أنا لا أريد الاحتفاء بتأبيني بل أريد الاعتناء بي وأنا على قيد الحياة


حاورتها :أمل عياش –
– ( انظر إلى صورته في الجدار وأقول له أنت روحي أنت حبيبي)
– الوضع والإعلام يكرسان جهدهما للسياسة وليس للفن
كعادتها في الحديث الصافي غير المتكلف ارتجلتú الحديث دون تريث وجدتْ في حديثها مسحة حزن يؤلمها مشهد الرحيل والفراق لا يخيفها الموت بقدر ما يذكرها بأهمية قول الكلمة الصادقة بشجاعة أجهشت بالبكاء أثناء الحديث الساخن فنون الثورة تنفرد بنشر هذا الحوار:

علامات على جسدي
> حدثيني عن معاناتك ¿
– أشكرك يا عزيزتي أمل على هذا الاهتمام أما عن معاناتي فهي ناتجة في البدء عن ضريبة الشهرة مما أدى بي إلى الاعتكاف في المنزل وعدم الخروج كبقية الناس فالفنان المشهور يجذب الآخرين مما يحد من حريته لأنه مراقب وإن كانت تلك العيون التي ترقبه بحب وإعجاب .
منذْ بداية مشواري الفني وأنا أعاني فقد رفض والدي رحمة الله عليه أن أمتهن الفن وعارضني معارضة شديدة وقال لي: (سوف تتعذبي) كنت صغيرة لم أع هذه النصيحة لقد كنت مشتركة في فرقة الكشافة عدن آنذاك . لقد كان إصراري على الغناء عجيبا وكبيرا جدا ومازلت علامات على جسدي تذكرني بعنادي وتصميمي للمضي في مشواري رغم صغر سني وللحقيقة أقول لقد تصرف أبي حيالي كأب يخاف على ابنته من العذاب الذي ينتظرهاº حينها أجهشت الفنانة الكبيرة أمل كعدل بالبكاء واضعة كفيها على وجهها ومضت بعد ذلك قائلة : (انظر إلى صورته في الجدار وأقول له أنت روحي أنت حبيبي) أتذكره دائما قوله: (من ساير الحمامة طلعت به فوق ومن ساير الدجاجة قادته إلى السنداس) واني لم انس كلمته واني الآن ابنة علي كعدل ولن أتنازل عن اسم والدي لصالح اسم فني براق كما أراد لي البعض.
نطالب بتفعيل نقابة الفنانين
> ماذا أعطاك الفن ¿
– أعطاني حب الناس أعطاني القدرة على حب الناس أيضا إذا فرح من حولي شعرت بالفرح لفرحهم إذا ما جاعوا جعت معهم أنا فخورة ومشغولة بحب الناس .
الدولة ورجالها قدموا لي مايجعلني أشكر الله واحمده لكن الصراع الذي دار ومازال يدور هو صراع رهيب وأقول لهم من منبر هذه الصحيفة أنا لا أريد الاحتفاء بتأبيني بل أريد الاعتناء بي وأنا على قيد الحياة لا أريد الخطب الرنانة في أربعينيتي بأني كنت وكنت .التكريم بالنسبة لي يكون على مستوى عال وليس في جلسة قات وواحد يقدم لك جرز فل مع احترامي وتقديري لمثل هذه المشاعر التكريم هو التقدير الدائم من قبل الدولة للفنان وهو على قيد الحياة في راتبه في مرضه في إذاعة أغانية في استدعائه للمهرجانات التكريم ربما هو المشاعر الصادقة وعدم شعور أو إحساس الفنان في الغربة في وطنه وهنا أتذكر الفنان الكبير محمد سعد عبد الله بـ” كلمة ولو جبر خاطر ” نعم زيارة شخصية مثل وزير الثقافة تعد تكريماٍ بحضور الوزير مع احترامي وتقديري لكل من كرموني . تصوروا أنني منذْ 82م لم أتحصل على ترقية واني مساعد أول طالبت دون جدوى وهذا الوضع يجب أن لايستمر نريد حقوقنا نحن كفنانين وبانعطي هذه البلاد روحنا قلوبنا وحياتنا ومستعدين نبذل حتى آخر رمق في الحياة لبلدنا ولهذا أقول للمسؤولين لا تحبطونا وتضعونا على هامش اهتمامكم .