(نهاية المغامرة السعودية في اليمن والمنطقة )

محمد المنصور

* في مثل هذه الأيام قبل عام كانت الأوضاع المعيشية والخدماتية في صنعاء وبقية المدن والمناطق اليمنية غاية في الصعوبة ، حيث عمت حالة من الارتباك والمخاوف في أوساط الشعب ، وانعدمت خدمات المياه والكهرباء ووسائل المواصلات بفعل انعدام المشتقات النفطية ، وعمت موجة من النزوح السكاني و…،
كان العدوان مفاجئا وغادرا وشاملا ، يراهن على إحداث الصدمة والترويع وشل إرادة اليمنيين ، وتحقيق انتصار سريع وحاسم ، واستسلام فوري لمشيئته الشيطانية .
اليوم وبعد عام ، بحمد الله وبفضل تضحيات وصبر وصمود الشعب اليمني وانتصارات الجيش واللجان ، وصمود الدولة التي راهن العدوان على سقوطها ، يكاد الوضع العام أن يكون طبيعيا ، والصورة مختلفة تماما ، رهانات العدوان فشلت ، معنويات الشعب اليمني عالية ، والجهوزية العسكرية والأمنية عالية ، والاستعداد لعام أو اعوام من الصمود عال بفضل الله .
الوحدة الوطنية متماسكة ، والقضية واضحة لدى أبناء الشعب اليمني العظيم ، وأبعاد العدوان السعودي الامريكي التحالفي وأهدافه الخبيثة تكشفت لليمنيين ، وانفضحت أمام العالم بما ارتكبه من جرائم كبرى بات حتى حلفاؤه الامريكان والغربيين يتبرأون منها .
الاداء السياسي للجنة الثورية في إدارة شؤون الدولة ممتاز ، والاعلام الوطني يقوم بدوره في ظل شحة إمكانيات لا سابق لها ، والدعم والإسناد الشعبي للجيش واللجان في الجبهات يتعاظم ..، كل ذلك يجعلنا واثقين بنصر الله في نهاية المطاف .
على الجانب الآخر فإن تحالف العدوان ومرتزقته في مأزق حقيقي سياسي وعسكري وإعلامي فاضح ، مرتزقة العدوان في حالة من التشظي والتخبط والانقسام والتناحر والارهاب ظاهرة للعيان في عدن ومدن الجنوب التي تعمها الفوضى ، وتسيطر عليها القاعدة وداعش وينعدم فيها الأمن والخدمات الضرورية . بات استمرار العدوان في المكابرة وارتكاب المزيد من الجرائم والمغامرات العسكرية يعني المزيد من الغرق في المستنقع اليمني المعد بإحكام لابتلاعهم وتلاشيهم في جبال وصحارى وشواطئ اليمن .
اقليميا ودوليا تسير الاحداث والمواقف في سورية والعراق لغير صالح السعودية وحلف الشر الامريكي الصهيوني الاخواني الداعشي ، وثمة مؤشرات مصرية وجزائرية وتونسية وخليجية وغيرها تدل على ان الرياح تسير لغير صالح الهوى السعودي في سورية ولبنان واليمن الخ .
فقد العدوان السعودي الامريكي الهمجي على اليمن كل مبرراته ودواعيه لدى الاتحاد الأوروبي وداخل الإدارة الامريكية التي اعلنت على لسان أوباما تنصلها من المغامرات السعودية وحروبها الطائفية ، ودعوته الحكم السعودي إلى التصالح مع ايران تحمل الكثير من الدلالات .
صمود الشعب اليمني العظيم وجهاده وتصديه تم باعتماده على الله وفي ظل انعدام أية مساعدة أو دعم من أي طرف كان إقليميا أو دوليا ، وتلك هي المعجزة التي لن تفضي إلا الى الانتصار وسقوط المشروع والمغامرة السعودية في اليمن والمنطقة بإذن الله .

قد يعجبك ايضا