العدوان السعودي .. تساؤلات تبحث عن إجابات

 
علي محمد البيضاني

العدوان السعوأمريكي الجائر على وطننا اليمني أرضاً وإنساناً – منذ 26 مارس 2015م فتح تساؤلات .. منها : لماذا هذا العدوان البربري والغاشم؟ ومن يقف وراءه ؟ .. ولمصلحة من ؟ ومن المستفيد منه ؟ وماهي مرامي هذا العدوان الهمجي وأهدافه ومقاصده الحقيقية ، القريبة منه والبعيدة؟
إنها محاولة للفهم والقراءة الدقيقة والمعمقة لهذه التساؤلات المحورية والبالغة الأهمية التي نسوقها هنا بحثاً عن إجابات ..
وقبل الإجابة عن هذه التساؤلات الجوهرية المتصلة بالعدوان السعوأمريكي الغاشم على وطن الـ 22 من مايو العظيم وشعب الإيمان والحكمة ، فإنه لابد من الإشارة في البداية إلى أن هذا العدوان البربري الغادر يجري في ظل صمت إقليمي واضح وتآمر دولي أكثر تجلياً ووضوحاً للعيان ، فضلاً عن ( عجز ) وتخاذل عربي وقومي أشد حسرة ومرارة .
إنه ذلكم العدوان السافر والمستهجن الذي تجاوز كل المعايير والأخلاق والقيم المعروفة في التعاطي مع قضايا الخلاف بشأن السياسات الإقليمية والدولية العامة وما ينجم عنها من الحروب والأزمات الصراعية الأليمة والمؤسفة التي تنشب بين الفينة والأخرى في هذا الإقليم أو ذاك أو في هذه المنطقة أو تلك من عالمنا الفسيح والمترامي الأطراف .
ولا شك أن وقائع العدوان السعوأمريكي الهمجي على وطننا اليمني الذي يتواصل على مدار اليوم والساعة قد قوبلت بإدانة كبيرة واستهجان واضح على الصعد الإقليمية والقومية والدولية وبخاصة من قبل القوى والمنظمات الداعمة لحقوق شعبنا اليمني الأبي في الحياة والحرية والاستقلال والسيادة الكاملة وغير المنقوصة ، إلا أن ذلك لا يعفينا أيضاً من التنويه هنا ولفت الانتباه إلى أن بلادنا قد دفعت ثمناً باهظاً لذلكم العدوان الإجرامي الذي عكس غرور وعنجهية قوى الاستكبار العالمية من جهة وأحلام ورغبات أذيالها ورموزها الهزيلة والتابعة لها من جهة ثانية .
* وإذا كانت أحداث هذا العدوان البربري الفج والسافر ووقائعه المتلاحقة والمتواصلة على مدار اليوم والساعة قد طالت الأخضر واليابس وألحقت دماراً هائلاً في أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية واستهدفت كذلك تدمير البنى التحتية وغيرها من المؤسسات الاقتصادية والتنموية والإنتاجية الحيوية والمهمة على الصعيد الوطني والتي شرع شعبنا اليمني العظيم والمكافح في بنائها في تاريخه الحديث والمعاصر وبخاصة عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م واختياره الطوعي للديمقراطية ومبادئ التعددية السياسية وغيرها من الحقوق والحريات العامة والخاصة المكفولة في الدستور والأنظمة والقوانين النافذة .
* لماذا كل هذا التحامل الدنئ ضد اليمن ولمصلحة من يندرج ذلك الحقد الدفين والضغائن السوداء والمريرة التي تخيم في خلجات ( بعض ) الأشقاء والأصدقاء ودواخلهم المريضة دون مبرر ومسوغات مقبولة أو مشروعة ؟!
* إن العدوان السعوأمريكي القذر والسافر على بلادنا وشعبنا لن يمر دون عقاب أو مساءلة ولن تنطوي صفحته بيسر وسهولة كما يعتقد البعض ذلك ، لأن شعبنا اليمني العظيم وقواه السياسية والوطنية والمجتمعية الحرة والخيرة لن تسكت إزاء هذا العدوان الجائر وستعمل دون شك ، عاجلاً أم آجلاً ، على محاسبة وردع كل القوى والرموز والبلدان التي وقفت وراء عدوان همجي وحرب بربرية غاشمة كهذه التي لم نجد لها مثيلاً من قبل ..
