في ظل استهدافه للبنية التحتية والمشاريع الخدمية في عموم المحافظات

تحالف العدوان يدمر 80% من مشاريع المياه بصعدة

التحالف السعودي وضمن حربه العدوانية الممنهجة ضد الشعب اليمني قام باستهداف منشآته التعليمية والصحية والخدمية ومنها مشاريع المياه في عموم محافظات الجمهورية والتي بلغت أكثر من 70 مشروعاً يستفيد منها مئات الآلاف من المواطنين، ففي محافظة صعدة التي تعيش وضعاً استثنائياً كونها الأكثر تعرضاً لاستهداف العدوان لمشاريعها الخدمية، دمر العدوان ما نسبته08% من مشاريع المياه بالمحافظة.
الثورة / أحمد السعيدي
14 امرأة استهدفتهن طائرات العدوان السعودي حول بئر ماء في مديرية منبه
\يقول الأخ علي أبو هدنه ” الحمزات – سحار” عن الوضع الإنساني الذي تعيشه معظم مديريات محافظة صعدة نتيجة استهداف العدوان لأهم مقومات الحياة بالمحافظة وآخرها مشاريع المياه: بعد أن كانت منطقتنا آهلة بالسكان أصبحت اليوم أشبه بمدينة الأشباح بسبب نزوح كثير من الأسر إلى خارج المنطقة لعدم توفر الماء نتيجة استهداف العدوان لمشروع خزان مياه منطقة “الحمزات بمديرية سحار” بأكثر من ستة صواريخ دمرت المشروع بالكامل وتحمل المواطنون صعوبة العيش بدون ماء لأكثر من أسبوعين ثم قرر الكثيرون منهم النزوح ومغادرة المنطقة بحثاً عن الماء.
البحث عن الماء
أما المواطن حسين الوائلي فقد قال: استهدف العدوان السعودي خزانات المياه بجبل تلمص والطريق التي تربط الخزانات بالمدينة ومطار صعدة ومحطتي الغاز والكهرباء مما أدى إلى انعدام المياه وخصوصاً في القرى التي تقع تحت جبل تلمص مما زاد من صعوبة العيش في تلك المناطق وزاد من معاناة المواطن في الخروج يومياً بالسيارة بحثاً عن الماء من مناطق أخرى بعيدة في ظل تحليق مستمر لطائرات العدوان وتخوف من استهداف سيارتنا تحت مزاعم نقل المشتقات النفطية للمجاهدين عبر “الدبات” الصفراء التي تنقل فيها.
10 لترات ماء يومياً
ومن مديرية ساقين تحدث الأهالي عن مأساة إنسانية يعيشها المواطنون جراء تدمير البئر الذي يغذي جميع ساكني هذه المنطقة بصواريخ تدميرية هائلة قادمة من الحدود السعودية وبسبب ذلك يعيش المواطن حالة من الشلل بسبب انعدام المياه عن المنطقة بأكملها؛ وأكدوا أنهم في الوضع الراهن ومنذ ما يقارب من شهرين يحصلون على قليل من الماء مرة في الأسبوع فقط عندما تشارك السلطة المحلية عبر فاعلي الخير بإدخال وايت ماء لكل حي من هذه الأحياء المتضررة فيكون نصيب الأسرة 70 لتراً من الماء فتحاول الأسرة أن تقلل من استخدامها للماء حتى تكفي الكمية لأيام الأسبوع وبمعدل 10 لترات يومياً ، وقال الأهالي بأن ذلك البئر الذي يعيش منه آلاف الأسر لم يكن هدفاً عسكرياً ولم يكن على مقربة من موقع عسكري، ومع هذا تم استهدافه مباشرة لتدمير البنية التحتية والمشاريع الخدمية لإركاع وإذلال الشعب اليمني وهذا ما لم يحقق ولن يحققه تحالف العدوان ، وإن متنا عطشاً وجوعاً.
شهيدات
في سياق متصل وفي جريمة أخرى قال المواطن وليد حزام: إن طائرات العدوان استهدفت مشروع مياه منطقة منبه الحدودية أثناء تواجد بعض النساء مما أدى إلى استشهاد أربع منهن وجرح أكثر من عشر نساء في جريمة إبادة لكل من يريد العيش في هذا الوطن وأدى ذلك إلى خروج المشروع عن الخدمة نهائياً ليعيش المواطنين على ذكرى شهيدات الماء محرومين من مياه الاستهلاك المنزلي.
تصعيد غاشم
