صحافيون يشخصون واقع «صاحبة الجلالة»


استطلاع / أسامة الغيثي- ساري نصر –
محمد إبراهيم: ثمة انحراف عن مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير.
بخاش: هناك الكثير من الممارسات المسيئة لتقاليد وأعراف السلطة الرابعة.
حميد: الصحافة اليمنية عبارة عن وسيلة حرب باردة ومتغيبة عن هموم ومعاناة وقضايا المجتمع .
الشبيبي : الكتابات الصحفية بكل صورها وأشكالها تفتقر إلى المهنية.
الواشعي : الصحافة تمر بواقع صعب
تعيش الصحافة خلال الفترة الأخيرة توسعا في صدور العديد من الصحف الجديدة وتحول بعض الصحف التي كانت تصدر بشكل أسبوعي إلى الإصدار اليومي بعدما كانت قد شهدت هذه الصحف خلال العامين الأخيرين نوعاٍ من الانقطاع والتوقف نتيجة للأحداث التي مرت بها اليمن والتي أثرت بشكل سلبي على هذه الصحف وجعلها تمر بظروف مالية صعبة جعلها تختفي وتحتجب عن الساحة الإعلامية, ولكن مع تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية عاودت هذه الصحف نشاطها الإعلامي وبدأت بالظهور بشكل أقوى من السابق وهنا استطلعت «الثورة» أراء بعض الصحفيين لتشخيص واقع الصحافة خلال الفترة الأخيرة فإلى حصيلة الاستطلاع :
« انحراف للمفاهيم »
محمد إبراهيم محرر صحفي محمد بصحيفة الثورة يقول : الصحافة خلال الفترة الأخيرة عاشت أفضل طقوس التعددية في الرأي والتعبير على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والفكرية.. لكن رغم هذا الجو من الحرية والانفتاح وطفرة الصحافة المطبوع .. إلا أن هذه النقالة صارت سلاح ذو حدين.. فمن الايجابي فيما شهدته الصحافة في الأيام الأخيرة هو ارتفاع سقف الحريات وسقف التقنين المسؤول عن إصدار تراخيص للمطبوعات الجديدة مما أفرز صدور مجموعة كبيرة من الصحف الجديدة مثلت كل التيارات والرؤى والمشاريع المختلفة داخل البلد.. لكن من السلبي في هذه الفترة إن ثمة زحاف كبير بل انحراف في مفاهيم الديمقراطية وحرية التعبير.. فصارت هذه الصحف لا تميز بين ما هو عام ومجتمعي وما هو شخصي فشخصنت الأحداث والقضايا أحد أساليب الصحافة الصفراء والمثيرة للجدل والفتنة.. وما زاد الطين بلة هو بداية تحول المواقع الالكترونية إلى مطبوعات وهذا ترك الحبل على الغارب لصحافة أكثر ميولاٍ على الكذب والتظليل والشائعات وهي السمات التي تظهر غالباٍ في أجواء الأزمات.
ويضيف محمد : وهذا التوصيف لا يعني نكران الطفرة المهنية الحقيقية في الميدان الصحفي والتي أعطت الكثير من مخرجات الإعلام فرص عمل قيمة وذات اتجاهات سياسية وفكرية وثقافية مختلفة تنبئْ عن تطور خلاق في مسار المهنة الصحفية.. إذ أن هناك مواقع إلكترونية صارت حاضرة في أوساط النخبة كما هو حال بعض الصحف الشهيرة والمطبوعة خلال الفترات الماضية.. وفي المقابل هناك مواقع لا تستحق حتى الزيارة فهي مجرد شائعات فقط ليس فيها أدنى اقتراب من الحقيقة والمؤسف أن هذه ستتحول إلى مطبوعة وستساهم في إقلاق المجتمع وتكوين رأي مزيف تجاه قضايا مزيفة لا تجسد جوهر القضايا المجتمعية الأكثر أهمية .
