كوكبان .. هكذا كانت قشلتها وهكذا حولها العدوان

تعليق مصور / عبدالباسط محمد
جميلة كانت تلك القلعة الرابضة في مدخل واحدة من أعرق وأقدم المدن التاريخية المحصنة الشامخة فوق جبل شاهق الارتفاع شكل لها حصنا منيعا حماها من الأعداء في عصور مضت اتسمت بالحروب والمواجهات وبسط النفوذ ، لا يمكن أبدا أن تدخل إلى هذه المدينة إلا عبر بوابتها الوحيدة التي يكون فيها الدخول عبر التواء يصعب اختراقه بالقوة وفي هذه البوابة المبنية بأسلوب هندسي جميل للغاية ومعمار فريد تحوي إلى جوارها وفي نفس المنطقة قلعة تزيد تلك المنطقة جمالا وبهاء, أكونها  مبنية بنفس الطريقة التي بنيت بها البوابة وبنفس الأحجار وعلى جدران القلعة والبوابة نقوش وزخارف حجرية بديعة كسرت حاجز الصمت لهذه الجدارن لتشكل قيمة استثنائية تضاف إلى القيمة التاريخية .
كان زوار هذه المدينة يقفون على مسافات بعيدة منها للنظر والتأمل في مدى روعة منظر تلك البوابة والقلعة وبروزهما كحامي وحارس أمين لهذه المدينة المطلة على محافظات عدة المحويت وعمران وصنعاء والتي تحوي كنوزا تاريخية لا تقدر بثمن لعل أبرز, كنوزها تقع عند بوابتها وتحديدا البوابة والقلعة والتي تعرفان باسم ( القشلة) .
ولكن وبعد لكن يحل الألم حيث لم تعد لتلك المدينة حامية أو حارس أمين ففي ساعة هوجاء داهمها الخراب وحل فيها الدمار دون ظلم اقترفته سوى أنها كانت تحمل معاني الأصالة والحضارة لهذا البلد بأكمله وهذا أمر أزعج دولا أخرى تضمر الحقد لهذا الشعب وكل ما يمثل له قيمة وعنوانا للأصالة فقد دخلت مدينة كوكبان التاريخية موسوعة الحقد السعودي الذي ادخلها ضمن أهدافه وفي مرمى طائراته كجزء من  المواقع والمعالم التراثية اليمنية التي حرصت السعودية أن تطالها بعدوانها وحربها الغاشمة على هذا الشعب منذ أكثر من عام وحول العدوان قشلة كوكبان إلى كومة من الأحجار والأتربة وامتد الخراب ليشمل مساحة واسعة في المنطقة القريبة من القشلة.
جريمة لا يمكن نسيانها ولا غفرانها امتدت للماضي الذي يمثله الأجداد والحاضر الذي نمثله نحن والمستقبل الذي يمثله الأبناء والأحفاد الذين فقدوا كنزا وقيمة كانوا سيتفاخرون بها بين سائر الأمم والشعوب وجاء العدوان وأحقاده تسبقه ليدمر تلك القيمة ويحرمنا والأجيال القادمة منها .

قد يعجبك ايضا