عاصفة الكذب وخيبة الأمل
في أول يوم للعدوان السعودي في مارس من العام الماضي أطلق نظام بني سعود مسمى عاصفة الحزم على هذا العدوان وبعدها بفترة بسيطة لم تتجاوز الشهر أي في 21 ابريل أعلن ناطقهم الأحمق عسيري أن العاصفة نجحت في مهامها وتم تدمير تسعين بالمائة من الجيش اليمني ومقدراته ومعسكراته لذا فقد تم تغيير اسم العمليات إلى إعادة الأمل وأنه تتضمن إغاثة الشعب اليمني وتقديم المساعدات له بما يعيد له الأمل كما أعلن ذلك الناطق حينها والآن وبعد مرور قرابة العام على هذا العدوان المسمى عاصفة الحزم وإعادة الأمل أصبح الجيش اليمني واللجان الشعبية داخل العمق السعودي ويلقنون جيش بني سعود الدرس تلو الآخر بمعنى أنه لم يتحقق من تلك العاصفة والأمل سوى الكذب وخيبة الأمل على حد تعبير أحد المحللين السياسيين التابعين لوسائل إعلام العدوان.
ذلك المحلل أعلن عن تبرمه مما يحصل في اليمن ومن الفشل الذريع الذي منيت به هذه العمليات والتي جاءت بنتائج عكسية فلا الشرعية التي قيل أنهم حاربونا واعتدوا علينا لأجلها عادت ولا الجيش الذي أرادوا هزيمته انهزم بل إنه زاد قوة ومازال يحارب ويقاتل بعزيمة وإصرار قل نظيرهما بين الجيوش ولا الشعب اليمني استجاب لهم كما كانوا يخططون ولا تحقق لهم مما أرادوه شيئاً من عدوانهم على اليمن اللهم إلا قتل المواطنين وتدمير مقدرات الشعب وحصاره ومنع كل مستلزماته واحتياجاته من غذاء ودواء وغير ذلك وبالتالي فالعاصفة ماتت والأمل خاب والعدوان لم ينجح سوى في مزيد من سفك الدماء للمواطنين الذين قلتم إن كل ذلك جاء من اجله ولمصلحته بينما في الحقيقة أنتم تقتلونه كل يوم بأحدث أنواع الأسلحة .
أعتقد أن كل تلك الهالة التي أحاطت بهذا العدوان في بدايته بدأت تخفت وتتلاشى وأصبح هناك أصوات في أماكن كثيرة تنادي بوقفه ورفع الحصار فوراً لأن نتائجه التي كانوا يراهنون على تحقيقها في زمن قصير لم تظهر ولم تتحقق على أرض الواقع ولأنه حصد الآلاف من أرواح المواطنين الأبرياء بواسطة الطائرات والصواريخ والأسلحة أو بواسطة الحصار الجائر الذي أدى إلى وفيات أكثر مما تسببت به تلك الطائرات والأسلحة وبالتالي فهؤلاء الناس تأكد لديهم أن هذه العدوان لم يحقق أي من أهدافه المعلنة أو حتى غير المعلنة فتنادوا من اجل الدعوة لإيقاف الحرب ورفع الحصار مطلقين على ما يحصل في اليمن بأنه الحرب المنسية التي لم يتنبه لنتائجها الكارثية أحد أو تغاضوا عما يحدث بسبب المال الهائل الذي انفق على شراء الذمم والمواقف سواء من العرب أو غيرهم الذين باعوا ضمائرهم وإنسانيتهم من اجل حفنة من المال ولو على حساب الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنكم جيرانهم الذين لا يحفظون حق الجوار.
مما لاشك فيه أن هذه الحرب يمكن أن نطلق عليها عاصفة الكذب وخيبة الأمل نظراً لما رافقها من كم كبير وهائل من الكذب والتضليل ولأنها خيبت آمال الشعب اليمني في هؤلاء الناس الذين حاولوا أن يخدعوه ويوهموه أن كل هذا القتل والتدمير والحصار هو من اجل مصلحته لكنه عرف وكشف زيفهم وخداعهم وتضليلهم .