«ثورة إعلامية»
عبدالله بخاش- محرر صحفي بصحيفة 14 أكتوبر : ارتفع سقف الحرية الإعلامية خلال الفترة الأخيرة لكنه لم يفض إلى صحافة حرة وخطاب إعلامي حر متجرد من التبعية والولاءات الضيقة إذ لا زالت وسائل الإعلام مرتهنة لموروثات الماضي ذلك أن تحرير الأعلام لا يعني تماما حصول الجمهور على إعلام حر أو صحافة حرة لذلك أن القدرة على تغيير البيئة الإعلامية اليمنية التي تعمل فيها وسائل الإعلام منذ عقود طويلة ربما تتطلب ثورة إعلامية حقيقية تستغرق وقتا أطول فالسياسات الإعلامية هي ذاتها لم يطرأ عليها أي تغيير.
ويضيف بخاش : ولا زالت هناك الكثير من الممارسات المسيئة لتقاليد وأعراف السلطة الرابعة نتيجة تأثرها بمراكز القوى وتبعيتها لها وباعتقادي لقد بات ضرورياٍ اليوم إطلاق ثورة إعلامية مهنية – يتبناها رجال السلطة الرابعة – لاستعادة ثقة الجمهور المحلي بوسائله الإعلامية وإعادة صياغة علاقات الاعتماد المتبادل بين السلطة والجمهور ووسائل الإعلام من خلال التِأسيس لنظام إعلامي يستند إلى قواعد مهنية وأخلاقيات صحفية راسخة تستهدف إصلاح الوضع الإعلامي في اليمن والارتقاء بأداء وسائل الإعلام بما يلبي اهتمامات الجمهور اليمني بعيدا عن عمليات التعبئة الإعلامية.
«سياسة معينة»
ويري علي حميد – مدير مكتب قناة الساحات : أنه رغم الانتشار الواسع والكثافة العددية وتحويل كم من الصحف الأسبوعية إلى يومية في بلادنا في الفترة الأخيرة إلا أنها لم تقدم أي جديد للقارئ وللأسف الشديد أصبحت عبئاٍ حتى بأوراقها التي نلاحظها تتزايد من يوم إلى آخر على مضمونها والمواطن اليمني هو الوحيد الضحية لما من رسالة تحملها هذه الصحف بكمها الهائل التي لا تهتم سوى كيف تقنع القارئ بسياسة الحزب ورسالته الناطقة بحال لسانه بينما هموم ومعاناة وقضايا المجتمع مازالت غائبة بحقيقتها حتى اللحظة هناك من يتناولها لكن بطريقته الخاصة وبسياسة معينة مما تتفاقم المشكلة وتنعكس سلبا على المواطن البسيط الباحث عن حلول فالصحافة اليمنية اليوم أصبحت عبارة عن وسيلة حرب باردة لا أكثر .
« انعكاس للواقع »
فضل الشبيبي في وكالة الأنباء اليمنية سبأ يقول : لعل الأزمة اليمنية التي نشبت في العامين الماضيين أفرزت عدة نتائج ألقت بضلالها على كافة مناحي الحياة وفي مقدمة ذلك الصحافة التي عبرت عن مجريات ذلك الصراع الذي دب في أركان المجتمع وبروز ثوره الشباب التي لفتت الأنظار بقوتها وفرض وجودها على ارض الواقع . لولا عناية الله بهذا الوطن وفي هذا الجو المشجون بالتعصب والانقسام اتجهت الصحافة الى مناحي عدة كرست فيها تلك المفاهيم ألا ما رحم ربي من الكتابات التي اتخذت الحياد طريقا لها وحاولت ان تعبر بالفعل عن الانتصار للقيم الوطنية والنضالية للشعب .
