متحف ذمار ومدن صعدة وصنعاء وكوكبان التاريخية حضارة عظيمة أصابها الدمار

أبشع جرائم ارتكبها العدوان بحق التراث اليمني

الثورة/
منذ عام و12 يوماً واليمن يرزح تحت وطأة أبشع عدوان في القرن الحادي والعشرين فاق في إجرامه وضحاياه حروب كبرى في القرن الماضي ، ولم يندهش العالم من مثل هكذا عدوان ولم يهتز أو يتأثر بتلك الجرائم التي قام بها هذا العدوان والضحايا الذي سقطوا بالآلاف من المدنين نساء وأطفال ولكن اندهاشه من ذلك الصمود والتحدي والمواجهة الذي تجلى بها الشعب اليمني في وجه دول كبرى تقف جميعها في صف العدوان على هذا البلد الذي يصنف من أفقر دول العالم لكنه غني جدا برجاله بل وبكل أفراد شعبه الذي لا يستسلم للإذلال ويسعى وراء الكرامة .
تنوعت جرائم العدوان وشملت مختلف الجوانب والمجالات الحياتية لهذا الشعب الأبي لم يترك شيئا ذي قيمة إلا وعمل على استهدافه وقصفه ، ومن تلك الأهداف التي طالها حقد العدوان مواقع التراث الثقافي لليمن ، فعلى مدى العام ونيف قصفت الطائرات أكثر من ستين موقعا ومعلما تاريخيا واثريا في مختلف المحافظات اليمنية.
وهنا سنحاول العودة قليلا إلى الوراء لنسترجع أبشع جرائم العدوان في حق التراث اليمني وان كانت كل الاستهدافات في هذا الجانب كلها جرائم إلا أن البعض منها وصل في بشاعته ومستوى تدميره كل حدود الإجرام والفساد الأخلاقي ، وفي الأسطر التالية نورد أربعا من تلك الجرائم نرتبها بحسب تاريخ الاستهداف .
آلاف القطع الأثرية
ويمثل استهداف متحف ذمار الإقليمي في الأسابيع الأولى من العدوان وتحديدا في 21 مايو من العام الماضي واحدة من تلك الجرائم البشعة لقوى العدوان بقيادة المملكة السعودية حيث تم تدمير هذا المتحف الكبير والواسع والذي كان يحتوى على الآلاف القطع الأثرية حيث ذكر مدير آثار ذمار شداد العلي أن القطع الأثرية التي كانت في المتحف يقدر عددها ب (12) ألف قطعة تم انتشال القليل فقط منها لا تتعدى الألف قطعة والغالبية العظمى انتهت تحت الركام ، حيث تم تسوية هذا المتحف بالأرض وهو المتحف الذي ظلت ذمار تنتظره لسنوات عدة وتم إنشاؤه وفق احدث الأساليب العالمية .
وأشار إلى أن تدمير هذا المتحف والقطع التي كانت بداخله والتي تعد الكثير منها نادرة جدا خسارة فادحة منيت بها الحضارة اليمنية .
140 معلماً ومنزلاً
الجريمة البشعة الثانية كانت بحق مدينة من أهم وابرز المدن التاريخية اليمنية والتي تنتظر أن يتم إقرار إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي كونها تمتلك مقومات الانضمام وبجدارة أنها مدينة صعدة القديمة تلك المدينة المنكوبة التي بدأ استهدافها منذ بداية العدوان وسجل أول استهداف لها في العاشر من ابريل الماضي وتوالت الاستهدافات لهذه المدينة كان أشدها في التاسع من مايو وغارات عدة في يناير من العام الجاري وكل تلك الغارات أدت إلى إلحاق أضرار بالغة في معالم ومباني هذه المدينة التاريخية أوجزها تقرير حصر نفذته هيئة الحفاظ على المدن التاريخية فرع صعدة أوضحت فيه أن (140) معلما في هذه المدينة تضررت نتيجة العدوان منها (76) منزلا تاريخيا تدمر منها بشكل كامل (26) منزلا ، بالإضافة إلى تدمير (55) محلا تجاريا تدميرا كاملا ، وتضرر (9) منشآت تاريخية عامة أبرزها جامع الإمام الهادي وخزان مياه وفرن وحديقتان عامتان.
مئات المنازل
الجريمة البشعة الثالثة كانت بحق أهم مدينة تاريخية يمنية ولجت قائمة التراث العالمي في ثمانينيات القرن الماضي ودخلت قاموس الحضارة الإنساني من أوسع أبوابه إلا أن صواريخ الغدر والحقد امتدت إلى هذه المدينة وانتهكت حرمتها في استهدافين مباشرين الأول في 11 يونيو إلى قصف حارة القاسمي بصنعاء القديمة ودمر (8) منازل تاريخية بشكل كلي وتشققات وتصدعات وإضرار متفاوتة لحقت ب(113) منزلا تاريخيا في تلك الحارة والحارات المجاورة لها وهذا ما أكدته وكيلة الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية امة الرزاق جحاف ، ولم يقف العدوان عند هذا الحد بل استهدف هذه المدينة وبشكل مباشر للمرة الثانية في التاسع عشر من سبتمبر الماضي حيث وقع القصف في حارة الفليحي على احد منازل المواطنين (حفظ الله العيني) ونتج عن هذا القصف تدمير ذلك المنزل وإضرار بالغة أصابت (60) منزلا تاريخيا في عدد من الحارات المحيطة بموقع القصف ، فيما تشير إحصائيات إلى أن قرابة (200) منزل تضررت من هذا القصف ، ولم تكن هذه نهاية المآسي لمدينة صنعاء القديمة نتيجة العدوان فقد استهدف ولمرات عديدة مجمع العرضي التاريخي الموجود في محيط المدينة كان اشد تلك الاستهدافات في العاشر والثامن عشر من يونيو أيضا في 20 سبتمبر الماضي .
وأشارت جحاف إلى أن ما تعرضت له هذه المدينة العريقة يمثل مأساة يصعب استيعابها فحجم الدمار هائل جدا وقد يفوق الإحصائيات المرصودة وهذا ما ستكشفه الأيام القادمة .
90 منزلا تاريخيا
وفي منتصف فبراير الماضي ارتكب العدوان جريمة لا تقل بشاعة عن سابقاتها بحق التراث اليمني حيث استهدفت غاراته مدينة كوكبان التاريخية وكان القصف شديد التدمير وقع مباشرة على القلعة والبوابة التاريخية الوحيدة لكوكبان ، وبحسب إحصائيات الأضرار التي صدرت عن فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بالمحويت فإن حجم الأضرار والتدمير الذي خلفته الغارات كان كبيرا جدا حيث دمرت القلعة والبوابة كما دمرت (30) منزلا تاريخيا بصورة كلية وأضرار بالغة لحقت ب(60) منزلا آخر وبعضها بحاجة إلى سرعة ترميم لإنقاذها من الانهيار.