لندن/سبأ –
أقيم يوم أمس في مجلس العموم بالعاصمة البريطانية لندن حفل افتتاح فعاليات مهرجان الثقافة اليمنية كأول فعالية من نوعها تنظمها السفارة اليمنية في لندن بالتنسيق مع مجموعة أصدقاء اليمن البرلمانية في مجلس العموم وذلك بحضور وزير التنمية الدولية البريطاني آلن دنكنوزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آليستر بيرت ورئيس مجموعة أصدقاء اليمن البرلمانية – رئيس لجنة الشؤون الداخلية بمجلس العموم كيث فاز وسفير اليمن لدى المملكة المتحدة عبدالله علي الرضي ونائبة السفير البريطاني في صنعاء شارون واردل.
وفي حفل افتتاح المهرجان أمس الأول القى وزير التنمية الدولية البريطانية ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلمتين أشادا فيهما بالخطوات التي خطتها اليمن في العملية السياسة ترجمة للمبادرة الخليجية وبتدشين أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 مارس والذي اعتبراه منعطفاٍ مهماٍ في التاريخ اليمني.. مؤكدا حرص المملكة المتحدة على مواصلة دعمها لليمن والعملية السياسية الجارية فيه لما من شأنه التغلب على كافة التحديات وتحقيق الاهداف التي ينشدها الشعب اليمني في سبيل التقدم والازدهار .
وجددا موقف بريطانيا الداعم لليمن وأمنه واستقراره ووحدته والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية.. منوها بتنظيم مهرجان الثقافة اليمنية في لندن بما يسهل للبريطانيين التعرف على عراقة التاريخ والفنون الزاخرة في هذا البلد.
وتحدث الوزير دنكن عن أول زيارة له إلى اليمن والتي كانت في العام 1985م لشراء شحنة نفط .. مبينا أن تلك الزيارة كانت مقدمة لزيارات أخرى وأصبحت اليمن تحتل أهمية خاصة في نشاط مؤسسته إلى جانب أنه أصبح مع الوقت أكثر معرفة وإلماما باليمن وخصائصه ومتابع لكل مايجري فيه.
في حين اشاد الوزير بيرت بالدور الذي يبذله رئيس مجموعة أصدقاء اليمن البرلمانية كيث فاز لتعزيز علاقات التعاون والصداقة القائمة بين اليمن والمملكة المتحدة .. واصفا إياه برجل اليمن في بريطانيا.
رئيس مجموعة أصدقاء اليمن البرلمانية تحدث من جانبه عن المكانة الخاصة التي تحتلها اليمن في ذاكرته باعتبارها محل ميلاده لافتا إلى زياراته المتعددة إلى اليمن لا سيما زيارته الاخيرة مطلع مارس الجاري والتي التقى خلالها بالرئيس عبدربه منصور هادي وعدد من المسؤولين في الحكومة حيث جرى مناقشة العلاقات الثنائية بين اليمن وبريطانيا وافاق تطويرها والتعرف عن كثب على تطورات الاوضاع في اليمن .
وأشاد البرلماني البريطاني بالتقدم المحرز في العملية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية والتي توجت بانطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. لافتا إلى ما يواجهه اليمن من تحديات أمنية واقتصادية وإنسانية كبيرة تتطلب من المجتمع الدولي مساندة جهود قيادته وحكومته للتغلب عليها.
وأثنى فاز على ما يتميز به اليمن من معالم تاريخية وجمال للطبيعة وفنون مميزة وعادات وتقاليد أصيلة .. معتبرا أن اقامة هذا المهرجان في لندن سيشكل فرصة هامة للبريطانيين للتعرف على كل مايعكس الوجه الحضاري لليمن .
