قصف أحياءها المدنية يكشف قبح وزيف أهداف العدوان
¶ المظلومية وامتلاك القضية سر ثبات الشعب اليمني
¶ غطرسة العدوان زادت اليمنيين قوة وثقةً بنصر الله
تحقيق/ سارة الصعفاني
بخفة بالغة الخطورة يواصل العدوان السعودي استهدافه لصنعاء العاصمة, تحديداً وبشكل هستيري طال الأحياء المدنية التي لا تتواجد بها أهداف عسكرية,وسبق هذا الصلف المجنون تصريحات لناطق تحالف العدوان اعتبر صنعاء منطقة عسكرية, نعم صنعاء مدينة آزال بن نوح التي يقطنها اليوم نحو 3 ملايين يمني يمثلون الفسيفساء اليمنية في لحمتها الوطنية الواحدة.
وأمام هذا المنحى أي حقد يدفع هؤلاء للنيل من حاضرة التاريخ والمجد وملتقى آمال اليمنيين؟ وما هذا الصمود الأسطوري لأبناء اليمن داخل عاصمتهم الأثيرة .. أسئلة طرحناها للنقاش ولا يوازي إجاباتها في الأهمية إلا هذه الصلابة وهذه الانتصارات بعد أكثر من 300 يوم على العدوان؟
بنبرة تحدٍ وصمود يقول محمد عبدالله حميد : تصريح ناطق العدوان السعودي أن صنعاء منطقة عسكرية وهدف للقصف العشوائي جاء بعد شهور من المحاولات البائسة للوصول إليها أو تفجير الوضع الأمني فيها لكنها شامخة قوية كمدن اليمن، ومُحال أن ينالوا من يمن الحضارة والتاريخ والحكمة والإيمان مهما فعلوا ، فبعد 300 يوم من العدوان والحصار وقصف كل شيء لم ولن يجدوا سوى صمود أسطوري لليمنيين وهزائم للعدو في العمق السعودي في رسالة مفادها ” لن تستطيعوا كسر إرادة اليمنيين مهما.
بينما يرى د. سامي الأهدل: أن العاصمة صنعاء ليست هدفًا عسكريًا بمجرد أن أعلن العسيري ذلك لأنها منذ أول يوم للعدوان وحتى اليوم مستهدفة لكنه مجرد استعراض للقوة بعد الهزائم والفشل الذريع أمام العالم، ولن يحدث قصف عشوائي كما يحدث في مدينة صعدة المنكوبة، هم يدركون أن العاصمة مدينة كل اليمنيين وفيها كثافة سكانية كما أن لصنعاء اعتبارات سياسية وتاريخية إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الضربات المؤلمة كعادة تحالف الإجرام في كل مدن اليمن؛ وعن غرض هذا الاستهداف يقول حميد :هدف العدوان تدمير مقدرات بلد لا عاصمة دولة، اليمن معروفة تاريخيًا بأنها أرض الصمود وبأن أهلها أشداء ، واليمنيون أولو قوة وبأس شديد لكن عناصر القوة لا تكتمل إلا باستخدام ” العقل ” ومواجهة العدوان لا تعني أن نعيش الفوضى والفساد والفشل في إدارة البلد.
قصف المقصوف
د. بشار الزمزمي يرى الأمر من زاوية أخرى ويقول: بعد نفاذ بنك الأهداف الذي زودهم به العملاء والخونة في الرياض وعواصم العالم تم إعادة قصفها مجدداً عدة مرات كل هذه الفترة، قصف همجي من أجل القصف دون تحقيق تقدم أو أي إنجاز ميداني عسكري لكنها الغطرسة السعودية؛ وتابع التوقف فشل علني مهين والرجوع انتحار سياسي وإعلان نهاية نفوذ آل سعود في اليمن، ولأنهم لا يجدون كلاماً يُقال تجدهم في كل مرة يوهمون العالم إما بالنصر أو بالتبرير للهزيمة كما في التصريح الأخير بأن أمريكا قاتلت في أفغانستان سنوات أو بالتخويف والتهديد.