« دور سياسي »
ويردف الشبيبي : وفي هذا الجو المشحون بالمخاطر افتقرت الكتابات الصحفية بكل صورها وأشكالها بما فيها التلفزيونية إلى المهنية العالية وتحول من هب ودب يكتب ويشتم في ظل ارتفاع وثائر ذلك الصراع الذي اشتد إلى أن توجت الجهود التي بذلها الأشقاء بصدور المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة للخروج بالبلاد من الأزمة العاصفة وفرح اليمنيون وتنفسوا الصعداء من أهوال ما مر بهم من صدامات واقتتال بل وتشرد كما حدث في محافظة أبين التي نزح منها الآلاف بعد سيطرة تنظيم القاعدة على عاصمة المحافظة زنجبار ومدن أخرى وخوض قوات القوات الجيش واللجان الشعبية معارك قوية وطاحنة إلى أن تم تحرير أبين من القاعدة في 12 يونيو 2012م وأسهمت الصحافة في تغطية تلك الأحداث ولربما تحسن أداؤها بعد أن بدأت آليات المبادرة الخليجية تخرج إلى أرض الواقع لحلحلة تلك ألازمة (( العاصفة )) وكرست الصحافة جهودها لشرح وبلورة أهداف ومضامين هذه المبادرة على طريق ترسيخ الأمن والاستقرار والحفاظ على أركان هذا الوطن من التمزق والاقتتال والتشرذم والسير قدما لبناء دولة النظام والقانون والمؤسسات ومحاربة الفساد وهيكلة الجيش ليصبح جيشاٍ وطنياٍ يدافع عن سيادة وحياض الوطن, وعلى العموم وحتى لا نظلم الصحافة في ختام هذه العجالة يمكن القول برغم بروز السلبيات في العديد من المواطن ألا أن هناك ايجابيات وتفاعل حقيقي فيما يجري ونحن في الختام نتمنى لصحافتنا أن ترفع من أدائها لتعبر بشكل حقيقي عن هموم وتطلعات وأماني الشعب اليمني وترسيخ قيم الحوار الوطني كقاعدة أساسية وملحة ورفض كل مظاهر العنف وفي إطار حل كل المعضلات التي تواجه الوطن .
«واقع متخلف»
فيما يرى جمال غراب – صحفي : أن واقع الصحافة في اليمن مازال واقعاٍ متخلفاٍ بكل ما تحويه الكلمة من معنى وهذا يعود لإشكاليات كثيرة أهمها على الإطلاق عدم وجود مساحة كافية من الحرية فضلا عن عدم وجود الإمكانيات المناسبة التي تساعد المؤسسات الصحفية على تقدم رسالة هادفةفهناك بعض من الصحفيين يتحلون إلى متسولين وهناك حالات كثيرة حصلت أساءت للصحافة والصحفيين وأيضا من أهم الإشكاليات هي اهتمام الصحافة نفسها بالجانب السياسي على حساب الجوانب الأخرى إلى حد أن بعضا من الصحف انزلقت إلى تغذية روح الفتنة وعملت على الاستهداف الشخصي وتصفية الحسابات وأصبح العمل برأيي لا يعد عملاٍ صحفياٍ لذلك فانتشال الصحافة اليمنية اليوم من واقعها المتردي إلى واقع أكثر تطورا يحتاج إلى جهود مشتركة من كل الأطراف .
« واقع صعب »
أما محمد الواشعي مراسل شبكة مأرب برس بمحافظة ذمار فيقول : تمر الصحافة بواقع صعب و رغم ما كنا نأمله من تغيير النضرة تجاه الصحافة بعد الثورة الشبابية ألا أنها لا زالت تواجه هجمة شرسة في الآونة الأخيرة و تشهد تضييقاٍ على حرية الصحافة ما بين التحريض على الصحفيين و الاعتداءات التي تطالهم و ما يتعرضون له من تهديدات و مابين تصاعد استدعاءات نيابة الصحافة والمطبوعات لوسائل الإعلام على خلفية تناولاتها الإعلامية مع كل تلك المضايقات أرى أن الصحافة تتطور وترتقي وما نشهده من بروز صحف جديدة و مواقع الكترونية إخبارية تتسع كل يوم و ما نحتاج إليه هو إنهاء كل ممارسات التضييق و الممارسات التعسفية ضد الصحفيين ومزيد من حرية الصحافة.

قد يعجبك ايضا