وألقى سفير اليمن بلندن عبدالله الرضي كلمة أكد فيها على أهمية افتتاح هذا المهرجان للتعريف بالثقافة اليمنية في أحد أهم مراكز الديمقراطية في العالم فضلا عن تزامن تنظيمه مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن.. مبينا أن الهدف من تنظيم مهرجان الثقافة اليمنية في لندن هو تعزيز جسور التواصل الثقافي والحضاري بين البلدين والشعبين الصديقين اليمن وبريطانيا وكذا تعريف المواطن البريطاني بالموروث الثقافي الزاخر في اليمن وتاريخه وحضاراته التليدة وما يحفل به من معالم سياحية جذابة وفن معماري فريد وجمال طبيعة خلاب وتضاريس متنوعة تشكل في مجملها وجه اليمن وتجعله من أهم الواجهات السياحية في العالم.
ولفت إلى أن جسور التواصل القائمة بين شعبي البلدين الصديقين منذ أكثر من قرن ونصف .. موضحا في هذا الصدد أن المهاجرين اليمنيين تواجدوا في المملكة المتحدة منذ 1860م وأن الجالية اليمنية تعد من أقدم الجاليات المسلمة في بريطانيا.
وأكد السفير الرضي حرص اليمن قيادة وحكومة وشعبا على تعزيز وتمتين العلاقات التاريخية و تقوية أواصر التعاون والصداقة القائمة مع المملكة المتحدة وفتح آفاق رحبة لتعزيز التعاون والشراكة في المستقبل.. معبرا عن الشكر والتقدير لكل الذين ساندوا تنظيم هذا المهرجان .
وتحدثت نائبة السفير البريطاني بصنعاء / شارون واردل بكلمة أشادت فيها بالدور الذي قامت به سفارة اليمن في لندن من أجل تنظيم هذا المهرجان .. مشيرة إلى الأهمية التي يمثلها اقامة هذا المهرجان سواء في تعريف البريطانيين بما يمتاز به اليمن من عبق التاريخ وجمال الطبيعة وتنوع التضاريس والجغرافيا وإبراز ثقافته وفنونه وعاداته وتقاليده أو أهميته من حيث تعزيز التواصل الثقافي بين الشعبين الصديقين وبماينعكس ايجابيا في خدمة العلاقات اليمنية البريطانية.
وتضمنت فعاليات الافتتاح التي حضرها أكثر من اربعمائة شخصية من أعضاء مجلس العموم البريطاني وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في لندن وعدد من المسؤولين والباحثين وأعضاء جمعية الصداقة البريطانية اليمنية وحشد من الباحثين والمهتمين بالشأن اليمني في بريطانيا وجمع غفير من أبناء الجالية اليمنية والجاليات العربية ..تضمنت العديد من الفقرات الثقافية والفنية التي عكست ثراء وتنوع الموروث الثقافي اليمني ومقطوعات غنائية من التراث اليمني الاصيل بالإضافة إلى عرض لنماذج من المشغولات اليدوية والحرفية والحلي والأزياء الشعبية والنسوية ومجسمات للبيوت اليمنية والبيت الصنعاني .. إلى جانب افتتاح معرض للوحات فنية تشكيلية رسمها عدد من الفنانين البريطانيين الذين زاروا اليمن.
هذا وستقام فعاليات المهرجان الثقافة في ميدان تارفلجر أهم الواجهات السياحية والتاريخية في بريطانيا عامة ولندن خاصة وأشهر نقطة تجمع في العاصمة البريطانية لاحتضانه أقدم نصب تذكاري في لندن يرجع تاريخه إلى أكثر من 1600 سنة.
والمحور الأساسي للمهرجان تحويل ميدان تارفلجر ابتداء من شهر يوليو المقبل إلى نسخة طبق الأصل من سوق الملح الشهير في مدينة صنعاء التاريخية ومن ثم اقامة فعاليات المهرجان في ساحة السوق بما يمكن الزوار من البريطانيين والسياح الوافدين إلى لندن خلال فصل الصيف من التعرف على الثقافة والفنون والفلكلور الشعبي والعادات والتقاليد العريقة التي تزخر بها اليمن باعتبارها بلد الحضارات التليدة منذ فجر التاريخ الإنساني .