بات جلياً بأن الرياض وهادي يسعيان بكل قوة لإفشال مفاوضات السلام الجارية في الكويت.
وجاء إعلان وفد الرياض تعليق مشاركته في جلسة مفاوضات الأمس ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك النية المبيتة لتحالف العدوان بعرقلة أي جهود تهدف للتسوية السياسية وذلك تتويجاً لممارسات عدة جرت منذ إعلان وفق إطلاق النار في العاشر من إبريل الماضي من قبل العدوان ومرتزقته الذين يصرون على التمادي في ارتكاب الخروقات وتقويض مساعي السلام.
وبحسب محللين سياسيين فإن إعلان وفد الرياض تعليق مشاركته جاء بتوجيهات من الرياض بعد أن عجزت هذه الأخيرة في وقف المفاوضات من خلال مواصلتها شن الغارات الجوية والإيعاز إلى مرتزقتها بمواصلة العمليات العسكرية ومحاولات الزحف المستمرة والفاشلة في كافة الجبهات.
ولم يقدم وفد الرياض أي رؤى سياسية لمعالجة الأزمة حسب طلب الأمم المتحدة واكتفى بتقديم نقاط أمنية هزيلة وغير قابلة للتنفيذ قبل أن يعلن قرار التعليق بعكس الوفد الوطني الذي قدم رؤية متكاملة على الصعيدين السياسي والأمني والاقتصادي .
ويرى مراقبون بأن هذا الإعلان المشبوه من قبل وفد الرياض يعود إلى عجزهم وعدم توفر الرغبة الحقيقية لدى أسيادهم في الرياض في إنهاء الحرب وإحلال السلام.
ولم يعد التخبط السعودي في ملف المشاورات اليمنية الجارية في الكويت حالة عابرة، فمرض الانتكاسة العسكرية يتغول على طاولة نقاشات الحل السياسي.
مرجعيات المفاوضات التي كان يرفعها مرارا في كل المحاور الدولية كذريعة لاستمرار العدوان على اليمن ابتداء بالقرار الدولي 2216، مروراً بمخرجات الحوار الوطني، وصولاً إلى المبادرة الخليجية التي شبعت موتا ووُضعت كمرجعات مقبولة وفقا للرؤية التي قدمها الفريق الوطني المفاوض.
هذا التطور والخطوة التي لم تكن محسوبة لدى الرياض وضعت الأخيرة وفريقها في موقف محرج، ليس أمام المفاوضين فحسب؛ بل أمام المجتمع الدولي الذي انحاز لموقفها طويلا تحت شماعة ضرورة تطبيق القرارات الدولية.
فريق الرياض وفي جولتين متتاليتين عجز عن تقديم رؤيته الشاملة للحل السياسي متوقفا عند رؤية مبسطة وهشة للحالة الأمنية، ومحرجا تحدث إسماعيل ولد الشيخ خلال مؤتمر صحفي عن طلبه من فريق الرياض سرعة تقديم رؤيته الشاملة.
ويبدو أن الجعبة خاوية، أمر يفسر هروب فريق الرياض وإعلان تعليق مشاوراته المباشرة بحجة استمرار الخروقات، متجاهلاً مئات الخروقات والطلعات الجوية التي ينفذها طيران العدوان السعودي الأمريكي.
تسريبات كثيرة مبنية على معطيات سياسية توحي بأن السعودية ليست راضية عن الدور الكويتي في إنجاح العملية التفاوضية والخروج إلى الحل السياسي سيما في ظل شبه الإجماع الدولي على ضرورة إيقاف العدوان وتفعيل المسار السياسي.
Prev Post
قد يعجبك ايضا