القنوات الفضائية اليمنية.. ما هي الرسالة الإعلامية المطلوبة¿
استطلاع / أسامة الغيثي –
زادت أعداد القنوات الفضائية اليمنية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ ولكل منها توجهها السياسي والفكري والحزبي التي حدد لحظة تأسيسها وانطلاقتها فكيف ستتعامل هذه القنوات مع مرحلة الحوار الوطني وما يجب عليها أن تقوم به لإنجاح مؤتمر الحوار وما الذي يجب أن تتجنبه أثناء ذلك والذي كان محور الاستطلاع الذي أجرته دنيا الإعلام وكانت حصيلته كالتالي :
* يقول الدكتور محمد قيزان – مدير قناة سهيل الفضائية:
– كل اليمنيون يأملون أن ينجح مؤتمر الحوار الوطني القادم بغية إيجاد حلول للمشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية العالقة منذ سنوات, وطي صفحة المرحلة الانتقالية بنجاح قبل الحديث عن دور وسائل الإعلام للتهيئة للحوار ما هو دور القائمين على الحوار من حيث ماذا يريدون¿ وماذا أعدوه من أجل التهيئة في ظل الدعم الدولي الكبير لذلك¿ الشفافية في مصفوفة الدعم المقدم لإنجاز الحوار المعلومات محصورة في أشخاص محددين وغير متاحة للجميع الشفافية في التعاطي مع الأحداث والقضايا التي تعتمل على الساحة الوطنية بدلا من العمل وراء الكواليس ووجود معالجات سياسية سريعة واضحة وحقيقية لمشاكل البلاد وليس الترقيع أو التدوير في المناصب وعلى قادة الرأي والأحزاب تهيئة أجواء الحوار وتفويت الفرصة على أعداء الوطن الذين همهم مصالحهم الضيقة فقط .
” ثقافة جديدة”
ويضيف قيزان : الإعلام يلعب دورا هاما في التأثير على الرأي العام ومن هنا يجب عليه العمل بروح الفريق الواحد من اجل التهيئة للحوار والعمل على إنجاحه أما الإعلام الرسمي بكل أنواعه المرئية والمسموعة والمقروءة عليه القيام بدوره الوطني في مساندة التوجه الرسمي في إنجاح الحوار الوطني إيجاد ميثاق شرف إعلامي يتم الاتفاق عليه مع وسائل الإعلام المختلفة لتوظيف المعلومات في خدمة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره بعيدا عن المناكفات الضيقة وجود سياسة إعلامية أو خطة تلتزم بها كافة وسائل الإعلام الوطنية الرسمية والحزبية والخاصة للكف عن المهاترات والتشكيك بالآخر نشر الوعي في أوساط الناس بأهمية الحوار وصولا لترسيخ ثقافة جديدة تقوم على الحوار الحضاري في حل القضايا والمشكلات والابتعاد عن لغة العنف والقوة لتحقيق المطالب أيا كانت إشاعة ثقافة التفاؤل والأمل بمخرجات الحوار وحث القوى والمكونات المختلفة على المشاركة فيه واعتماد لغة تتسم بالتصالح والتسامح وتجنب ذكر كل ما من شأنه تخويف المجتمع بفشل الحوار قبل انعقاده وتثبيطهم من جدوى المشاركة وأيضاٍ تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين ورأب الصدع والخلافات,و إزالة العوائق التي تقف في طريق الحوار وتذليل الصعوبات انطلاقا من موقع مسؤوليتهم الوطنية والطرح بعيداٍ عن الإثارة الإعلامية التي تخلق الفتن بين أبناء الوطن الواحد والسعي إلى التهدئة ووقف المهاترات الإعلامية للوصول إلى الوفاق الوطني واستشعار الولاء الوطني والتصدي لكل الدعوات التي من شأنها إعاقة خروج اليمن من أزماته .
” رسالة وطنية”
ويسترسل قيزان: الحوار هو وسيلة فعالة لتخفيف حدة التصادمات وامتصاص إفرازات العنف الكامن في الصدور نتيجة التعبئة ألا مسئولة من قبل الإعلام الذي لا يمتلك رسالة وطنية حقيقية ولا يعي وظائفه في عملية الرقي بالوعي الوطني التأكيد على أن الحوار فرصة تاريخية لليمنيين لمعالجة القضايا وحلحلة الأمور والاتجاه نحو المستقبل الذي ينشده الجميع والمشاركة المجتمعية مسألة مهمة ولابد من إشراك كافة أبناء اليمن في عملية الحوار من خلال إيصال رسائلهم والاطلاع على ما يدور خلال جلسات المؤتمر عبر مختلف وسائل الإعلام تبني حملة إعلامية موجهة تساهم في ضمان أكبر نسبة مشاركة في الحوار والتوضيح للرأي العام الأهمية التي يكتسبها الحوار الوطني كمخرج آمن للبلاد من الأزمات الراهنة .
