السياحة والصمود

 
عبدالوهاب شمهان
كل امنية نتمناها لا تخرج عن وقف الحرب ونزيف الدم ولم الشمل وتوحيد الصفوف لإعادة ما هدمته الحرب وما دمره العدوان وعودة الحياة تعني عودة الإنسان وعودة السياحة بعد صمود.
إن الحرب واستمرارها قد تعني سياحة وراحة بال وكسب اموال وارتحال للأهل والأولاد من مدينة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى في سعة من الراحة والاطمئنان, وذلك لمن رأوا في العدوان ضالتهم وكنزهم الوافر بخزائنه المفتوحة وعطائه السخي وبفنادقه ومشافيه المفتوحة وإن كان الثمن اليمن بترابه وجباله بناسه ووديانه، وكلما شعشع امل النجاة أبوا الا الاستمرار والانجرار في حرب ضروس لا تبقي ولا تذر، لكن الحرب بالنسبة لمن في الداخل هي مآس وآلام وجراح وفقد أحبة وإخوان ورجال صناديد وشباب في عنفوان القوة ، إنها قسوة الاخ في الاستنزاف والبغي والعدوان والاستكبار، قسوة تحالف عربي فقد العروبة والنخوة وخشية الله فنازع الله في ملكه تعاليا بما امتلك من قوة ومن سلاح واموال وما هي الا مشيئة ربانية اراد الله وحده ان يكون هذا العدوان خاتمة سوء وتنكيل بدول لم يرق لها انتصار شعب عربي مسلم مسالم لا يملك من القوة المدجج بها تحالفهم مانسبته 10% ولكنه يملك . الارادة والايمان بنصر الله لأنها دول زاغت عن الحق وغيرت السبل فنازعت ذاتها كالنملة أن اراد الله هلاكها اريشت، والدخول في حرب الذات والعروبة والجيرة لن يحقق فيها الغازي نصرا ولن يكون فيها منتصر الا اليمن، إن الحرب التي يقودها العرب تحت الراية الأمريكية ليست مبارة لكرة القدم، وانما صناعة ثأر وعداوة وفرقة وألم موجع في غور النفس والروح والجسد انها حرب الاخوة.
إن الحرب فرضت علينا، وأجبرنا على خوض معتركها في ظروف قاسية وشتات بين صنع فينا كان ليد العدوان الدور الأكبر في تمزيقنا إضافة إلى ما صنعته الأطماع والولاءات ففقدنا الحكمة وأضعنا السبيل ونخر الضعف في جسم الوطن, فلما صرخ الشعب جوعا وعطشا وبطالة توالت عليه المسميات وتعاضد اهل الشر الخليجي، فلم تلن قلوبهم وتمد العون وترفع من مستوى التعاون، بل كانت أشد قسوة من الحجارة وسارت في فلك اكمال الاعداد المتسارع للضربة الحاسمة والاستيلاء على اليمن في نزهة سياحية لا تتعدى أياما قلائل، لكن الله خيب آمالهم وآمال عملائهم فقتل الطغيان وفضح العملاء والدعاة لسوء السبيل، وثبت الله جيشا قيل عنه جيش العائلة، واثبت بصناديده أنه جيش العائلة الواحدة والبيت اليمني الواحد اليمن الوطن والدار والعائلة, الشعب الواحد الذي جمعه الألم وشد من قوته وصلابته شراسة العدوان ولم شمله جمع شذاذ الأفاق من مرتزقة العالم ومن باعوا أنفسهم بدريهمات قليلة إضافة لجيوش أعدت للبيع والفساد في الأرض، فتحول ضعف الشعب اليماني إلى قوة وصلابة والشتات إلى تلاحم وتكاتف, وهذا هو اليمن.
اما السياحة فقد خسرت البنية من منشآت ومواقع وطرق وأمن لتظهر على الساحة اليمنية سياحة الدفاع عن الوطن وسياحة فضح جرائم العدوان وإشهارها.
إن العاملين في القطاع السياحي هم فئة مدنية خالصة تسعى وتجد في البحث عن قوتها وقوت أسر تنتظر ما يجود به الرحمان على عائلها لذلك فإن استنزاف هذا القطاع وتدمير بنيانه الحق بالعمالة السياحية أشد الضرر بقطع أرزاقها ومنع حركتها وتدمير مواقع عملها، إنه الظلم المتواصل الذي شمل الصيادين في الشواطئ اليمنية وجزرها بأعمال عدوانية لم ترتكب حتى في عهد من عهود الدكتاتورية العالمية وغيرهم من طغاة العالم.
وهاهي وزارة السياحة تتحرك للقيام بدورها في معركة الصمود القائم على الحقائق والأحداث الموثقة، إنه عمل إنساني سلمي يناشد العالم الحر وما تبقى من أحرار في المنظمات العالمية الدولية المهتمة بالشأن السياحي والمناطق والمواقع السياحية وكافة موارد السياحة الطبيعية التي تتعرض للتدمير الإنساني بسوء الاستخدام، اما موارد اليمن فهي تتعرض للتدمير الحربي المتعمد والممنهج والذي يتصاعد بوتيرة عالية.
نتمنى لقيادة الوزارة والعاملين وكل من ساهم وساعد في إرسال رسالة السياحة للداخل وللعالم كل التوفيق لتبقى اليمن مصدر إلهام السائح وعنوان الضيافة.

قد يعجبك ايضا