* وأياً كانت دوافع العدوان السعوأمريكي الأرعن ومراميه وطبيعة أهدافه ومقاصده المعروفة لدى الكثيرين ، فإنه يغدو ضرورياً القول في هذا السياق بأن الخلاف والاختلاف بين الأحزاب والتنظيمات السياسية وتباين رؤاها ومواقفها السياسية من هذه القضية أو تلك يمثل شأناً داخلياً وظاهرة صحية ومطلوبة وجائزة في الوقت نفسه ، إلا أن الأمر غير اللائق وغير المقبول أيضاً أن تشكل مثل هذه الاختلافات والتباينات المشروعة مبرراً عملياً للإساءة للوطن والشعب ومحاولة الاستقواء بالخارج والعمل على استقامة بل وتحريضه على الداخل بصور وأشكال مختلفة ومعروفة كانت وما برحت وستبقى مثيرة للاشمئزاز والقرف في الذات الوطنية ..
* إن العدوان السعوأمريكي السافر على اليمن والذي يزعم قادته وتتباكى رموزه والقائمون عليه والواقفون وراءه على (الشرعية) الواهية والهشة ممثلة بسلطة الرئيس المنتهية ولايته المدعو عبدربه منصور هادي سوف يفشل فشلاً ذريعاً وسيمنى بالهزيمة النكراء لا محالة ، إذ أنه يبقى عدواناً ظالماً وجائراً وسوف يترك تأثيرات وانعكاسات سلبية واضحة على كافة الأصعدة السياسية منها والاجتماعية والنفسية والإنسانية .. الخ .
* وهي تأثيرات وتداعيات وجراحات غائرة بكل تأكيد لن تندمل ولن تلتئم قط بالتقادم وستظل توقظ كل الضمائر والقلوب الحية التي ترفض الضيم والظلم والعدوان ونزعات الاستعلاء والغطرسة والعنف والقوة .
* إن المتأمل الموضوعي والقارئ الحصيف الجيد لنتائج غارات العدوان السعوأمريكي البربري وتداعياتها المؤسفة التي أودت بحياة أكثر من (26) ألف شهيد وجريح من الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين والعزل، ناهيك عن أرقام مهولة لحجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت والمباني والمنازل والتجمعات السكانية في عموم محافظات ومدن ومناطق الجمهورية اليمنية .. إنما يخلص دون عناء إلى معرفة وملامسة حقيقة الحقد الدفين الذي تكنه بعض الدول المجاورة – وللأسف الشديد – ضد أبناء شعبنا اليمني الصامد ومحاولاتهم المتكررة والبائسة نحو تركيعه واستسلامه من خلال استهداف قدراته ومقدراته وتقويض أمنه واستقراره وكذا محاولات إضعافه وإذلاله وتكريس تبعيته وهوانه ، وهذه النزعات الدنيئة – للأسف – لهذه القوى الإقليمية والدولية يشاطرها إياها بعض الرموز والقوى السياسية الداخلية المعروفة بالارتزاق والعمالة والارتهان للخارج نظير الأموال المدنسة والهبات المأجورة والمزايا الرخيصة والتي يعتقد أصحابها أنها سوف تقيهم من عقاب الشعب والمساءلة التاريخية التي لا ترحم والتي لن تستثني أحداً مهما كانت مراكزهم الاجتماعية والسياسية ومستوى وحجم شخوصهم الاعتبارية ..
* وإذ نخلص في هذه الإشارة على وجه التحديد والدقة إلى نجاح لافت لأجهزة الأمن والجيش اليمني في محاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف والغلو خلال العقود الماضية وتحقيق نجاحات واضحة ونتائج ملموسة على هذا الصعيد وذلك بشهادة وإقرار الكثير من الدول والحكومات الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية، إلا أنه تتضح من خلال ملامح العدوان السعوأمريكي البربري الغاشم ودلالاته الساطعة وأبعاده الحقيقية حجم وطبيعة الانتكاسة المتوقعة على هذا الصعيد – أي بعبارة أوضح أنها مرامي لإحياء متجدد للخلايا والجماعات الإرهابية والمتطرفة وإتاحة المجال أمامها لبسط نفوذها وإطلاق العنان لها لتسرح وتمرح دون حسيب أو رقيب فيما تتخذ منها القوى الإقليمية والدولية(شماعة) لاستهداف اليمن والإساءة إليه .. مع تأكيدنا هنا على أن هذه النزعات والأوهام التي تعشعش في عقول وأذهان هؤلاء سوف تتحطم على صخرة وصمود شعبنا اليمني العظيم الذي سيظل عصياً على التطويع والمهادنة ، كما أن وطننا اليمني سيظل يشكل مقبرة للغزاة وجحافل الطامعين والمأجورين من الأعداء والمرتزقة ..

قد يعجبك ايضا