خرج لطلب الرزق.. فقتل العدوان أولاده ودمر منزله

وائل شرحة
عشرون عاما من الكد والعمل، صباحا في السلك التعليمي التربوي، ومساء على سيارته الأجرة، بشوارع العاصمة صنعاء، حولتها طائرات العدوان الغاشم في لحظات إلى ركام وغبار وأشلاء.
بينما توجه أستاذ الرياضيات في مدرسة 22 مايو علي القبلي، للعمل على سيارته الأجرة بعد ان تناول وجبة الغداء مع أولاده، في مساء يوم الثاني من يونيو 2015م وكانت زوجته في بيت جيرانهم.. كان في المنزل ابنته نورا وابنه الصغير شهاب وبرفقتهم  صديقتين لابنته من بنات الجيران.. وكانت آخر لحظات لهم في هذه الحياة.
كانت طائرت العدوات في السماء تسقط صواريخها القاتله رأسا على منزله الشعبي بمنطقة عرة همدان شمال العاصمة، الذي أنصبه على قطعة أرض بسيطة بعد صراع شديد مع الحياة وصعابها.
دوي الانفجار يعم المدينة، وأعمدة الغبار تكسو سماء الحي.. صراخ النساء والأطفال، هلع الرجال ودعاء الشيوبة حاضرة بقوة، لكنها عاجزة عن إعادة ما انفاه ودمره صاروخ العدو القاتل.
نهضت ربة منزل الجار الذي كانت زوجة الأستاذ علي المقري حاضرة فيه.. لتترقب من شباك الدار الذي لم يثبت بعد من اهتزازه، كاهتزاز الصوت بآذان ابناء الحي نتيجة الضربة الجوية القاتلة..
لتصرخ نحو زوجة القبلي.. أين منزلكم.. لم يعد بمكانه.. وهناك وخلال نظرة ألقتها الزوجة من نافذة الجار.. هرعت باتجاة منزلها الذي لم يعد له أثر سوى بعض من الأتربة والحجارة.. لم يقو جسدها على السير نحو الركام وجثتي ابنتها وابنها وبنت الجيران.. لتسقط،على الأرض مغمية عليها من قوة الصدمة..
عاد الوالد وبحذر كبير إلى الحي ليجد المارة يترقبونه ويرصدونه بأعين يملؤها الألم والحزن والمواساة…تماسك نفسه وبذل كل قواه محاولا عدم الانهيار، حتى يلملم ما تبقى من إشلاء ولديه وعيال الجار.
يقول  علي القبلي ” هناك تأثيرات نفسية  لحقت بي وبالأسرة، لا سيما زوجتي التي ما تزال  مريضة حتى الآن ولم تتوقف عن البكاء  يوم واحد..”
مهما كتبت عن قصة القبلي التي روتها لي عيناه الغائصة في بحر من الحزن وتجاعيد وجهه المؤلمة ستظل  والأحرف والكلمات عاجزة عن تشكيل عبارة تصف المأساة.. لكن ربما العدسة وحدها من تمكنت من نقل كل ذلك.

قد يعجبك ايضا