برامج ثقافية وترفيهية .. لدعمهم نفسياً..!!

 

> الأطفال النازحون يبعثون الحياة في حدائق العاصمة

الأسرة/زهور السعيدي

لا تتوقف آثار العدوان على سفك الدماء فقط بل إنه امتد ليثمل حاضر الأطفال ومستقبلهم والذين يجدون أنفسهم أسرى مشاهد مرعبة تلازمهم في الليل والنهار وتلقي بظلالها المعتمة على كل تفاصيل حياتهم في قادم الأيام.

فمنذ أكثر من 300 يوم وأطفال اليمن يعيشون تحت وطأة الحرب وضجيج الطائرات ولم ينلهم غير القصف والويلات.. منظمة رعاية الأطفال وهي ترى حال الأطفال في اليمن وخاصة النازحين منهم دشنت مشروع مساحات صديقة للأطفال بحدائق العاصمة صنعاء للتخفيف من ما يعيشه هؤلاء الصغار وإدخال السرور إلى نفوسهم وخاصة أنهم يعيشون في وضع استثنائي بسبب العدوان والحصار…
مساهمة الجميع
الأطفال وهم يعيشون تحت القصف ليل نهار باتوا بحاجة ماسة إلى العلاج النفسي وإلى الدعم النفسي, كما يقول الاخصائيون النفسيون وإلى الخضوع لجلسات نفسية وعلاجية وخاصة النازحين منهم أو الذين فقدوا أهاليهم أو دمرت منازلهم.
وتقول أفتكار الشميري مسئولة برنامج الحماية بمنظمة رعاية الأطفال بأنه يتوجب على الجميع المساهمة في الدعم النفسي للأطفال وخاصة النازحين الذين وجدوا أنفسهم في مكان غير مكانهم ومسكن غير مستقر وويلات القصف والحرب تلاحقهم وحتى يكون الجيل القادم سوياً لا بد من توفير الدعم النفسي الكامل له حتى ترتبط عيون الصغار وتفكيرهم بأشياء أخرى تشغلهم غير دوي الطائرات وضجيج الحرب عن طريق ارتباط الطفل بالأنشطة الثقافية والتعليمية التي تساعده على التربية السلمية والتخلص من عقد الحرب والصراع.
وتضيف الشميري: تم فتح مساحات صديقة للأطفال في حدائق ومتزهات أمانة العاصمة تمارس فيها العديد من الأنشطة الثقافية والإبداعية من لعب ورياضة وأسئلة عامة وترفيهية والعاب مجانية للأطفال النازحين كالمراجيح ولعبة الجيم وإقامة مهرجانات توعوية حول النظافة والبيئة وخاصة أن الأطفال النازحين يعيشون في مراكز ايواء مكتظة بالعديد من الأسر النازحة وفي بعض المدارس وهي غير مؤهلة تماماً للسكن فيها وبالتوعية بأهمية النظافة لهؤلاء الصغار قد يخلصهم من العديد من الأمراض المعدية.
إقبال كبير
تكتظ حدائق ومنتزهات العاصمة صنعاء خلال هذه الفترة بالعديد من الأطفال ومن النازحين الذين أتوا من مناطق مختلفة إلى العاصمة صنعاء فهم يمرحون ويلهون وكأن لسان حالهم يقول لن تخيفونا بطائراتكم وهم بذلك يتحدون كل كل الظروف التي تعيق طفولتهم ومستقبلهم.
وتقول الطفلة أسمهان ذو العشرة أعوام أنها التقت بالعديد من الأصدقاء الصغار بعد أن كانت وحيدة وأنها تلقت العديد من المعارف حول النظافة الشخصية ونظافة البيئة إضافة إلى أنها تقضي بعضاً من وقتها باللهو واللعب مع صديقاتها التي تعرفت عليهن في الحديقة.
كذلك تقول أم زاهر أنها لاحظت فرقاً كبيراً في تصرفات طفلها ذي التسع سنوات وبدأت تظهر عليه العديد من السلوكيات الايجابية بعد أن اصطحبته إلى حديقة البردوني القريبة من مسكنهم الذي يعيشون فيه منذ 3 أشهر وأن طفلها تخلص نسبياً من الكوابيس ونوبات العصبية التي كانت تصاحبه أثناء النوم كل ذلك بعد أن قضت معه وقتا في الفترة واللعب وبعد أن اختلط بالأطفال الآخرين واشترك في المسابقات التي تقام في تلك الحديقة.
ادخال السرور إلى الصغار
ويوضح المهندس حسين الروضي مدير عام الحدائق والمنتزهات لـ»الأسرة» بأن المساحات الصديقة للأطفال تهدف إلى ادخال الفرح والسرور إلى الأطفال عموماً والأطفال النازحين بشكل خاص من خلال تخفيف معاناتهم وجعلهم ينسون ولو لبعض الوقت احزانهم.. وأن منظمة رعاية الأطفال هدفت من خلال تدشين هذا المشروع وبالتعاون والتنسيق مع حدائق العاصمة إلى رعاية النازحين الصغار وتنمية قدراتهم وخاصة أنهم يعيشون أوضاعاً استثنائية في غاية الصعوبة في ظل الحصار الجائر والعدوان المستمر لأكثر من 300 يوم.
ويوضح عابد قاسم مشرف حديقة البردوني لـ»الأسرة» بأن حديقة البردوني
تستقبل خلال هذه الأيام أعداداً كبيرة من الأطفال المقيمين في المنطقة أو النازحين اليها وأنه لا بد من تقديم الدعم النفسي لهؤلاء الصغار الذين سرق العدوان منهم فرحتهم وحرمهم من اللعب واللهو والتنزه وأن ما يقام من برامج ترفيهية وتعليمية وثقافية هي بمثابة الدعم الاجتماعي للنازحين الصغار ولا بد من كافة شرائح المجتمع المساهمة في عملية الدعم النفسي لهم للتخفيف من الآثار النفسية التي تركتها الحروب في نفوسهم.
ويحث مشرف حديقة البردوني أولياء الأمور إلى ضرورة الدفع بأطفالهم بعد انتهاء حصصهم الدراسية إلى تلك المساحات والمتنزهات للاستفادة من تلك الأنشطة من أجل حمايتهم من الشارع وتعديل سلوكهم والمحافظة عليهم من الضياع.
من جانبه يقول مدير قطاع حدائق صنعاء القديمة وبني الحارث, فهد الرداعي, بأن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال النازحين واجب على الأسرة والمجتمع, فالالعاب الترفيهية المجانية والأنشطة العلمية والثقافية التوعوية التي تقوم بها المنظمات المدنية هي أسهل الطرق لتوعية الصغار وتوصيل الدعم النفسي لهم.

قد يعجبك ايضا