تحقيق/ وائل الشيباني
معلمون: الطلاب أثبتوا للجميع بأنهم أقوى من كل الظروف
طلبة:
لم يعد الخوف من العدوان مسيطرا علينا .. والمعلمون يقفون إلى جانبنا
امتحاناتنا تحد.. هذا هو شعار طلاب التعليم الأساسي والثانوي اليوم وهم يخوضون امتحانات النصف الدراسي الأول في ظل العدوان ..وهاهم يثبتون اليوم أنهم قادرون على عبور الامتحانات من خلال انضباطهم الواضح رغم ضغط المقررات الدراسية وتأخر بدء العام الدراسي.. إلا أن كل تلك المعوقات لا نجد ملامحها في وجوه طلابنا داخل قاعات الامتحانات النصفية في أيامها الأولى بل كانت مليئة بالتحدي والإصرار على تقديم أفضل ما لديهم برغم كل الصعاب.
سير الامتحانات النصفية في المدارس الحكومية والأهلية ورأي الطلاب والمختصين حول أجوائها.. في هذا الاستطلاع ..نتابع:
. وجدنا من خلال زياراتنا الميدانية للمدارس أن الطلاب والطالبات المتقدمين لخوض الامتحان النصفي يتمتعون بمعنويات عالية وهم يجتازون الصعاب الماثلة التي يصنعها العدوان السعودي الغاشم والتي واجهتهم منذ مطلع النصف الدراسي الأول.
المؤكد أن الطلبة احتاجوا لبذل جهود مضاعفة لفهم واستيعاب المناهج خلال فترة قصيرة وليس هذا الجهد مقتصرا على الطالب فقط ..فالمعلم أو المربي هو الآخر بذل جهداً أكبر في هذا العام وكذلك أولياء الأمور ولكن كل ذلك قد تم تجاوزه من خلال التكاتف والتعاون المشترك بين الطلبة وأولياء أمورهم من جهة وبين المدرسة والمعلم من جهة أخرى.
“منذ أن قامت المدرسة بالإعلان عن موعد الاختبارات النصفية حتى بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي حتى أول يوم اختبار هذا ما قاله علي الأموي طالب في الصف السادس وعلل ذلك بالقول: هذا العام مرت الدراسة بشكل سريع ولم تكن هناك الكثير من الحصص التي كنا نراجع فيها الدروس مثل كل عام وهذا ما جعلني متخوف من دخول الامتحانات .
ويتابع الأموي: ولكن بعد ما تجاوزت اختبار مادة اللغة العربية في اليوم الأول ارتحت قليلاً فقد تعاون معنا المعلم كما وعدنا وهذا ما أزاح مخاوفي من الامتحانات القادمة .
لم تختلف معه كثيراً الطالبة يسرى النجار طالبة في الصف الخامس، حيث أكدت أنها كانت خائفة بشكل كبير من الاختبارات النصفية بالرغم من وعود المعلمين لجميع الطلاب في صفها بأن الامتحانات ستكون سهلة ولن تخرج عن الملخص الذي أعطوهم قبل الامتحان.
ولكن يسرى حسب قولها لم تشعر بالطمأنينة إلا بعد أن اجتازت اختبار مادة الرياضيات الذي لم تخرج أسئلته عن الملخص.
وأكملت حديثها بالقول: لقد ذهب الخوف الذي كان ينتابني من الملخصات التي سهلت لي استذكار دروسي .
جهد مضاعف
أم عبدالرحمن – ربة منزل، ومعلمة لغة عربية سابقة – تقول إنها هذا العام واجهت صعوبات كثيرة أثناء المذاكرة لأبنائها وفسرت سبب تلك المعاناة بالقول: الظروف التي تمر بها البلاد من حرب وأصوات الانفجارات التي تفزع الأطفال وهم نيام أدت إلى فقدان أبنائها التركيز وخاصة عبدالرحمن الذي كان يمتاز بالحفظ السريع حد قولها .
وأضافت: هذه الأجواء أخافت صغاري وجميع الطلاب صغارا وكبارا لذا كان لزاماً أن أكثف جهودي للامتحانات النصفية حتى يتمكن أولادي من فهم المقرر الدراسي بشكل صحيح وقد تمكنت من ذلك بفضل من الله .
