إجازة نصف العام الدراسي.. صورة أخرى من الصمود
طلاب:انتظرنا الإجازة للخروج والاستمتاع بها وقضاء أوقات جميلة
أولياء أمور:الإجازة وفرحتها أعادت للأسرة الحياة بنجاح الطلاب
مدرسون:الكل بذل الجهود والجميع يستحق هذه الإجازة
تحقيق / طارق وهاس
بعد فصلٍ دراسي شهد هالة كبيرة من الإصرار والصمود في سبيل مواجهة تحدي الخوف الذي يقف وراءه العدوان، ناضل أبناؤنا وبناتنا الطلاب وإخواننا المدرسون، لمواصلة العملية التعليمية لهذا العام ليتوّج الفصل الدراسي، بالامتحانات التي سارت على أكمل وجه.. لينال الطلاب هذه الإجازة بعد هذا العناء..
الوجه الآخر لهذه الإجازة يقول إن الشارع والحدائق وغيرها كانت قد صارت خاليه من الناس بعد قصف العدوان بعض الحدائق، غير أن الإجازة وفرحتها كان لها رد آخر حيث تشهد الشوارع والمطاعم والمتنزهات حركة كبيرة أشبه بأيام العيد .
في هذا الاستطلاع سنتابع كيف يقضي طلابنا إجازتهم النصفية وكيف يواصلون “فولكلور” الفرح والترفيه بما يعكس الصمود في كل اتجاهات الحياة، أمام قبح العدوان والحصار..
“كنت أخاف من أن المدرسة لن تعطي لنا إجازة بسبب التأخر في الدراسة ولكن بعد الانتهاء من الامتحانات أخيراً إجازة وسوف نقضيها بالتنزه والاستمتاع مع أسرنا ولن ننسى أبداً بذل الجهود من أبائنا وأمهاتنا ومدرسينا في مساعدتنا لإنهاء الفصل الدراسي الأول وتخطي الصعاب وإكمال الامتحانات بسلامة والحمد لله”.
هذا ما قاله الطالب زياد طارق في بداية هذا الاستطلاع، أما أوس ومحمد -طالبان من مدرسه التضامن- فيعبران عن فرحتهما بإجازة نصف العام الدراسي بالقول: لقد انتظرنا هذه الإجازة بفارغ الصبر لكي نخفف من ضغط الدراسة في هذا الفصل والآن نستمتع بلعب كرة القدم مع أصدقائنا في النادي والخروج واللعب والاستمتاع بهذه العطلة التي تجعلنا نبدأ فصلاً دراسياً جديداً بنشاط وحيوية.
أما بالنسبة للطالب إلياس فيؤكد، هذه فرحة مثل فرحة إجازة العيد فسوف نخرج إلى المطاعم وبعض الحدائق والمنتزهات مع عوائلنا ولن ننسى مراجعة بعض الدروس مع بعض الأصدقاء ويختم لن نخاف من طيران العدوان وقصفه ولن نكون سجناء البيوت فالأعمار بيد الله وحده .
فيما ينتهز مهند إبراهيم فرصة الإجازة بمراجعة بعض الدروس المهمة والضرورية التي لم يستطع إكمالها، كما أنه- حسب تعبيره- لا يغفل قضاء بعض الوقت مع أسرته والترفيه عن النفس والخروج معهم وقضاء العطلة بفرحة.
رغم العدوان
رغم هواجس الخوف والقلق الدائم والوضع المعيشي الذي فرضه العدوان والحصار، إلى أن ولي الأمر عبد الرحمن الصارم الذي عبر عن هذه الإجازة بأنها رسمت الفرحة في وجوه الأبناء وغطت على الخوف والتوتر وهي أشبه بإجازة عيد فأطفالي يطالبوني بالخروج معاً إلى بعض المطاعم والمنتزهات لقضىاء الإجازة والترفيه عن النفس.
يوافقه الرأي هاني صالح الذي وصف الإجازة بأنها فرحة للجميع وكذلك عودة الحياة للمنتزهات والحدائق بعد أن أوشكت على أن تكون مهجورة ولكن الآن تعود الحياة إلى ما كانت عليه وتعود الحركة في المطاعم والحدائق والشارع والمنتزهات، خصوصا بعد تخوف الجميع من الذهاب إلى الحدائق من معاودة القصف على الحدائق مرة أخرى .
أما جمال عبده فيقول: لقد انتهت الامتحانات وفر الجميع فرحتين، فرحة انتهاء نصف العام الدراسي على خير والأخرى فرحة الإجازة التي انتظرها الجميع وكان من المتوقع أن لا تكون إجازة بسبب التأخر في الدراسة ولكن كانت الإجازة هي الفرحة .
وواصل: أنا وأسرتي سوف نقضي الإجازة عند بعض الأقارب في القرية وكي نغير جو من جراء ما حدث من عدوان سافر..
من جهته قال كمال الكاهلي: فرحة الإجازة هي للجميع ولكن الخوف من المعتدي الغادر من معاودة القصف من أي مكان آخر يتواجد به الآباء مع أبنائهم وأسرهم مثل المطاعم والحدائق والمنتزهات وغيرها من الأماكن التي تقضي فيها العوائل إجازاتها، وأضاف: ولكني لا أحرم أطفالي من متعة قضاء الإجازة والفرحة بها فسوف نقوم بزيارة بعض الأقارب لقضاء الأوقات الجميلة والاستمتاع بها.
هدوء وراحة
جهود كبيرة بُذلت من كافة المدرسين والأبناء والأهالي أثناء امتحانات نصف العام الدراسي وكان القلق لدى الجميع من طلاب ومدرسين وغيرهم ولكن تمت الامتحانات على خير والحمد لله.
هذا ما ألمح إليه الأستاذ علي بن علي مدرس في مدرسة الزهراء، في حديثه مؤكداً بالقول : الآن نستحق الإجازة لقضاء وقت من الهدوء والراحة رغم أنف كل معتدي وعلى الرغم مما يقوم به العدوان من قصف عشوائي إلا أننا لن نحرم أنفسنا من الاستمتاع من هذه الإجازة .
فيما تؤكد الأستاذة ابتهال جهران من نفس المدرسة أن هذه الإجازة للجميع فالكل تعب وبذل الجهود الكبيرة والكل جاء دوره في الراحة والمتعة لقضاء الإجازة في جو الأسرة والخروج معهم للترفيه عن النفس وإخراجهم من حالة القلق والخوف التي عاشوها.. وتضيف جهران لقد سَمعِت الكثير من الطلاب يتحدثون بفرحة في كيف سيقضون الإجازة وقد وضعوا لهذه الإجازة برامج تعليمية وترفيهية وكل واحد ينتظرها بفارغ الصبر.
همسة
رغم كل محاولات العدو الفاشلة فهاهو الشعب اليمني وأبناؤه يعلن انتصاره وخسارة العدو الفاضحة رغم كل جرائمه وقصفه على كل ما هو جميل في بلادنا إلا أن الشوارع والحدائق والمطاعم والمنتزهات وغيرها من الأماكن التي ترفه عن النفس تشهد ازدحاماً كبيراً وكأنها أيام إجازة عيد فهم أبناء ذي يزن وأحفاد سبأ ورجال حمير الذين لا يخافون إلاّ ممن وهب لهم الحياة ومن مصيرهم بين يديه.