي بدأ حياته مرتزقا في صفوف الملكيين، وتحول الى عميل ينفذ الأجندة السعودية، والآن عاد الى الوكر الذي بدأ منه.
المشكلة ليست مع هذا المرتزق وأمثاله، لكن المشكلة، مع أولئك المدعين، الذين أوهموا شعبهم بالعداء للإمبريالية والرجعية، والنضال من أجل الاشتراكية والوحدة والتحرر القومي والوطني. هؤلاء كانوا أول الساقطين، وتسابقوا على خدمة الرجعية، وتنفيذ مخططاتها، بقتل اليمنيين، وتدمير مصالح البلاد، وينعقون ليلاً نهاراً خدمة للريال السعودي، هؤلاء برغم من عمالتهم إلا أنهم ازدادوا لصوصية، بسرقة اخوانهم العملاء. وكما يقال فالسارق لا يفرق بين متاع ومتاع، فالكل أمامه غنيمة.
اليوم عملاء ولصوص الرياض يتباهون بشراء العقارات والفلل في القاهرة وأسطنبول وغيرها من العواصم، وفوق هذه المخازي لازالوا يتحدثون عن الشعب الذي يساندون المعتدين عليه. إنها الوقاحة والتفاهة.
ألم أقل لكم أننا في زمن التفاهات؟!