لم تكن أم عبدالرحمن هي الوحيدة التي لاقت صعوبات أثناء المذاكرة لأبنائها ..كذلك أبو أحمد القيسي محاسب في إحدى الشركات أكد أن هذا العام كان أكثر صعوبة من الأعوام السابقة على الأبناء وأولياء الأمور أيضاً لكنه في نهاية المطاف استطاع أن يتغلب على هذه المشكلة حد قوله .
مساعدة الطلاب
فيما يرى المعلمون أن الأمور جيدة ويقول فواز أحمد – معلم في مدرسة ابن خلدون الحديثة: الامتحانات تسير على ما يرام بعد أن قررت الجهات المختصة والمعلمون مساعدة الطلاب رغم أن هناك كثيرين قد اعترضوا على فكرة الملخصات الدراسية التي أعطيناها للطلاب هذا العام برغم من أنها جاءت في ظرف استثنائي لأن الطلاب عانوا مقارنة بالأعوام التي مضت بسبب الضغوط النفسية وصعوبة المعيشة .
وأضاف: نحن الآن في اختبارات نصف الفصل الدراسي والطلاب سعداء بتلك الملخصات التي ساعدتهم .
يتفق معه المعلم وليد خاوي حين يقول: لم أتوقع أن أشاهد الطلاب بهذه الروح المعنوية في هذه الاختبارات وأشكر المعلمين الذين تعاونوا مع الطلاب لتخفيف الضغط عليهم .
وزاد بالقول: أنا لست من المؤيدين لفكرة تلخيص المناهج للطلاب ولكن هذا العام الطلبة مروا بظروف يجب مراعاتها .
دعم الأسرة
وبالتزامن مع الامتحانات قد يتعرض بعض الطلاب للخوف والضغط النفسي وهذا أمر طبيعي.. هذا ما تراه أخصائية علم النفس التربوي إلهام الكميم عن الحالة النفسية والضغوط التي يعيشها أبناؤنا الطلبة الذين يخوضون غمار الامتحانات النصفية هذه الأيام .
وذهبت إلى القول: هذا العام كان سير العملية التعليمية فيه سريعة نوعاً ما نظراً للأوضاع التي تمر بها بلادنا ولكن أبناءنا الطلاب استطاعوا أن يتجاوزوا تلك الصعاب سواء في فترة الدراسة أو أثناء الامتحانات كما هو حاصل هذه الأيام .
لكنها تؤكد أن العملية الامتحانية تسير وفقا للخطة الدراسية .
كما تمنت الكميم من أولياء الأمور أن يقفوا وقفة جادة مع أبنائهم خلال هذه الفترة التي يكون فيها الأبناء في أمس الحاجة للدعم المعنوي والتشجيع من قبل أولياء أمورهم حتى يخف الضغط عليهم ويتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم داخل قاعات الامتحان .
تطمينات
الوضع جيد منذ اليوم الأول للامتحانات وهذا ما أكده صالح علي وكيل مدرسة ابن خلدون الذي يقول: امتحانات نصف الفصل الدراسي الأول تمر بشكل جيد للغاية ولا توجد هناك أية عراقيل أو مشكلات تذكر رغم كل الصعوبات التي أتت مصاحبة للعدوان وغيرها .
وعن حال الطلبة داخل قاعات الامتحانات يؤكد وكيل مدرسة ابن خلدون إن العملية التعليمية سارت بشكل أسرع من الأعوام السابقة لذا قامت وزارة التربية والتعليم بوضع خطة تخفف عن أبنائنا الطلاب العناء والقلق وتتمثل هذه الخطة في وضع ملخصات دراسية من قبل المعلم للطلاب داخل الصف خاصة لطلبة المرحلة الإعدادية والابتدائية بالإضافة إلى القراءة المصورة وهذا ما خفف من الخوف عند أبنائنا الطلاب وبدا ذلك جلياً في أول يوم من امتحانات نصف الفصل الأول الحالية التي ظهر فيها الطلاب وهم واثقون من أنفسهم غير مكترثين لكل المعاناة التي يتكبدها الطلبة اليمنيون جراء العدوان على بلدنا والوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب .