لقاء /حسن شرف الدين
يفتقر الإنسان اليمني في مختلف محافظات الجمهورية إلى التأهيل والتدريب وتنمية المهارات والقدرات التي يمتلكها.. فمنذ أن يتخرج منذ الكليات التعليمية والأكاديمية والمعاهد التدريبية والفنية حتى تقاعده أو وفاته وهو ينفذ كل ما تعلمه خلال السنوات القليلة من دراسته التعليمية أو الأكاديمية أو الفنية.
في حين العلم في تقدم مستمر وسريع، والاكتشافات التقنية والفنية والطبية تتوالى يوما بعد يوم.. ولا يستطيع الإنسان مواكبة كل جديد إلا بالالتحاق بدورات تأهيلية تنمي قدراته ومهاراته العلمية والفنية والتقنية.
“الثورة” كان لها لقاء مع المدير العام التنفيذي لصندوق تنمية المهارات الدكتور عبدالعزيز الحاج، الذي يفترض أن يقوم بمهام تنمية مهارات القوى العاملة اليمنية في المؤسسات الحكومية والخاصة.. وللتعرف على مهام الصندوق والمشاكل التي يواجهها لتنفيذ برمجة وخططه في مختلف محافظات الجمهورية وقضايا أخرى تتعرفون عليها في السطور التالية:
بداية.. ما هي مهام صندوق تنمية المهارات؟
– مهام الصندوق كبيرة، كلمة تنمية الموارد البشرية أو تنمية المهارات في الجمهورية اليمنية، أعتقد أنه مجال كبير جدا، ونحتاج إلى أكبر من مؤسسة أو كلمة صندوق أو كلمة مهارات.. خاصة والبلد يفتقر تنمية الأداء للموارد البشرية في كل القطاعات.. كانت أطروحة الدكتورة لي بعنوان “استراتيجية تنمية الأداء الإداري في المؤسسة للجمهورية اليمنية”.. وخرجت منها بتوصيات ومقترحات كبيرة من أجل التركيز على رقي وصقل المواهب وتطوير المهارات وتحسين أداء الموارد البشرية والموظفين في القطاع الخاص أو القطاع العام حتى نحصل على عمل جاد وعلى مؤسسات ناجحة لها تأثير ولها إنتاج.. وحتى تقوم بمسئوليتها على أكمل وجه.
الصندوق له مهام كبيرة تتمثل في دعم تنمية المهارات من خلال دعم معاهد التدريب المهني وتجهيز معاملها حسب القانون، وأيضا تشغيل المعاهد المهنية وكليات المجتمع في المحافظات بشكل عام.. وهناك إدارات تدريب القطاع الخاص أو ما يسمى بالمساهمين، وهناك إدارة التدريب العام.. التدريب العام كل ما يشمل المؤسسات الحكومية عامة ومنظمات مجتمع مدني.. وإدارة التدريب للقطاع الخاص أو المساهمين تختص بالشركات والقطاع الخاص.
هناك نسبة من أجور ومرتبات الموظفين تستقطع لصالح الصندوق، والصندوق يعيدها على شكل منح تدريب كجهة ممولة للبرامج التدريبية ومشرفة عليها.
تهميش الصندوق
برأيك لماذا اسم صندوق تنمية المهارات في مجال التدريب في ظل رواج دور المنظمات الدولية أو المحلية في مجال التدريب والتأهيل؟
– تعمدت الحكومات السابقة، أو الإدارات السابقة أن تهمش دور صندوق تنمية المهارات بابتعادها عن الإعلام.. أن تصل فكرة وأهداف ومهام صندوق تنمية المهارات إلى الشارع اليمني، بأن الصندوق تدعم إقامة دورات عامة مجانية وتسهم في تأهيل تنمية المهارات في المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، بغض النظر عن القطاع الخاص الذي هو جهة مساهمة يعاد له نسبة من مساهمته 80% ليدرب بها كوادره.
تعمدت الإدارات السابقة، تهميش الإعلام وعدم الوقوف أمامه كصحيفة الثورة وغيرها من الصحف والقنوات، لأن الظهور في الصحافة يعني أنه سيكون هناك إقبال وتوجه، وهذا كان مرفوض سابقا.. نحن نحرص خلال هذه الفترة بتوجيهات من اللجنة الثورية العليا لدعم كل القطاعات، لدينا الصلاحيات، ولكنا نريد أن نعيد تعزيز الثقة بالمؤسسات والشركات في القطاعين الخاص والعام.. أيضا تعزيز العلاقة مع وزارة المالية، ونريد منها أن تتفاعل وأن تعيد موازنة الصندوق التي تسقط من موازنة الدولة، لا أعرف لماذا؟.
تنمية الموارد البشرية.
ما هي الفئة المستهدفة التي يستهدفها الصندوق؟
– الصندوق يستهدف في الوقت الراهن تنمية المهارات أو تنمية الموارد البشرية في الجمهورية اليمنية، بمعنى أنه أي قوى عاملة في أي مؤسسة أو أي جهة مستهدفة، أي موارد بشرية في القطاع العام أو الخاص مستهدفة، على أن يكون هناك تنسيق بين صندوق تنمية المهارات وقيادات المؤسسة.. عليها أن تحرص على وضع برامج للصندوق حسب الإمكانات لتأهيل كوادرها في أي مجال يحتاجون له.. وفي أي تخصص وفي أي قصور إداري.
الإسعافات الأولية
صندوق تنمية المهارات.. من يدعم إلى جانب تنمية القوى العاملة في المؤسسات الحكومية والخاصة.. هل يدعم المبادرات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ برامجها التدريبية؟
– في السابق كانت تفتح دورات تدريبية مجانية في مجال الحاسوب أو اللغات أو غيره، نعمل على دعمها بشكل كامل وتمويلها والإشراف عليها.. في الوقت الراهن وبسبب الأوضاع تقلصت إيرادات الصندوق فتوجهنا لدعم برامج الإسعافات الأولية لما لها من أهمية في الوقت الراهن الذي تعيشه البلد من عدوان غاشم من قبل قوات تحالف العدوان بقيادة المملكة السعودية.
مشاريع وبرامج
ما هي المشاريع والبرامج التي يتبنى دعمها وتنفيذها الصندوق؟
– كما ذكرت في السابق.. الصندوق بشكل عام يعمل على تنمية المهارات بشكل عام، متابعة كل جديد وتنمية مهارات القوى العاملة عليه، أي نعمل على صقل مواهب أو الأداء الإداري في أي تخصص أو أي إدارة ما، ويعمل على تنمية القدرات والقيادة الإدارية، والتسيير الإداري، تنمية الرياضة، تنمية اللغات لدى الكوادر والقوى العاملة، تنمية قدرات التعامل مع الحاسوب، تنمية مهارات في صياغة التقارير الدولية.
في ظل الأوضاع التي يمر بها البلد من عدوان غاشم تشنه قوات تحالف العدوان بقيادة المملكة السعودية.. ما هي البرامج التي تحضى بأولوية في التنفيذ بالنسبة لصندوق تنمية المهارات؟
– في الوضع الراهن، رغم شحة الإمكانات والإيرادات، إلا أننا نحاول بشكل كبير، كونها مسئولية جماعية، أن نركز على تنمية قدرات الأشخاص على الإسعافات الأولية على مستوى المحافظات والمديريات والمرافق الصحية واللجان الشعبية والجيش.. كون هذا المجال يفتقر له الجميع في جميع المحافظات بسبب استمرار العدوان السعودي على اليمن وازدياد عدد الجرحى والمصابين منذ بداية العدوان.. لدينا توجيهات عليا من اللجنة الثورية للاهتمام بهذا المجال.
فروع المحافظات
أشرت في كلامك إلى أن الصندوق له مهام وأنشطة في المحافظات.. كيف يصل الصندوق إلى المحافظات؟
– لدينا فروع في المحافظات، تقوم باللازم وتشعرنا بكافة البرامج التي تنفذها في المحافظة، بناء على الخطط والاستراتيجيات التي نعمل على تنفيذها.. نحن نعمل على إعداد سياسات واستراتيجيات وخطط وأنشطة عامة وتعمم على كافة الفروع في المحافظات ليتم تنفيذها والعمل بموجبها.. إلى جانب الأنشطة الفرعية التي تقوم بها الفروع.
تحدثت عن شحة الإيرادات.. ووجود ضعف في موازنة الصندوق من المالية.. في ظل وجود إيرادات كبيرة للصندوق بموجب القانون.. لماذا تطالبون بموازنة من وزارة المالية ومع الصندوق ما يكفيه من إيرادات تكفي لتنفيذ برامجه؟
– هناك مؤسسات ايرادية اقتصادية ترتبط بالمالية، كشركات الاتصالات والمؤسسات العامة والبنوك الحكومية، ويفترض أن تكون هذه المؤسسات السباقة لدفع ما عليها، أو سداد ما عليها من مساهمات لصندوق تنمية المهارات.. لكن هناك بعض الاعتراضات من وزارة المالية ممثلة بقطاع الموازنة في الوزارة.. نتمنى من خلال صحيفة الثورة ونناشد المختصين في وزارة المالية باعتماد مخصصات الصندوق.. الصندوق مهمته كبيرة جدا، وكنت أتمنى أن يكون هناك مؤسسة أكبر من هذا الصندوق لدعم الموارد البشرية في الجمهورية بشكل عام في القطاعين العام والخاص.
الموازنة والمالية
ما هي أبرز المشاكل التي يواجهها الصندوق؟
– صعوبة تسهيل الإيرادات، ودفع مساهمات المساهمين في الصندوق.. لدينا اتفاقيات مع الضرائب للمساهمة مع الصندوق في جمع الإيرادات، لكن لا يوجد تفاعل من قبل الضرائب، فاضطرينا إلى النزول الميداني وتكليف لجان للنزول الميداني لمتابعة الإيرادات المتأخرة للصندوق.. هناك مؤسسات كبيرة حكومية وإيراداتها كبيرة لكنها لم تدفع أو تبادر بالدفع، فاضطرينا للنزول بلجان مختصة شكلت لتتابع المستحقات المتأخرة للصندوق في المؤسسات المختلفة بحسب القانون.
