أبناء اليمن والمسؤولية التاريخية والشرف العظيم
حامد البخيتي
تميز أهل اليمن دون غيرهم من الشعوب الأخرى بنصرة الحق ونشر الفضيلة والاستجابة للأنبياء والرسل والإيمان بالله وتعلم الحكمة التي تأتي من الله عن طريق الرسل فكانوا هم الأنصار والفاتحين وحملة الرسالة إلى الشعوب الأخرى على مر التاريخ.
وفي هذه المرحلة المظلمة وهذا الواقع المظلم والمأساوي وهذه الأحداث الجسام التي ألّمت بهذه المنطقة وبشعوبها تدفع بأبناء اليمن الذين أشاد بهم الله في القرآن العظيم وأشاد بهم خاتم الأنبياء والرسل بأنهم أهل إيمان وحكم لتحمل مسؤوليتهم وإنقاذ الأمة وشعوب المنطقة مما تتعرض له من قبل أعداء البشرية والقوى الشيطانية من غياب للإيمان والحكمة التي بعث بها نبي الأمة وجاءت في كتاب الله الكريم فأصبح واقعهم مأساويياً وكارثياً سادت فيها ثقافة التوحش والاقتتال والصراع المناطقي والمذهبي وطائفي عادت بهم إلى زمن الجاهلية وهي الجاهلية التي قال عنها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم “الجاهلية الأخرى” ليكونوا هم من قال عنهم محمد صلوات الله عليه وعلى آله “إخواني إخواني”.
لقد كشفت الأحداث التي تمر بها اليمن وتغرق فيها المنطقة وشعوبها مسؤولية أهل اليمن التاريخية إزاء المنطقة التي لا بد من القيام بها وتحملها استجابة لله وتلبية لرسوله والقضاء على الجاهلية الأخرى لينالوا شرف أخوة رسول الله صلى الله لعيه وسلم الذين تحدث عنهم قبل 1400 سنة من اليوم.
فبعد أن استطاع اليمنيون بفضل من الله وحكمة اليمانيين أن يكونوا السابقين في التخلص مننا ما يستهدفنا كأمة محمد دفعت بأعداء البشرية للتكالب على شعب الإيمان والحكمة التواق للحرية والاستقلال ورفض الهيمنة السعودية والأمريكية عليه ورفضه لمحاولة إغراقه في جرائم داعش والقاعدة بحشد كل طاقات وعبيد وجيوش أمريكا والسعودية إلى الاعتداء المباشر على أهل اليمن وارتكاب أبشع الجرائم وتدمير كل مقدرات هذا الشعب الحر والعزيز بأبنائه أهل الإيمان والحكمة والبأس الشديد.
فأعداء البشرية وأعداء الوعي الإيماني والمبادئ والأخلاق والمشروع القرآني المحمدي الأصيل الذي يؤمن به أهل اليمن وارتبط بتاريخهم الإنساني على مر العصور والأزمنة وفي كل مراحل التغيير التي مرت بها البشرية وهم اليوم يسعون لتجسيد تلك القيم والمبادئ والأخلاق في حياتهم ويسعون للعمل بها في واقعهم العملي بعد فترة من الاستهداف لهذا الشعب من قبل أعداء البشرية من السعودية وأمريكا الذين يرون في أهل الإيمان وأنصار رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أعداء لمشروعهم التدميري والإجرامي الذي يستهدف المنطقة وشعوبها مستعينين بعملاء وخونة وحكام من أبناء الشعوب العربية.
اليوم أصبح واضحا لكل أبناء اليمن من خلال عدوانهم الإجرامي المتوحش المستمر غير المبرر على هذا الشعب الكريم والحرب والعزيز لن يتوقف طالما حافظ أهل اليمن على القيم والمبادئ والأخلاق والحكمة والإيمان مستلهمين ذلك من تاريخ أسلافهم أنصار رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعملا بهدي الله الذي علمهم الإيمان والحكمة وزكى نفوسهم.
لذا ومن خلال الأحداث ومن خلال الشرف الذي منح الله أهل اليمن خاصة دون غيرهم من العاملين يتوجب علينا تحمل هذه المسؤولية التاريخية في إنقاذ الشعوب العربية من الجاهلية الأخرى التي تستهدف الإنسان وتستهدفنا كشعب يمكن أن يؤثر بأخلاقه ومبادئه وقيمه وإيمانه وحكمته في الشعوب العربية الأخرى لترفض ثقافة التوحش والاقتتال والصراع المناطقي والمذهبي والطائفي بالعودة إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبي هذه الأمة العربية والعمل وفق المابدئ والقيم والأخلاق التي جاءت في الكتاب الذي بعث به نبينا لننقذ البشرية من واقعها المظلم والمأساوي والكارثي الذي أوقعت فيه كما كان أسلافنا مع كل الأنبياء والرسل وخاتمهم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم كي ننجو من ما نحن فيه ونتعرض له من قبل أعداء البشرية والقوى الشيطانية العالمية والإقليمية والعملاء والخونة.