هذا الوضع مرفوض جدا ..جدا .. زملائي الفنانين ماتوا إحباطا لم يبق لنا غير القلة على رأسهم الفنان الكبير عبد الكريم توفيق . زمان كانت معنا نقابة للفنانين وكان الفنان عبد الكريم مسؤول كبير في النقابة الآن نحن نطالب بتفعيل النقابة لهذا لا نرى فن في عدن منذْ أيام الفنانين خليل محمد خليل أحمد بن أحمد قاسم ومحمد سعد عبد الله وغيرهم من فنانين الزمن الجميل في أيامهم كانت في نقابة الآن مافيش فن لهذا أنا محبطة بالرغم من شعوري أني استطيع أن أقدم الكثير الآن الفن طرب مخدرة مقابل فلوس أو الجلوس في البيت ربما الفرصة أكثر مني للفنانات الصاعدات بينما نحن الذين أفنينا حياتنا في الفن ومازلنا قادرينº نهمش رسميا بل أن الشباب يغنوا أغاني لي وأنا على قيد الحياة لا أشارك واني مع الشباب ومع الوجوه الجديدة بل أنا منذْ البداية كنت اغني لغيري بعدها أستقليت وغنيت أغاني خاصة بي ولكن هذا لا يعني إني تجاوزت الكبار وهمشتهم مثلما يحصل اليوم من الجانب الرسمي وفنيا لا يستطيع احد تهميشي وعلى الصاعدين الذين قطعوا شوط كبير أن يحاولوا أن يغنوا لأنفسهم وعليهم عدم إهمال أنفسهم ويكفي استخدامهم كواجهة براقة للحفل ويكفي أن نعرف أن فنان كبير يبيع تراثه الفني بسبب ضيق الحال واذكر أني ذات يوم مررت على الفنان الكبير محمد سعد عبد الله فإذا به منشغلا بإصلاح طباخة منزله التي تسربت منها النيران فجأة نعم هكذا قدر الفنان في بلدي وأنا مع الفنان الصامد في بلده في الشمال أو الجنوب لا فرق لأن الشعب واحد وأنا أستدعي كثير في القنوات الفضائية في صنعاء أما هنا في عدن لم يعيرني الرسميون اهتماما مثل مدير عام مكتب ثقافة عدن وبالرغم من أني أعاني من تحسس بسبب الجو في صنعاء – واطمئن كل من سأل عني وعن صحتي إنني أعاني من تحسس عام فقط يصيبني بالطفح الجلدي – إلا أني لم الق اهتماما رسميا من رسميي عدن ولقيت ذلك لدى قنوات صنعاء الرسمية والجمهور يقدرني هنا وهناك .
وأعود للحديث عن نشاطي الفني أنا لم ادع يوما أني قد وصلت إلى ماأطمح إليه كفنانة والوضع والإعلام هما السبب اللذان يكرسان جهدهما للسياسة وليس للفن عكس دول أخرى مثل مصر مثلا نحن بحاجة إلى ملتقيات أو مهرجانات وإلى إدارة للثقافة فاعلة لكننا كأننا نكلم ” جدار ” والإنسان نهايته هو الموت ولمرة واحدة وأنا أموت في اليوم أكثر من مرة وفي جعبتي كلام كثير لأجل الأجيال الصاعدة لتوصل إلى المستوى الذي يليق بها خاصة أننا لانشعر أننا وصلنا وأدعو الشباب إلى عدم الاعتماد على التقليد فقط وأتذكر هذه الأيام القول المأثور : ( مابشل حاجة بيدي باروح ويدي خلية ) لن نأخذ معنا غير القماش الأبيض في نهاية المطاف لهذا التواضع وحب الأصدقاء مطلوب وخاصة عندما تأتي لي الأخبار بموت أو مرض فنان زميل أزعل كثيراٍ جدا إن الدولة لا تهتم بمرض الفنان ولكنها تسارع لعمل التأبين لهذا أنا لا أريد مثل هذه الخطب بعد موتي أريد حقي وأنا عايشه .
