لحظة يا زمن..قصص قصيرة جداً

محمد المساح
ذات
ذات شتاء قديم، ماتت زوجته بانفلونزا الطيور.
ذات ربيع أزرق، عاد إلى بيته في الخامسة صباحاً وبعض الزمان.
ذات صيف حارق، رمى نفسه في النافذة في الشارع الخالي.
وذات خريف حزين، جلس قريباً من جثته يعوي كما ذئب جائع.
بندول الساعة
رجل جمع حقيبته، ثم خرج عن محطة للحافلات.
في نفس اليوم  رزمت امرأة صرتها، ثم خرجت تبحث عن مطار.
هناك في المقهى .. امرأة تحدق ملياً في بندول ساعتها المعطل.
هناك في الحانة
رجل نسي موعد المقهى، وفي جيبه ساعة يدوية ببندول واحد، اقتناها للمرأة من سوق البراغيث.
غبار الضحك
الليل يتثاءب، الظلام يلف الغرفة .. ثم يسدل عينيه على جدته بيضاء كما جبريل.
يسألها أن تحكي له تلك الأحجية التي لم تسعفها «التيفويد».
«لست هنا» قالت الجدة ثم خرجت من النافذة، وخلفها غبار من الضحك.
امرأة بلا مستقبل
يجلسان في المقهى، بينهما علبة سجائر خضراء، والعدد الأخير من مجلة مشارف.
كانت واسعة الحبل، كان منطفئاً.
ثم وقف النادل
يجلسان في المقهى بينهما عصير ليمون، فنجان قهوة، ومنفضة سجائر.
كانت كقوس قزح، كانت له أصابع عازف كمان.
يجلسان في نفس المقهى، فوق نفس المائدة:
مجلة، فنجان، كأس، علبة سجائر وآلة تصوير
ثم وقف النادل
السيد تفحص ألوان السيدة بهدوء بارد، ثم انسحب منها بنبل»
عبدالله المتقى كاتب من المغرب,

قد يعجبك ايضا