تصريح مضلل
أمين العولي يرى أن تصريح العدوان بأن صنعاء منطقة عسكرية هو تصريح مظلل كونها مستهدفة منذ أول يوم للعدوان كبقية المدن بالرغم من أن هناك تفاوتاً بينها وبين ما حدث لصعدة يعود هذا التفاوت لموقع المحافظتين بالنسبة لمملكة الشر، وبأن صعدة يراد لها أن تكون منطقة حدودية محروقة كي تزيد المسافة بين الحدود السعودية واليمنية كاحتراز أمني للجانب السعودي هكذا كانوا يظنون قبل اقتحام حدودهم،… يقول: : لا أظن أن تصبح صنعاء مثل صعدة التي يلقي فيها العدوان كل صواريخ وقنابل محرمة بامتداد أراضيها لكن صمود اليمنيين من خلاله سيشرق النصر ، ومهما قصف تحالف العدوان لن يحقق أي هدف خفي أو حتى معلن.
إعلام العدوان.. التخبط والفشل
يركز د. يوسف الحاضري: على التناقض الذي الذي يبدو به خطاب العدوان ويقول: صارت تصاريح قوى التحالف المعتدي على اليمن بقيادة السعودية وأمريكا بعد 300 يوماً من العدوان أكثر هستيرية وتناقضًا ولا عقلانية فيها على الإطلاق, كل تصريح ينسف ما سبقه بدون أدنى خجل, بل في التصريح نفسه تجد تناقضًا ، حتى أن الشعوب الخليجية نفسها والرأي العام المراقب وإن أيدهم إلا أنه لم يعد يثق أو يصدق أي تصريح لهم بتاتًا, وهذا بحد ذاته نجاح محسوب لليمن بشعبه وجيشه ولجانه الشعبية.
مضيفًا: قالوا صنعاء منطقة عسكرية بعد أكثر من 308 أيام من العدوان على اليمن، وبعد سقوط آلاف الصواريخ والقنابل المحرمة.. صنعاء منذ أول يوم للعدوان منطقة عسكرية ، وماذا سيفعلون أكثر مما فعلوا فيها بعد أن قصفوا كل شيء فيها حتى المكفوفين لم يسلموا من توحشهم ؟
ويتابع د. الحاضري كلامه: صمود اليمنيين 300 يومًا يعكس مدى قدرتهم على الصمود 300 عام, وكل يوم يمضي على العدوان يزيد الإنسان اليمني قوةً وصلابةً وصمودًا وصبرًا وثقة ونصراً من الله، ولا تزيد المعتدين إلا خزيًا وذلاً وعارًا وخسارةً وسخطًا.. هم يريدون أن تصبح كل مدن اليمن كصعدة وحجة لكن نهايتهم اقتربت لأن الله لن يقبل باستمرارية هستيرية قوم عاد وثمود وفرعون، بل سيمن على الذين استضعفوا في الأرض فيجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين.
صمود وثقة بعدالة الله
فيما يصف د. يحيى الخزان إعلام تحالف العدوان بالمتخبط والمتناقض لأنه يقوم على التدليس والكذب والتهديد والاستمرار في أسلوب التهويل والتكبر واستصغار الخصم والاعتقاد أن الاستقواء بالمال قد يحقق النصر، مؤكدًا أن العدوان يغفل الجانب التاريخي لليمن واليمنيين ومدى ما يتمتع به المقاتل اليمني من شجاعة واستبسال وهذا ما لمسه العدوان خلال العشرة الأشهر الماضية والتي صب العدوان خلالها الحمم الهائلة من الأسلحة ولم يستثن حتى المحرمة منها.
