وجوه بلا ماء!!؟
أحمد يحيى الديلمي
أشفقت كثيراً على مذيعة قناة العربية ظهرت من الشاشة على زنقة عشرة كما يقول الأخوة المصريون ارتبكت تواري جمالها الصارخ، لبس وجهها حمرة الخجل الداكنة المائلة إلى السواد . وأحد الضيوف حدثها عبر التلفون مخاطبة الضيف الآخر المائل بشخصه عبر الأقمار الصناعية من العاصمة البريطانية لندن الذي أسهب في الحديث عن انتصارات ما يسميه المقاومة والجيش الوطني مما قاله : الجبهة الشرقية تتعثر نظراً لوجود السلسلة الجبلية وصعوبة التضاريس الجغرافية بعكس الجبهة الغربية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من إسقاط الحديدة المدينة الساحلية الهامة .
المعلومة استفزت الضيف الآخر من بيروت خرج عن الصمت صاح بعصبية ونزق ( أتق الله يا أخي هذا استغفال للمشاهدين الذين يجهلون خارطة اليمن أمثال هذه المذيعة المسكينة قبل أيام تذيع خبر عن سقوط مدينتي حرض وميدي في يد قوات التحالف وتطهير المدينتين من المتمردين أتباع الحوثي وصالح واليوم كان أبرز خبر ورد على لسانها عن انتصارات قوات التحالف في منفذ الطوال أين الطوال وأين حرض وأين ميدي .
لماذا كل هذا التضليل والتناقض لا أعتب على المذيعة هي مجرد مذيعة موظفة تعلن ما يكتب لها ، العتب عليكم أنتم من تسوقون الوهم أكفهر وجه المذيعة ومال لونه إلى الاصفرار للخروج من المأزق وجهت للكنترول بقطع خط التلفون على المتصل أما الضيف فلم يصمت ويداري الفضيحة كال التهم على المتصل .
ربما بدافع الطيبة وحسن الظن في الآخرين اعتقدت أن القناة ستستفيد وتأخذ درساً مما حدث خاصة أن المحتج إعلامي لبناني معروف مؤيد للخط السعودي يبدو أنه ضاق ذرعاً بما يسمعه من كذب وتناقض صارخ لم يتمالك نفسه لمعرفته الدقيقة بمناطق حرض وميدي كما أفاد عمل مع الشركة الألمانية التي مسحت مناطق الأطراف ووضعت المعالم عقب اتفاقية جدة .
المشكلة أن القناة لم تتعظ بل زادت عتواً ونفوراً بالذات في الأسبوع الماضي فلقد تابعنا كماً كبيراً من الأخبار الزائفة والمعلومات الملفقة التي تحدثت عن انجازات كبيرة وانتصارات هامة بالذات في الجبهة الشرقية والحديث عن سقوط فرضة نهم والسيطرة على ناحية نهم بكاملها بما في ذلك اللواء (312) مدرع المرابط في المنطقة . المعلومة الأخيرة والمعلومة التفصيلية عن عزل وقرى ناحية نهم تكشف بجلاء الدور المشبوه للمرتزقة والعملاء اليمنيين من الخونة الذين باعوا الوطن بثمن بخس وهو لأي في الغالب لم يعد يهمهم إلا الحصول على المزيد من الأموال المدنسة على حساب أي شيء وأسهل طريق لتحقيق ذلك إيهام العدو السعودي بحدوث انتصارات وهمية لتمرير فكرة استقطاب المزيد من المرتزقة للقتال مع من سبقهم من فلول الارتزاق والعمالة، فهل ماتت ضمائر ومشاعر هؤلاء الناس عندما سقط الضمير العالمي تحت أقدام المصالح .
رغم ما تبثه القنوات المنصفة من صور للدماء الهائل الذي طال المباني و الطرقات والمصانع والمزارع والمنشآت إلى جانب جثث الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ ، صور غاية في البشاعة أشلاء متناثرة وأوصال مقطعة ودماء غزيرة تخضب الأرض أنين الجرحى يتعالى بقطع نياط القلوب .
مآس لا تُحصى وأحزان شتى سكنت سماء المدن اليمنية إلا أنها لم تحرك ساكناً ولم يهتز لها أي ضمير ، وإذا اهتز أو تأثر فإنه يتحدث عن استحياء سرعان ما تسقطه الشيكات وأوراق البنكنوت . فلم تسمع بواكي في العالم الحر على كل هذه المجازر ومئات الضحايا ، الأدهى والأمر أنه حدث استحواذ وسيطرة تامة على قنوات التلفزة وكل الوسائل الإعلامية وكأن المياه شحت من كافة الوجوه إلى أن تعرت وفقدت أي معنى من معاني الإنسانية وفقد العملاء والمرتزقة كل معاني الولاء والانتماء للوطن .