قوافل الدعم الشعبي.. النسق الثاني لمقاومة العدوان

> د.المطري: الدعم الشعبي دليل على تلاحم عميق بين الشعب والمقاتلين المدافعين عن سيادة البلاد

> د. الحاضري: نجدة اليمنيين ارتبطت بعامل الشرف المجتمعي والتأخر عن تلبيتها من العيب الكبير

> د.غيلان: اليمنيون تمكنوا من تحويل المواجهة من صراع داخلي بين أطراف يمنية إلى ملحمة شعبية للدفاع عن الوطن

> د. الشعبي: قوافل العطاء توازي المقاومة المسلحة في جبهات القتال

> د.الكميم: ملحمة مقاومة وكرم شعبية استثنائية .. تعزز جبهات القتال

استطلاع/ محمد مطير
رغم طغيان وعنجهية وتعجرف تحالف العدوان الغاشم الذي قارب العام من شنه حرب الإبادة بمختلف الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا على دولة تعاني من أزمات سياسية وأزمات اقتصادية وأزمات اجتماعية متراكمة, إلا أن صمود الشعب اليمني كان مفاجئا لهم وغير متوقع،خاصة الصمود الشعبي .. لأنه يغاير منطق الحروب وسنن التغالب, لأن العدو يمتلك مقومات الحرب وأدواتها..مقارنة باليمنيين الذين يعتمدون على قوة عزيمتهم وكثافة إيمانهم بمشروعهم الوطني الرافض للوصاية والظلم .. ومن هذا الملمح تأتي أهمية تواتر قوافل الدعم الشعبي للجبهات المستمرة .. ودور المواطن في مواجهة العدوان؟ ..هذا العطاء والجهد الشعبي الاستثناء كان محل إشادة على لسان أكاديميين ..نتابع ماذا قالوا:

