> التقدم في العمر لم يؤثر على نجاحي في إدارة مشاريعي
> لا أترك فرصة للهزيمة بداخلي وطموحي ليس له حدود
الأسرة/سامية صالح
من قال ان النجاح يرافق فئة معينة من البشر.. ويقتصر على الرجال دون النساء ويودع فريق كبار السن.. فهذه الأم أمة الحسيب الماخذي لم تكن كغيرها من الأمهات اللاتي انغلقن على أنفسهن يشكين الضجر ويتمللن من الوحدة القاتلة والفراغ الموحش.. بل بدأت حياتها في عالم التجارة من بعد الستين عاما..!!
* لا يخف عليك أن ما صنعته من عمل يحتذى به فهل بالامكان أن تحدثينا عن السر وراء ذلك؟
– أحمل بداخلي اصرارا على التميز في أي أمر أقبل عليه واكون فرداً منتجا في المجتمع ولا أدع مجالاً للفشل في حياتي فاما أن أنجح واما أن أنجح لا أترك فرصة للهزيمة بداخلي فمادمت امتلك العقل والإرادة والتفكير سأصل إلى كل أهدافي وطموحاتي بخطى واثقة.. والحمدلله أحقق انجازات ترضيني في أي مشروع أقدم عليه بالرغم من أن في مجالات مختلفة ونجاحي في ادارتها هي رسالة واضحة أن المرأة اليمنية تمتلك ارادة تستطيع معها أن تصل إلى ما تريد وتكسر المستحيل وتتغلب على معيشتها الاقتصادية الصعبة.. فقط يمنحها المجتمع الثقة..!!
طاقات مهدرة
* رغم أنك تجاوزتي الستين عاما إلا أن لديك طموحاتٍ قلما يمتلكها شباب هذه الأيام؟ ما هي رسالتك للامهات وربات البيوت والنساء العاطلات عن العمل؟
– لا يرتبط التميز والنجاح بعمر محدد ولا يكون حكرا على الرجال فقط وكلما تقدم الانسان في سنوات حياته ازداد خبرة وحنكة ومهارة على حل المشاكل والصعاب وتجاوز المعوقات التي تعترض طريقه.. وفي بلادنا هناك طاقات لنساء وربات بيوت تهدر ولا تستغل لذا انصح كل النساء باكتشاف ميولهن سعياً إلى تحقيقها فلا احد ولد وبفمه ملعقة من ذهب جميع الناجحين واجهتهم الصعاب وبالعزيمة تغلبوا عليها.
* عباراتك السابقة كانت ملئية بالتحفيز وتدعو للمثابرة والوصول إلى النجاح في العمل وهذا ما جعل التطرق إلى الأعمال التي قمتي بها أكثر أهمية؟
– بحمدالله قمت بعدة مشاريع ناجحة فقبيل فترة قصيرة افتتحت قرية السنافر للأطفال وطلاب المدارس وزودتها بألعاب هوائية واستراحات وصالات لاقامة حفلات أعياد الميلاد وحفلات النجاح لكن مع اشتعال فتيل الحرب وصعوبة الحصول على المشتقات النفطية لتشغيل الالعاب أغلق المشروع مؤقتا لحين انفراج الأزمة على بلادنا وعودة الاستقرار.
– ومشروع آخر عبارة عن مخبز يقدم جميع أنواع المخبوزات الصحية والمفيدة والتي كنا ناكلها في السابق وحققت ارباحاً جيدة.. ومشروع ثالث بدأته من قبل فترة كهواية فكنت اذهب إلى محلات الاقمشة واشتري قطعة قماش ثم أعود إلى المنزل واصمم لها موديل من مخيلتي واقوم بخياطته في نفس اليوم وفي العصر ارتديه في مجالس التفرطة وبعد أن وجدت اهتماما من الاقارب ومن جاراتي واعجابا بالموديل الذي ارتديه دفعني ذلك إلى افتتاح مشغل خياطة ومع كل قطعة اصممها ازداد فخرا بما اقدم فالخياط المبدع من يجعل من قطعة القماش تحفة ناطقة بالجمال ولا يكرر نفسه في تصميماته انما يبتكر ويطلع على عالم الموضة والتصاميم لتتفتح له آفاق وافكار جديدة.
شعور بالفخر
* تحدثت فيما سلف عن الافكار المبتكرة وهذا ما لمسته في تصميماتك الخلاقة للأزياء التراثية وفساتين الاعراس؟ حدثينا عن هذه التجربة؟
– اقدم تصميمات وموديلات لأزياء تراثية كملابس الغسل للعروس وملابس للوصيفات وازياء تنكرية للحفلات والحمدلله لاقت اعجاب المدعوات واتذكر ذات مرة حين قمت بخياطة فستان وطرزته (باللول) والمرجان وآخر مطرز بالدانتي الجبير ومطعم بالاحجار الكريمة والعقيق اليماني وكلفني ذلك مبالغ باهضة ووقتاً وجهداً لاعدادهما لكن حصدت ثمار التعب في ليلة الحفلة وانا ارى المدعوات يتهامسن ويبدين اعجابهن بالفستان ويسألن أهل العروس من أي بلد اشتروا الفستان وكنت أشعر داخلي بالزهو والفرح ويومها استقبلت طلبات كثيرة لنفس الفستان.
* كيف استطعتي المزج ما بين الازياء التراثية القديمة والحديثة؟
– تراثنا اليمني غني بكنوز يجهلها الكثير وفي ظل احياء كل بلد لتراثها والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من تاريخها العريق نهمل هذه الكنوز المدفونة ونتمسك بتقاليع غريبة تتنافر مع الذوق الجمالي في الوقت نفسه الذي يعشق فيه الاجانب تراثنا وازياءنا لذا فكرت بتصاميم تمزج بين القديم والحديث وتواكب الموضة والجميل ان في ازياءنا التقليدية تنوعا واختلافا في الاقمشة والالوان بل وتختلف من منطقة إلى آخرى حسب البيئة هناك.
معادلة
* أخيرا هناك من يقول أن انخراط المرأة في سوق العمل يؤثر على تربية الأبناء؟ ما تعليقكم على ذلك؟
– لا أتفق معهم في هذا الكلام خصوصا وأن هناك كثيراً من الامهات وربات البيوت فشلن في تربية ابناءهن وليس هناك ما يشغلهن عنهم وبالمقابل كثير من النساء الناجحات وسيدات الأعمال والموظفات قادرات على التوفيق بين العمل والمنزل والقيام بواجباتهن كزوجات وأمهات على خير ما يرام وعلى المستوى الشخصي ولله الحمد ربيت أبنائي أحسن تربية وشق كل منهم طريقه في الحياة وصار لكل واحد منهم مشروعه الخاص ومركزه المرموق في المجتمع وفي نفس الوقت لم ألغ أهدافي أو أنغلق على ذاتي.