العدوان يعيد ثقافة الاستفادة من ماء المطر إلى الواجهة

تحقيق وتصوير/ رجاء عاطف
المطر نعمة من نعم الله التي منّ الله بها على بلادنا الحبيبة وخاصة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه البلاد عدوانا ودمارا وكأن المطر يرسل لنا رسالة مفادها :أن الحياة مستمرة ومازال الأمل موجودا ومازالت تلك القطرات تنهمر وتطرق نوافذنا وتهمس في آذاننا ..بصوت خافت لتقول :تفاءلوا.
لكن ما نود الحديث عنه هو أن اليمن قديماً كانت تعتمد على مياه الأمطار بشكل رئيسي وكان جمع مياه الأمطار عبر “المزاريب” (المعروفة محليا بالميازيب )منتشرا في مختلف المناطق خاصة الريفية بشكل كبير.. كنوع من حصاد المياه.
ولكن فجأة بدأت تختفي هذه الظاهرة شيئاً فشيئا من قبل المواطنين خاصة في المدن واعتقدنا لوهلة أنهم تخلوا عن ذلك ..وفي الوقت الذي تعاني فيه بلادنا من أزمة خانقة لعدم توفر المياه خاصة في ظل العدوان الغاشم وجدنا انه لا زال بالإمكان الاستفادة في المدن من نعمة الأمطار بعد أن باتت تلك العادة القديمة أحد الحلول في ظل واقع يعيش فيه الناس الأمرين :قسوة الحرب ومرها وعطش الماء وفقده ..وهو الدافع الذي جعلهم يبحثون عن سبل أخرى تغذي منازلهم بالمياه من بينها ماء السبيل من فاعلي الخير ..كمثال ..
لكن راهنا جاءت الأمطار كفرصة يستغلها كثير من الناس من الذين لايحصلون على المياه بسبب ندرة المياه العمومية وارتفاع قيمة مياه الآبار الخاصة حيث لجأوا الى الاستفادة من هطول الأمطار وانسيابها من أسطح المنازل عبر (الميازيب ) كنوع من حصاد المياه استطاعت معه الكثير من الأسر تغطية حاجتها من المياه وذلك بتعبئة ما استطاعت من أواني وخزانات بلاستيكية والقيام بغسل الثياب والأغطية والفرش وتنظيف المنازل ..
كما اشتغلت على ذلك جهات كالمدارس وشجعت عليه من خلال الاستفادة من ماء المطر بتحويل مياه الأسطح في المدارس إلى الخزانات ليستفيد منها الطلاب في دورات المياه كبديل عن الماء العمومي وشراء الوايتات ..
والعودة إلى فكرة قديمة وقت الشدائد أمر يعكس صمود اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا ويشجع المواطنين على الاهتمام بثقافة الاستفادة من ماء المطر ومدى أهميته في تخفيف نقص تدفق المياه العمومية إلى المنازل في ظل ارتفاع أسعار الديزل والغياب التام للكهرباء ..
والأجمل أن الموضوع تحول إلى ظاهرة في المدن.. بعد أن كانت حكرا على الأرياف ..وهي دعوة نوجهها الى الجهات ذات العلاقة الى الاهتمام بمصادر أخرى توفير المياه التي تعالج جزءاً من مشكلة المياه التي يعيشها اليمن إجمالا خاصة المدن الرئيسية والتي في طليعتها صنعاء وتعز..
لذا فالواجب توسيع دائرة جمعيات حصاد المياه التي كانت قد تأسست في بعض المناطق الريفية وتوسيع ذلك النشاط..ودعمه بأنشطة توعوية في المدارس والمساجد ووسائل التواصل الاجتماعي لاستثمار نعمة المطر في بلد يعاني من فقر مائي شديد.

قد يعجبك ايضا