فيما قال الشيخ علي مناع – عضو مجلس محلي سابق بمديرية حرف سفيان: استهداف العدوان لمشاريع المياه يأتي ضمن خطة الحصار الشامل الذي تفرضه قوى العدوان الغاشم على أبناء هذا الشعب العظيم فقطع المياه واستهداف خزاناتها ليس إلا خطوة تصعيدية سبقها حصار الشعب اليمني عبر استهداف الكهرباء وقطع إمدادات المشتقات النفطية وحتى السلع الغذائية والمنتجات القادمة عبر السفن من خارج البلاد؛ فما يقوم به العدوان هو الحصار الشامل حتى يستسلم المواطن ويرضى بالغزاة الذين قتلوا النساء والأطفال ودمروا البنية التحتية ومنازل المواطنين، وهذا كما يقول “عشم إبليس في الجنة”.
المتشدقون بحقوق الإنسان
الناشط الحقوقي عادل ثامر – الهلال الأحمر- تساءل من جانبه قائلاً: إلى المنظمات الدولية ومن يتشدقون بحقوق الإنسان حول العالم، هل هناك جريمة أبشع من استهداف مشاريع المياه التي هي أساس الحياة أو استهداف المعونات الغذائية التي يأكل منها الفقراء والمساكين وهل قطع الكهرباء والمشتقات النفطية واستهداف المزارع والمصانع والحصار الشامل الذي يحدث في اليمن لا يخالف حقوق الإنسان والمواثيق الدولية ولا يحرك الضمير الإنساني عند من يسمون أنفسهم أصحاب الحقوق والحريات؟!
صعدة الأكثر استهدافاً
ومن جهته قال المهندس مروان الحرازي – مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي : طائرات العدوان الغاشم دمرت جميع الخزانات الخاصة بتزويد المياه لمدينة صعدة مما أحدث أضراراً كبيرة أدت إلى انقطاع عملية التشغيل للمشروع لتزويد المواطنين بالماء .
وناشد المهندس الحرازي المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بإيقاف هذا العدوان الهمجي الذي يستهدف تدمير المؤسسات الخدمية للمواطنين في صورة همجية الهدف منها كسر إرادة الشعب اليمن واستسلامه لقوى العدوان الحاقدة على هذا الوطن ومقدراته ومكتسباته.
عدوان حاقد
فيما أكد المهندس أشرف معاذ – نائب مدير مؤسسة المياه بأمانة العاصمة ورئيس الشؤون المالية والإدارية ، على أن محافظة صعدة كان لها نصيب الأسد من استهداف مشاريع المياه فيها فقد خرجت عن الخدمة وتوقفت نهائياً ما يقارب من 80 % من مشاريع المياه في المدينة نتيجة ضربات العدوان الحاقدة والمقصورة على المشاريع الخدمية التي هي أبسط حقوق المواطن ليعيش حياة كريمة.
أخلاق المسلمين
وعن تقاليد الإسلام وأخلاق المسلمين خلال الحروب قال الشيخ إبراهيم الفسيل – خطيب مسجد النور بالعاصمة صنعاء: بعدما أحكم المسلمون حصارهم لليهود في غزوة خيبر، أشار أحد الصحابة على النبي صلٍى الله عليه وسلم بأن يقطع عنهم الماء الذي يستقون منه، يومها رفض النبي ذلك المقترح لأن فيهم الضعيف والمرأة والمسن فلا يجوز قطع عنهم الماء أو الزاد وحتى في غزواته صلٍى الله عليه وآله وسلم كان يأمر حامل الراية بأن لا يقتل ضعيفاً ولا مسناً ولا امرأة بل وأن لا يكسر شجراً أيضاً.. تلك هي تعاليم الإسلام وأخلاق المسلمين ومنهم نتعلم حقيقة الإسلام وفي تلك القصة رسالة قوية لمن يدعون الإسلام والدفاع عنه.
شعب لن يركع
كل ذلك وأكثر يعّول عليه العدوان لفرض هيمنته على أبناء هذا الشعب الذي يرفض الانكسار ولا يقبل المعتدي حتى لو دفع كل غالٍ ونفيس ومهما واصل عدوانه الهمجي لن يرى سوى الدماء تلو الدماء لتروي تراب هذا الوطن، فالتاريخ لا يعرف عن شعب اليمن إلا الإرادة والنضال وطرد الغزاة والمعتدين لتعيش اليمن حرة أبية لا تركع لغاز أو لظالم أو طاغية على مر الزمن.

قد يعجبك ايضا