الدكتور خالد المطري –جامعة صنعاء- يرى الالتفاف المجتمعي العريض حول الجيش واللجان الشعبية من باب الواجب  “ بما أن الحرب عدوان صريح فأن مشروعية قتال الجيش واللجان الشعبية لقوات العدوان ومن معهم من مرتزقة وعملاء واجب وطني مقدس, وكذا قوافل الدعم الشعبية المرسلة إلى الجبهات تعد جهادا وتأكيدا. على قوله يضيف :من المعلوم أن من جهز غازيا فقد غزا, لأن له أجر من بذل نفسه مع أن بذل النفس يعد أعلى مرتبة ويليه بذل المال .. وأن مساهمة المواطنين وأبناء الشعب ينطلق من دوافع دينية ووطنية بحتة..
لافتا إلى أن قيام أبناء الشعب بتقديم قوافل الدعم للمقاتلين في جبهات القتال المختلفة تحمل أهمية قصوى .. لكوننا نقاتل عدوا لديه تفوق مطلق في الأمور المادية ولديه قدرة كبيرة على منع وصول الإمدادات إلى الجبهات.
واستطرد : وبالتالي فإن نجاح أبناء الشعب في إيصال تلك القوافل إلى تلك الجبهات في مثل هذه الظروف وفي ظل الحصار البري والبحري والجوي الذي يفرضه العدوان يعد أحد العوامل الأساسية في استمرار مقاومة هذا العدوان وتحقيق الانتصارات عليه في مختلف الجبهات ..
وزاد الدكتور المطري بالقول : فضلا عن دلالة تلك القوافل وما ترمز إليه من تلاحم وثيق العرى بين المواطنين والمقاتلين المدافعين عن سيادة البلاد وكرامة الشعب اليمني.
وخلص بالقول:  يستحيل هزيمة قوة تحظى بدعم وتأييد ظهير شعبي واسع كما هو الحال بالنسبة للجيش واللجان الشعبية.
الشرف المجتمعي
فيما يذكرنا الدكتور يوسف الحاضري – كاتب ومحلل سياسي- بمسيرة اليمنيين في هذا المضمار في محطات هامة من نضالهم الكبير تجاه الغازي والمحتل، ويقول: إن الشعب اليمني متعود على البذل والعطاء في ظروف السلم والاستقرار لمن يطلب العطاء سواء في الداخل أو الخارج وهذه نفسية مجبولة على هذا التوجه.. وكل الأحداث تشهد على ذلك قديمها وحديثها ..
متابعا :فكيف بالحال عندما يكون هناك مناد من داخل الوطن لصد عدوان عالمي والمنادي هم أولئك الذين بذلوا ويبذلون أرواحهم رخيصة لأجل الوطن والأرض والعرض فستجدهم أكيد يتسابقون للخيرات وللبذل حتى وإن كانت ظروفهم المعيشية صعبة جراء العدوان والحصار فلن يبقى هذا حائلا ضد العطاء والبذل والكرم … وهذا ما نجده ونشاهده يوميا من كل أبناء قبائل اليمن ، حتى أنها ارتبطت بعامل الشرف المجتمعي والتأخر عن تلبيتها من العيب الكبير.
وفي نفس السياق بين الدكتور الحاضري  أهمية دور المواطن لأنه أساس الصمود والانتصارات فالمواطن هو من يشكل الجبهات ويرفدها بالمقاتلين وبالدعم المادي والتغذوي .. والمواطن هو من يحافظ على استقرار الوضع الداخلي وتماسكه يعني تماسك كل الجبهات وهو العين الحارسة للقرى والمدن في كل وقت وحين ولا يعفيه على الإطلاق قيام غيره بالأعمال والأدوار .. فجبهاتنا كثيرة ومتنوعة سواء جبهات قتال أو جهاد سياسي أو اقتصادي أو إعلامي أو غير ذلك .
النسق الثاني
ومن جهته اعتبر الدكتور مجاهد الشعبي –باحث علوم سياسية بجامعة صنعاء – أن الدعم الشعبي عبر قوافل العطاء يمثل النسق الثاني لمقاومة العدوان السعودي الغاشم .. الذي يوازي المقاومة المسلحة في جبهات القتال _الداخلية والخارجية_  وهي جبهة الممانعة والمقاومة التي ﻻ تقل أهمية عن تلك الجبهات.
وقال :الخونة والمرتزقة في الداخل ﻻ يقلون خطورة عن العدو المباشر في ساحات القتال, فدور المواطن العادي في مقاومته وصموده أمام صلف وعنجهية آل سعود وممارسته لحياته اليومية بشكل طبيعي رغم الحصار الجائر يعد أشد وطأة على هذا العدو المهزوز الذي لم يستطع زحزحة أبناء الشعب اليمني عن مواقفهم الرافضة لهذا العدوان لما يقارب العام تقريبا فعزيمتهم التي ﻻ تفلها صواريخ وطائرات آل سعود هي ما لم يستطيعوا النيل منها بل أنهم يقدمون الدعم عبر تلك القوافل ليرسموا صورة رائعة لمقاومة وصمود الإنسان اليمني في وجه عدوان آل سعود الغاشم وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى النصر المؤزر والقريب بإذن الله ..
رجال الرجال