هل هناك جهات داعمة للصندوق غير المساهمين بموجب القانون؟
– لا يوجد دعم إلا من القطاع الخاص أو أرباح الودائع.
بالنسبة للشراكة.. هل هناك شراكة للصندوق مع منظمات المجمع المدني أو المنظمات الدولية العاملة في مجال تنمية المهارات؟
– هناك تنسيق مع بعض المنظمات للدعم في هذا المجال.. وكانت هذه الشراكة غائبة، وقد عمت إلى تشكيل إدارة لتنمية الإيرادات مع المنظمات الدولية.
إصلاح الصندوق
في تصريح سابق للقائم بأعمال وزير التعليم الفني أن هناك توجهاً نحو إصلاح الصندوق بالشراكة مع اللجنة الثورية.. ما تفاصل الإصلاحات؟
– هناك تواجه لإصلاح الصندوق منها تشكيل إدارة جديدة للقيام بأعمال الصندوق وتغيير وتشكيل بعض الإدارات، والتنسيق مع الوزارة ورئاسة الوزراء لحل بعض الإشكالات التي نعاني منها من ناحية الإيرادات والعراقيل.
الدولة ممثلة باللجنة الثورية أو الجهات المختصة والمرتبطة بأعمال ومهام صندوق تنمية المهارات.. ما مدى تفاعلها مع أنشطة وبرامج واحتياجات الصندوق؟
– الجهات المختصة هي وزارة المالية، ولأن الصندوق إدارة عامة ومؤسسة حكومية عليها أن تعتمد لها ميزانية مثلها مثل أي مؤسسة حكومية أخرى.. ولكن للأسف صفرت هذه الموازنة من قبل المختصين في قطاع الموازنة بوزارة المالية.. وأتمنى أن تعالج هذه النقطة في أقرب وقت من اللجنة الثورية ووزارة المالية بشكل خاص.
إعادة تنشيط
ماذا عملت خلال الفترة القصيرة منذ توليكم مهام إدارة الصندوق؟
– حاولنا إعادة نشاط الصندوق، فقد كان هناك شبهات كثيرة في البرامج التي نفذت من سابق، لدرجة أنه بسبب سمعة الصندوق على وشك إقفاله بقرار جمهوري.
ما أهداف وبرامج الصندوق خلال الفترة القادمة؟
– هناك أهداف قريبة تتمثل في تغطية احتياجات البرامج الخاصة بالإسعافات الأولية في كل المحافظات والمديريات في القطاعين الخاص والعام بشكل عاجل لمواجهة التحديات التي نواجهها جراء العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني.. مستقبلا لدينا خطة بإنشاء وحدة تدريب تابعة للصندوق وتمويل برامج على مستوى كبير لتغطية جميع فروع الصندوق على مستوى الجمهورية.. لكن هذا يعود إلى مستوى إيرادات الصندوق.. إذا وجدت الإيرادات سيكون هناك عمل.. نحن الآن في إطار عمل قاعدة بيانات وجهاز خزن معلومات يشمل برنامج أو نظام حديث للتعامل مع كل البرامج والمعاملات والملفات وكل مراكز التدريب في الجمهورية، يربطها نظام موحد.
تعزيز الثقة
هل لك رسالة أو ملاحظة الإشارة إليها في ختام هذا اللقاء؟
– رسالتي إلى كل الجهات المساهمة وكل من لها علاقة بصندوق تنمية المهارات.. بأن الصندوق الآن يعمل على قدم وساق ابتداء بورشة العمل التي أقمناها مؤخرا ورشة عمل لتعزيز علاقات العمل بين الصندوق وأصحاب العمل من مختلف من مختلف القطاعات العامة والمختلطة والخاصة وطرق تطوير أداء الموارد البشرية لتحسين كفاءة وجودة الإنتاج.. فالنهوض بالمؤسسات المختلفة تحتاج إلى موارد بشرية فاعلة، ويجب أن تمتلك هذه المؤسسات موارد بشرية مؤهلة وقادرة على تحسين الإنتاج وبالتالي فإن تدريب وتأهيل القوى البشرية يجعلها تواكب كل ما هو جديد مما يؤدي إلى تحسين الإنتاج.. وقد خرجت ورشة العمل بعدد من المعالجات والمقترحات وتوصيات تساهم في تسخير الموارد المالية المختلفة للمؤسسات بشكلها الصحيح لتحسين الأداء الوظيفي والإنتاجي وكيفية تعزيز العلاقة أكثر بين الصندوق جهات العمل المختلفة وجاري تطبيقها والعمل بها.
Next Post
قد يعجبك ايضا