“ترسيخ الاستقرار”
* يرى خالد عليان- مذيع بقناة اليمن الفضائية : هذه المناسبة حساسة ودقيقة وعلى وسائل الإعلام أن تتعامل معها وفق أهميتها لمصلحة البلاد .. على الصحفيين أن يقوموا بواجباتهم في الحفاظ على استقرار البلاد وأمنه ووحدته بتهيئة الأجواء للقبول بالآراء المتعددة والابتعاد عن التضخيم والأحكام المسبقة والاتهامات لهذا الطرف أو الآخر وإدارة الاختلافات أن وجدت بفن ومهنية , وإننا اليوم في عالم مفتوح والإعلام هو الذي يلون أجواء هذا العالم ولذا من حق المغترب اليمني أن يطمئن على بلده عبر وسائل الإعلام المختلفة من حق الناس المتابعين والقراء والمشاهدين أن يطمئنوا إلى وضع بلادهم من حق المتابع العربي والدولي أن يتلمس حكمة اليمنيين في حوارهم ولا يملك إرسال هذه الرسائل الفعلية إلا الإعلام المسؤول والهادف , وثمة قوانين للصحافة والنشر في البلاد وثمة معايير مهنية مختلفة للتعاطي مع الخبر ونشره ولكن فوق هذا وذاك هناك المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية كرقيب حقيقي لقيمة ما نريد نشره.
* واختتم بالقول: إن حرية الإعلام والتعبير هي على قائمة الحقوق الإنسانية والمجتمعية لكنها لا تعني أن تقول ما تشاء فيمن تشاء وقتما تشاء وأن تسيء لأي أحد يخالفك الرأي حتى لو كان المتضرر وطن ينتظر الفرج ويقول الفيلسوف جون ستيوارت ميل وهو من أوائل من نادوا بحرية التعبير عن الرأي : ” إذا كان كل البشر يمتلكون رأياٍ واحداٍ وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأياٍ مخالفاٍ فإن إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بني البشر إذا توفرت له القوة “.
“دور محوري”
* وبدوره يقول عبدالله الدهمشي- كاتب وباحث : إن وسائل الإعلام تلعب دورا محوريا في أعمال مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته فهي أهم وسائل تنوير الرأي العام بسير أعماله وهي أيضا أهم وسائل التواصل بين لجانه المختلفة وأعضائه الكثر كذلك فالإعلاميون جزء مهم ومؤثر في العملية الحوارية من هنا تكمن أهمية الرسالة الإعلامية من داخل مائدة الحوار وخارجه ومن المهم هنا الإشارة إلى أن القنوات الفضائية هي أكثر وسائل الإعلام انتشارا وأشدها تأثيرا لذلك ستكون لها الدور الحاسم والمؤثر في أعمال الحوار ونتائجه غير أن التبعية الكاملة لهذه القنوات لملاكها والجهات السياسية والحزبية المسيطرة عليها يمكن أن ينحرف بدورها عن مساره الإيجابي إلى مهاترات ومكائد سياسية لا تخدم القضية الوطنية والنتائج المرجوة من الحوار الوطني وحتى يمكن للقنوات الفضائية أن تؤدي دورا إيجابيا في الحوار الوطني وعليها أن تتجنب المهاترات السياسية وتضخيم الاختلافات وكل ذلك ممكن إن التزمت هذه القنوات بالمهنية والموضوعية وتحلت بالروح الوطنية المسئولة عن أزمة الحاضر وانفراجات المستقبل وذلك يجنبها الخوض في الخلافات التي ستكون طبيعية بين المتحاورين خاصة في الأيام الأولى لمؤتمر الحوار كما أنه من المهم لهذه القنوات أن تتجنب تضخيم الخلافات والمسارعة إلى إثارة الرأي العام في خلافات مهما بدت حدتها مسيلة للسبق الإعلامي فإن الحوار ينطلق منها إلى توافق وطني وهذا أيضا متوقف من ناحية أخرى على الأحزاب السياسية وملاك الفضائيات الذين نرجو منهم ألا يستخدموا هذه الوسائل لتفخيخ الحوار بمكايداتهم التي لا تنتهي وعلى كل نأمل أن تؤدي وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات الدور الذي تقتضيه اللحظة الوطنية الراهنة والتي هي بحق لحظة مصيرية.
“الجدية والإيجابية”
* فيما يرى إبراهيم طلحة- كاتب وشاعر : أن الإعلام اليوم يستطيع فعل كل شيء لأنه كل شيء.. يستطيع الإعلام أن يصنع آليات للحوار لا أن يوجهها فقط.. بإمكان الآلة الإعلامية أن تقرر مصير ومجريات الحوار فبناء على مضمون الخطاب الإعلامي يكون حاصل الوعي الجمعي نستطيع أن نؤكد معٍا أن القنوات الإعلامية هي بيت قصيد الحوار.. بقدر ما تكون جادة وإيجابية يكون الحوار جادٍا ومثمرٍا.