وكما قلت علاقتنا بالإعلام مش قوية وأتذكر انه زارني المذيع فهد القباطي وعمل معي لقاء ” ينابيع العطاء ” بعد هذا اللقاء اتصل بي كثير من المشاهدين .
والدي رحمة الله عليه كان يمتلك صوتا
س – كيف كانت بدايتك مع الفن – وحدثينا عن مشوارك الفني ¿
ج – البداية الأولى كانت من المدرسة وأنا طفلة حيث تربيت في بيئة فنية فوالدي رحمة الله عليه كان يمتلك صوتا وأنا أسمعه بكل شغف أيضا والدتي كانت ذواقة فنيا فهي تحفظ الكثير من الأغاني وكانت ترافقني في حفلات الأعراس مردده وعازفة على آلة الدف وبمهارة ولم انتبه لهذا الإرث الفني في البداية لأن تربيتي كانت على يد عمتي أخت والدي وقد تعبت معي كثير وكانت عنايتها بي فوق الوصف .
بعد ذلك التحقت بفريق الكشافة وبدأت المشاركة في نشاط الاتحاد الوطني للطلبة اليمنيين آنذاك ومن هنا بدأ المشوار الفني يطفو على السطح من خلال احتفالات المدرسة حتى ظهرت فيما بعد في برنامج ” مواهب ” الذي كان يقدمه الراحل عبد القادر خضر وقدمت في هذا البرنامج أغنية ” ليه تركت الدمع ” ” وبسالك بالحب ” ودخلت الحقوق سنة أولى وتركت الدراسة بسبب مدرس عراقي كان هو السبب في تركي للدراسة منذ السنة الأولى أيضا بعد ظهوري في برنامج ” مواهب ” أحسست أن الفن هو طريقي الأول والأخير وبدأ التغيير الجدري لمسيرة حياتي الفنية وأعتقد أن ما كان بعد ذلك معروفا للجميع .
… كنت شقية جدا
> من يعايش أمل عن قرب يعرف أنها شخصية تتحلى بروح المزح والدعابة والضحك والشقاوة الطفولية فهل هذا الطبع لديك منذْ الصغر ¿
– أحب أن أفشي لك بسر لأول مرة … كنت شقية جدا ولدي شلة من الطالبات المشاغبات أيام المرحلة الأساسية للدراسة أي وأنا صغيرة كان كل همي ايجاد حالة فوضى في الصف ولكي يتخلصوا من هؤلاء المشاغبات عينوني مندوبة للصف لكن حالة الفوضى استمرت بل زادت لدرجة أن مربية الصف قالت لي عيناك مندوبة أو مجذوبة وكانت هذه الحادثة نكته المدرسة لفترة طويلة . الضحك والشقاوة والمرح ترعرعوا معي منذ الصغر .

الانتشال من الوضعية الرديئة
> ماذا تتمنى أمل بالنسبة لنفسها وللوسط الفني ¿
– أتمنى أن تظهر أعمالي وأعمال الآخرين إلى الجمهور الحبيب الذي أحببته وأعطاني كل هذا الاعتراف وأتمنى للوسط الفني الانتشال من هذه الوضعية الرديئة التي يعيشها كل مبدع .
مستعدة لتسجيل أغانيها
> لماذا لا تعيدين تصوير أغانيك بطريقة الفيديو كليب ¿
– ناشدت في لقاء سابق معك وأناشد الآن أنا أقولها عبر صحيفتكم وأعلنها إنني مستعدة أن أتعامل مع شركة أو ماشابه ذلك لتسجيل كل الأغاني المطلوبة مني وهذه دعوة أوجهها لأصحاب الشأن .
مضت الدقائق سراعا في حديث شيق مع الفنانة أمل بنت كعدل º والحديث معها شيق وليس له آخر شاكرة جمهورها الحبيب الذي أحبته لطالما أحب الفنانة أمل كعدل.

قد يعجبك ايضا