ومن جانبه أكد الدكتور محمد العماري –جامعة ذمار- أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس ضد أي عدوان خارجي سواء  بالأرواح أو المال أو باللسان (إعلام أو غيره) .. و قوافل الدعم الشعبي تندرج ضمن الدفاع عن الوطن بالمال ..  بحسب قدرة المواطن الذي لا يستطيع المشاركة الفعلية بسلاحه مع رفاقه الأشاوس الأبطال المجاهدين المدافعين عن الأرض والعرض ..
وأضاف :وهذه المشاركة تكون بحسب القدرة المادية أكانت مالا  أم عينا حتى قطع من الرغيف .. لأنها تقديم العون المعنوي لتحفيز رجال الرجال الذين في الثغور والجبهات ليقدمون أرواحهم قربانا لحماية الوطن من الغزاة المعتدين .. ومن عدوان المرتزقة الذين ينتفعون بالأموال المدنسة ..
وتابع بالقول : بما أن العدوان (السعو صهيوني) على اليمن غير مبرر وإنما ينم عن الحقد الدفين على بلد الإيمان والجار المسالم الذي لم يسبق له العدوان على أي بلد جار أو غيره بل بلد تمتد حضارته إلى أول تواجد للبشرية يتصدى لعدوان بأحدث تكنولوجيا الأسلحة بما فيها أسلحة الدمار الشامل أمام نظر ومسمع العالم .
ومن هذا السياق يعتبر الدكتور العماري  قوافل الدعم الشعبي واجباً مقدساً يندرج ضمن الواجب الوطني كفرض عين لمن استطاع بما يستطيع .. وفرض كفاية لذوي القدرة المادية وبدون أدنى تردد   .. وعلى كل مواطن المساهمة بقدر استطاعته .. بما في ذلك الكلمة في أي مناسبة اجتماعية أو تثقيفية أو بالأناشيد الوطنية والشعر الحماسي والدعاء الصادق المخلص لله..
ملحمة شعبية
الدكتور حيدر غيلان -جامعة صنعاء- لفت إلى تحول مهم استطاع اليمنيون تكريسه خلال العدوان ..وهنا يقول :  رغم مايتعرض له اليمن من عدوان أجنبي تشارك فيه أكثر من اثني عشر دولة يستهدف حياة الناس وممتلكاتهم الخاصة والعامة بالحصار والقصف دون تمييز أو مراعاة لقيم وأخلاقيات الحروب مستخدماً منذ أكثر من أحد عشر شهرا الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، والغطرسة وما ينتج عنها من جرائم حرب ضد اليمن أرضا وإنسانا, إلا أن اليمنيين تمكنوا من تحويل المواجهة من صراع داخلي بين أطراف يمنية إلى ملحمة شعبية يدافع فيها الشعب اليمني بفئاته المختلفة عن وجوده وحقه في الحرية وما الجيش واللجان الشعبية سوى جزء من الشعب.
وقال: لولا مؤازرة الشعب وتماسكه لما استطعنا الصمود أمام هذا العدوان العالمي الأعلى ميزانية والأكثر تسلحا من بين التحالفات السابقة التي شهدتها المنطقة وبعد فشله في تحقيق أهدافه يعول تحالف العدوان على التجويع والتدمير وتغذية الصراعات الداخلية التي يمكن مواجهة هذه المحاولات بمزيد من التعاون والعمل على  تكريس مبدأ الحوار مع المغرر بهم مع تقديم التنازلات لمن يخضع للسلم ومواجهة من يصر على خيار الحرب بالقوة .
واجب وطني
فيما ذهب الدكتور أمين الكميم –نائب مركز بن خلدون الطبي- الى القول : العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني الغاشم على اليمن شعباً وتراثاً جريمة يندى لها جبين التاريخ وعمل شيطاني..
ودعا كافة أبناء الشعب اليمني بكل توجهاته وفي المقدمة القوى السياسية إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات للوقوف صفاً واحداً في وجه العدوان والتصدي له بكل قوة نظراً لما يمثله من حقد وكراهية ورغبة في الإبادة.
وقال : يظهر اليمنيون على  حقيقتهم اليوم حيث يسطرون ملحمة مقاومة وكرم شعبية استثنائية .. قوافل متواصلة من الكرم والجود والعطاء تدل على الثبات ودعم جبهات القتال والصمود في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم ..
وأردف بالقول : الدعم اليوم للثوار والجيش واجب ديني وأخلاقي وإنساني ووطني ولا بد من تكاتف مجتمعي وتوعية إعلامية جادة تبين ضرورة وقدسية هذا الأمر، ومن هنا تأتي مسؤولية العلماء كضرورة شرعية وإيمانية في بيان الحقائق وبيان مسؤولية المجتمع جراء هذا العدوان الغاشم بالجهاد وبالنفس والمال والولد لأننا مظلومون وقد اُعتدى علينا .. وشدد العدو الحصار على شعبنا أرضاً وبحراً و جواً من قبل قوى التحالف الإجرامي التي تتلذذ كل يوم بسفك دماء أطفالنا ونسائنا.

قد يعجبك ايضا