ويضيف: قيادة معركة العدوان لا تديرها السعودية بشكل مباشر وكذلك التحالف الذي هو مجرد أداة، فهؤلاء لا يعون ولا يدركون إلى أين سيصلون وإنما يكابرون وينتحرون، والعامل المهم في المعركة هو الجانب الروحاني الذي يتمسك ويتحلى به أبناء اليمن ويقينهم بنصر الله المؤكد في النصوص القرآنية والسنن الإلهية في نصرة المظلوم وهلاك الظالم، وهذا ما لا يدركه المعتدي لاعتماده على القوة المادية والعسكرية وتجاهل القوة الإلهية، وكذلك تغيير وتبديل المفاهيم والقيم الصحيحة للدين الإسلامي واستبدالها بأقوال وفتاوى هدامة بعيدة أن يتحقق بها أي نصر، بل أنها من أسباب الهزيمة.
ومضى يقول عن أسباب صمود اليمن: هناك فرق كبير بين أهل اليمن وبين من يعتدون عليهم، يتجسد في الصمود والتصدي للعدوان بكافة أشكاله وصوره الوحشية ، فاليمنيون يمارسون حياتها بصورة طبيعية متوكلين على الله، وهذا الثبات والتوكل مع التصدي للعدوان له أسبابه ومؤيداته، والمتمثلة في النصوص القرآنية والنبوية في اليمن وأهل اليمن والتي هي من شواهد عظمة الإسلام وصدق الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى عن اليمن (بلدة طيبة ورب غفور) وقال عن اليمنيين (أولو قوة وأولو بأس شديد) وقال (أهم خير أم قوم تبع)، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان)،(أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة)،(اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا ) ، وكانت مواقف الأنصار أهل اليمن في نصرة الإسلام ونبيه مشرفة منذ بيعة العقبة عندما قالوا: ( لبيك رسول الله، وأيدوه ونصروه وهاجر إليهم) وقال صلى الله عليه وسلم (اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) والنصوص كثيرة.
واستطرد الدكتور يحيى الخزان: أسباب وعوامل النصر لليمن قد توفرت، وتحتاج الالتزام بالنهج الذي حث عليه الله وهو التمسك بالإيمان وترسيخه في السلوكيات والأفعال والأقوال والتعامل، فالله تعالى يقول (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)،(وما النصر إلا من عند الله) ،(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله).
مؤكدًا أن المسألة بحاجة إلى صبر ومصابرة وتجلد، وما يمكن أن يقوم به العدوان لا يمكن أن يكون أسوأ مما قد قام به من قصف وقتل وتدمير غاشم وختم بالقول: لا ننسى أن الحافظ والمدافع ومقلب القلوب هو الله مالك السموات والأرض، وأن أهل اليمن متمسكون بنصره ومتوكلون عليه، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن، قيل وإذا هاجت باليمن؟ قال : سيطفئها الله) وهيجان الفتن ليست محددة بزمن محدد، فقد تستمر فترة من الزمن ثم تنطفئ.
نصر أو شهادة
من جانبه يبين د. قاسم الطويل أن القصف العشوائي لليمن هو استراتيجية وأهداف العدوان بما فيه استهداف الأحياء السكنية لتدمير مقدراته وتركيع شعبه لكن اليمن ستبقى صامدة وينصف : قضيتنا عادلة ولم نعتد على أي بلد، ومهما فعلوا لن ينالوا من شموخ اليمن، وبعدوانهم والحصار لن يحصدوا سوى الهزيمة والخيبة وسخط الله عليهم وعذابه.
وواصل حديثة: اليمنيون لا يخشون إلا الله فليس تهديدًا أن تجعل العاصمة كمنطقة عسكرية فمن صبر على قصف هستيري في اليمن بأكمله لما يزيد عن 300 يوم قادر على الصمود، لنستمر في مواجهة العدوان ويكفينا اعتزازًا أن الجيش واللجان الشعبية حققوا انتصارات كبيرة جدًا ليس لتقنيات الأسلحة أو لأفضليتها عن المملكة السعودية وحلفائها لكنها القضية العادلة، والعبرة ليست في الإمكانيات لكنها في الإنسان ومعنوياته ومظلوميته.. ما يهمنا جميعًا أن يبقى الوطن حرًا شامخًا.